روسيا تعلن إسقاط طائرتين في أوكرانيا وتعد بتغيير جذري وتهدد بالسلاح النووي
اعتبر ديمتري ميدفيديف نائب رئيس مجلس الأمن القومي الروسي أن لروسيا الحق في استخدام الأسلحة النووية إذا لزم الأمر، ومن المقرر انتهاء التصويت اليوم الثلاثاء على انفصال 4 مناطق أوكرانية، حيث وعد الكرملين بأن تكون للاستفتاء انعكاسات أمنية.
وقال ميدفيديف، وهو رئيس روسيا سابقا، إن بلاده ستبذل جهدها لمنع ظهور أسلحة نووية لدى جيرانها المعادين، مثل أوكرانيا التي يسيطر عليها حلف شمال الأطلسي (ناتو) حاليا، حسب قوله.
وأضاف “لروسيا الحق في استخدام الأسلحة النووية إذا لزم الأمر… وإذا تجاوز التهديد لروسيا الخط الأحمر فسيتعين علينا الرد والأمر ليس خدعة بالتأكيد”.
واعتبر ميدفيديف أن أمن واشنطن ولندن وبروكسل أهم بكثير لحلف شمال الأطلسي من مصير أوكرانيا الزائلة التي لا يحتاجها أحد، حسب تعبيره.
وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد ألمح إلى احتمال استخدام السلاح النووي في الحرب، كما قال وزير الخارجية البيلاروسي فلاديمير ماكاي إن كل الخيارات أمام بلاده (الحليفة لروسيا) متاحة، بما فيها تجهيز الطائرات بالأسلحة النووية.
وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارين جان-بيير إن واشنطن لم تر بعد أي سبب لتعديل الوضع الحالي لقواتها النووية، رغم تعامل بلادها بجدية مع التهديدات النووية الروسية.
تصويت الانفصال
في موضوع آخر، قال المتحدث باسم الرئاسة الروسية ديمتري بيسكوف للصحفيين إن المناطق الأوكرانية التي تجري فيها عمليات الاستفتاء من أجل ضمها إلى روسيا ستشهد تغييرات جذرية من وجهة النظر القانونية، ومن وجهة نظر القانون الدولي، وكذلك بفعل التدابير المتخذة لضمان الأمن فيها، وفق تعبيره.
وأضاف بيسكوف “مستعدون للتفاوض مع أوكرانيا غير أن الظروف تتغير، ويظل مبدأ أهداف العملية العسكرية باقيا”.
ومن جهة أخرى، قالت المفوضية الأوروبية إن استفتاءات روسيا في شرق أوكرانيا “غير قانونية”، مشيرة إلى أنها تجرى في مناطق تحت تهديد الحرب.
وأضافت المفوضية الأوروبية “من يساهمون في إجراء الاستفتاءات غير الشرعية في شرق أوكرانيا ستفرض عليهم عقوبات”.
وتتواصل عملية التصويت بشكل مباشر في اليوم الخامس والأخير من الاستفتاء، حيث أعلنت السلطات الموالية لروسيا أن نسبة المشاركة في الاستفتاء بلغت 87% حتى مساء أمس في دونيتسك، و83% في لوغانسك، و63% في خيرسون، و66% في زاباروجيا.
وقالت وزارة الدفاع البريطانية اليوم إنه من المرجح أن يعلن بوتين ضم هذه المناطق الأوكرانية المحتلة إلى روسيا الاتحادية خلال خطابه أمام البرلمان يوم الجمعة.
وأضافت في بيان أن قادة روسيا يأملون بشكل شبه مؤكد في أن يُنظر إلى أي إعلان ضم على أنه إثبات لضرورة العملية العسكرية الخاصة وأن يعزز الدعم الوطني (داخل روسيا) للصراع.
ورغم تنديد أوكرانيا وحلفائها بهذه الاستفتاءات “الزائفة”، وتعهد دول مجموعة السبع بعدم الاعتراف “مطلقا” بنتائج الانتخابات، فإن هذه الانتقادات والتهديدات لم تردع موسكو، ومن المتوقع أن يصوت البرلمان الروسي قريبا على قانون يشرع ضم المناطق الأربع إلى روسيا.
وما زالت روسيا تواجه أزمة داخلية بعد إصدار بوتين أمر استدعاء نحو 300 ألف جندي من قوات الاحتياط، حيث قدرت إحدى جهات المراقبة أنه تم اعتقال ألفي شخص على الأقل حتى الآن جراء الاحتجاجات الرافضة للاستدعاء.
وردا على سؤال عن احتمال إغلاق الحدود لمنع الرجال من الهرب، قال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف للصحفيين أمس “لا أعرف أي شيء عن هذا. في الوقت الحالي، لم تُتخذ أي قرارات في هذا الصدد”.
وأفاد إعلاميون روس يعملون خارج البلاد، نقلا عن مسؤولين، بأن السلطات تخطط لمنع جميع الرجال من المغادرة.
وعلى الأرض، تكثفت الهجمات الروسية بمسيرات إيرانية مؤخرا، حيث أعلن الجيش الأوكراني أمس تسجيل عمليات قصف روسية لأكثر من 40 مدينة وبلدة، وصد هجمات في حوالي 10 اتجاهات من بينها سوليدار وباخموت في الشرق.
وتتواصل الاشتباكات في منطقة خاركيف في الشمال الشرقي، بينما قالت القيادة الجنوبية للقوات المسلحة الأوكرانية اليوم إن هجومها المضاد في خيرسون كبد العدو خسائر بلغت 77 جنديا و6 دبابات و5 مدافع هاوتزر و3 أنظمة مضادة للطائرات و14 عربة مدرعة.
ونشرت وزارة الدفاع الروسية مشاهد مصورة لقصف بمروحيات هجومية على أهداف عسكرية أوكرانية.
كما أكدت الوزارة تدمير محطة التحكم الأرضية للطائرات المسيرة في منطقة دنيبروبتروفسك جنوب شرقي أوكرانيا، وقالت إن قواتها أسقطت مقاتلتين أوكرانيتين من طراز ميغ-29 في مقاطعة خيرسون.
وفي وقت متأخر من مساء أمس الاثنين، وصف الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الوضع العسكري في دونيتسك بأنه “خطير للغاية”.
وقال: نبذل قصارى جهدنا لاحتواء نشاط العدو. هذا هو هدفنا الأول الآن لأن دونباس لا تزال الهدف الأول للمحتلين، في إشارة إلى المنطقة الأوسع التي تضم دونيتسك ولوغانسك.
من جهة أخرى، تزور وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا أوكرانيا اليوم، حيث نشرت على تويتر صورة لها في ساحة وسط كييف قائلة “صباح الخير أوكرانيا، فرنسا إلى جانبكم”.
ومن المقرر أن تلتقي كولونا خلال الزيارة، وهي الثالثة لها إلى أوكرانيا منذ اندلاع الحرب، الرئيس زيلينسكي، ووزير الخارجية دميترو كوليبا، والمدعي العام أندري كوستين.
وقالت وزارة الخارجية الفرنسية في بيان إن الوزيرة ترغب في إبداء تضامن فرنسا مع الشعب الأوكراني، وكذلك تسليط الضوء على “تعزيز الدعم الذي تقدّمه فرنسا، في مجال تزويد أوكرانيا بأسلحة دفاعية، وفي مكافحة الإفلات من العقاب، وكذلك على المستويين المالي والإنساني”.
وتحدثت الوزارة عن إرسال سفينة إنسانية إلى أوكرانيا محمّلة بأكثر من ألف طنّ من المساعدات، وعن الجهود الرامية إلى إنشاء “منطقة حماية” حول محطة زاباروجيا النووية.