تظاهرات إيران تمتد إلى طهران.. وحرق مركز للباسيج
امتدت التظاهرات الواسعة في إيران إلى العاصمة طهران، بعد أسبوع على اندلاعها إثر وفاة الشابة مهسا أميني، داخل مركز للشرطة بعد اعتقالها بحجة “اللباس غير المحتشم”.
وبلغت حصيلة قتلى الاحتجاجات حتى الآن 17 شخصا، وتُظهر لقطات محتجين يركضون أمام فندق بارك رويال في شمال طهران، في شارع شهد فوضى وإشعال حرائق. وسُمع دوي ما لا يقل عن ثماني طلقات لم يُحدد مصدرها.
وأفادت منظمة “هيومن رايتس إيران” الجمعة بمقتل ما لا يقل عن 50 شخصا في الاحتجاجات.
وذكر ناشطون ووسائل إعلام الجمعة، أن متظاهرين اشتبكوا في مدن إيرانية عدة مع قوات الأمن، وأحرقوا سيارات للشرطة ورددوا شعارات معارضة للحكومة.
وأفادت وسائل إعلام إيرانية بأن الشرطة اعتقلت عددا غير محدد من الأشخاص، بينهم الناشط ماجد توكلي والصحفي نيلوفر حميدي، بحسب ما أفاد مقربون منهما.
وانتشرت صور على شبكات التواصل الاجتماعي لنساء إيرانيات يحرقن الحجاب في بلد يفرض عليهن تغطية رؤوسهن.
وفي مواجهة المتظاهرين الذين وُصفوا بأنهم “معادون للثورة” و”مثيرو شغب” و”متآمرون”، ردت السلطات بتنظيم تظاهرات مؤيدة لها بعد صلاة الجمعة.
ونزل آلاف المتظاهرين الجمعة إلى الشارع في عدد من المدن الإيرانية؛ بناء على دعوة منظمة حكومية تأييدا لوضع الحجاب، بعد احتجاجات متواصلة منذ سبعة أيام على وفاة أميني التي كانت أوقفتها شرطة الأخلاق بسبب “لباسها غير المحتشم”.
وندّدت منظمات غير حكومية تنشط من خارج إيران بقمع عنيف للمحتجين، بينما تشهد شبكة الإنترنت في كل أنحاء البلاد اضطرابات وانقطاعات، لا سيما بالنسبة لتطبيقي واتساب وإنستغرام.
وأعلنت واشنطن الجمعة أنها خففت قيود تصدير التكنولوجيا المفروضة على إيران لتوسيع الوصول إلى خدمات الإنترنت التي قيدتها الحكومة بشدة، وسط حملة لقمع التظاهرات مستمرة منذ أسبوع احتجاجا على وفاة شابة في أثناء احتجازها لدى شرطة الأخلاق.
واعتبرت وزارة الخزانة الأمريكية، أن قطع طهران الإنترنت محاولة “لمنع العالم من مشاهدة حملتها العنيفة ضد المتظاهرين السلميين”. وقال نائب وزير الخزانة والي أدييمو في بيان؛ إن الإجراء الجديد سيسمح لشركات التكنولوجيا “بتوسيع نطاق خدمات الإنترنت المتاحة للإيرانيين”.
وأضاف: مع خروج الإيرانيين الشجعان إلى الشارع للاحتجاج على وفاة مهسا أميني، تضاعف الولايات المتحدة دعمها لتدفق المعلومات بحرية إلى الشعب الإيراني.
ودعا المجلس الإسلامي لتنسيق التنمية المكلّف بتنظيم التظاهرات الرسمية في إيران إلى تظاهرات داعمة للحكومة والحجاب الجمعة.
ونقل التلفزيون الإيراني الرسمي مشاهد من طهران وتبريز وقم وحمدان وأصفهان والأهواز وغيرها، بدت فيها أعداد ضخمة من المتظاهرين تسير في الشوارع، وقد حمل كثر منهم أعلاما إيرانية وصور مرشد الجمهورية الإسلامية علي خامنئي.
وشوهد في بعض المسيرات رجال يتقدمون بعضهم إلى جانب بعض، بينما نساء ارتدين التشادور بمعظمهن يسرن بعضهن مع بعض.
ووصفت وكالة أنباء “مهر” الإيرانية تجمعات الجمعة بأنها “التظاهرة العظيمة للشعب الإيراني المنددة بالمتآمرين والمس بمقدسات الدين”.
ووصف المجلس المحتجين بـ”المرتزقة الذين أهانوا القرآن الكريم والنبي، وأحرقوا مساجد وعلم الجمهورية الإسلامية المقدس، ودنّسوا حجاب النساء والأماكن العامة ومسّوا بالأمن العام”، وفق ما نقلت عنه “إرنا”.
وحمل الحرس الثوري الإيراني بدوره على المتظاهرين وندّد بـ”عملية نفسية وحرب إعلامية مفرطة” بدأت “بذريعة وفاة مواطنة”. وأشاد الحرس الثوري بـ”جهود وتضحيات الشرطة”، واصفا ما يحصل بأنه “مؤامرة جديدة سيكون مصيرها الفشل”.