مقتل عشرات الجنود الأرمينيين خلال اشتباكات مع القوات الأذربيجانية
أعلنت أرمينيا مقتل العشرات من جنودها خلال اشتباكات مع القوات الأذربيجانية، في أحدث جولة من الصراع في منطقة ناغورني قره باغ المتنازع عليها في جنوب القوقاز، في حين قالت أذربيجان إنها اتخذت إجراءات محدودة وضد أهداف عسكرية، بينما دخلت تركيا على الخط وطالبت أرمينيا بالتوقف عن الاستفزاز.
وفي أحدث التطورات، أعلنت روسيا عن التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين أرمينيا وأذربيجان، وطالبتهما بالالتزام به وبوقف الأعمال القتالية، وعبرت عن “قلقها البالغ” بشأن تجدد القتال بين البلدين.
وأفادت الخارجية الروسية أن وزيري خارجية أرمينيا وروسيا بحثا في ثاني اتصال بينهما اليوم الأوضاع على حدود أرمينيا وأذربيجان.
وقد أكد رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان مقتل 49 جنديا أرمينيا في الاشتباكات مع الجيش الأذربيجاني، مشيرا إلى أن الاشتباكات مع أذربيجان في منطقة الحدود مستمرة، لكن حدتها تتراجع منذ الصباح.
وهاجمت القوات الأذربيجانية مواقع أرمينية في 3 أماكن بالمدفعية والأسلحة ذات العيار الثقيل، وفقا لتقارير وكالة أنباء روسية نقلت عن وزارة الدفاع الأرمينية.
وفي الوقت نفسه، أشارت وزارة الدفاع الأذربيجانية في باكو إلى أن “محاولة تخريب أرمينية واسعة النطاق” قد تسببت في اندلاع القتال، وأن التدابير التي اتخذتها قواتها على الحدود مع أرمينيا ضد استفزازات الأخيرة، محدودة وضد أهداف عسكرية.
وقالت الوزارة في بيان إن “المسؤولية الكاملة عن الوضع تقع على عاتق القيادة العسكرية والسياسية لأرمينيا”، نافية صحة مزاعم تدخل قواتها في الأراضي الأرمينية.
باشينيان يتحدث مع بوتين وماكرون
من جانب آخر، قالت الحكومة الأرمينية إن رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان تحدث مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، واتفقا على البقاء على اتصال، وسبق أن توسطت روسيا في وقف إطلاق النار بين أرمينيا وأذربيجان.
وأفادت وسائل الإعلام في يريفان أن باشينيان أطلع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون على الوضع.
وفي السياق ذاته، ذكرت وزارة الدفاع الأرمينية أن وزير الدفاع سورين بابيكيان، تحدث هاتفيا إلى نظيره الروسي سيرغي شويغو صباح اليوم الثلاثاء، واتفقا على اتخاذ خطوات من أجل استقرار الوضع على الحدود الأرمينية الأذربيجانية.
وقال وزير الدفاع الأرميني سورين بابيكيان إنه تحدث إلى نظيره الروسي سيرغي شويغو، واتفقا على اتخاذ الخطوات اللازمة لتحقيق الاستقرار.
وروسيا وسيط رئيسي في المنطقة، وحليف لأرمينيا في منظمة معاهدة الأمن الجماعي التي تقودها موسكو.
وأرسلت روسيا الآلاف من قوات حفظ السلام إلى المنطقة عام 2020، ضمن اتفاق لإنهاء 6 أسابيع من الأعمال العدائية بين الجانبين والتي شهدت تحقيق أذربيجان مكاسب إقليمية كبيرة.
تركيا تدعو أرمينيا للتوقف عن الاستفزاز
وفي ردود الفعل الخارجية، دعا وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو -اليوم الثلاثاء- أرمينيا إلى “التوقف عن استفزازاتها” ضدّ أذربيجان، بعد استئناف المعارك العنيفة على الحدود بين البلدين.
وقال الوزير التركي في رسالة نشرها على تويتر “يجب على أرمينيا التوقف عن استفزازاتها والتركيز على مفاوضات السلام والتعاون” مع باكو.
كما دعت الخارجية الإيرانية كلا من أرمينيا وأذربيجان إلى ضبط النفس، وأكدت رفضها إجراء أي تغيير في الحدود الجغرافية بين البلدين.
ويخوض البلدان صراعا منذ عقود حول منطقة ناغورني قرة باغ التي كانت تضم تاريخيا أغلبية من السكان الأرمن لكنها كانت جزءا قانونيا من أذربيجان في ظل حكم السوفيات.
وبعد انهيار الاتحاد السوفياتي، أعلنت منطقة ناغورنو قرة باغ استقلالها عن باكو تحت اسم جمهورية آرتساخ، بدعم من يريفان، مما أثار حربا استمرت ثلاث سنوات.
وانتهت الحرب في عام 1994، مع انتصار أرمينيا، وظلت قرة باغ لمدة ربع قرن تحت السيطرة الأرمينية الفعلية، على الرغم من أن وضعها لم يكن معترفا به دوليا أبدا.
وبعد عقود من الجمود، استعادت أذربيجان فجأة أجزاء كبيرة من هذه المنطقة في حملة عسكرية عام 2020، مما أجبر أرمينيا على تقديم تنازلات إقليمية كبيرة.