مسيرة بحرية متعددة المهام طورها طلاب أتراك
طوّر طلاب جامعة إسطنبول التقنية مركبة مسيرة تعمل تحت الماء وتمتلك قدرات مميزة لأداء العديد من المهام، أبرزها التنقيب عن الثروات الباطنية.
المسيرة التي أطلق عليها الطلاب اسم “كاشف” تستخدم في العديد من المهام مثل المسوحات تحت الماء وأعمال التنقيب في الأعماق السحيقة وعمليات البحث والإنقاذ وتركيب وصيانة وإصلاح المنصات البحرية وخطوط الأنابيب تحت الماء، ومسح الموائل (مستعمرات الكائنات البحرية) في الأعماق واستكشاف الثروات الباطنية.
وقال حسن فاتح، طالب هندسة الحاسوب، في حديثه للأناضول، إنه عمل مدة عامين ضمن فريق تابع لجامعة إسطنبول التقنية يعنى بتطوير الروبوتات تحت الماء.
وذكر فاتح أن الفريق ظل يعمل منذ حوالي 6 سنوات على تطوير مركبات مسيّرة تحت الماء، مبينا أن تطوير المركبة “كاشف” استغرق عامين من أنشطة البحث والتطوير قبل الإنتاج ثم مرحلة اختبار مدتها عام ونصف.
وذكر فاتح، وهو طالب بالسنة الثالثة، أن “كاشف” من المركبات البحرية القادرة على إجراء التحليلات الفنية والبنيوية واستكشاف الثروات الباطنية وما شابهها في الأعماق.
وأضاف: في الوقت نفسه يمكن أن تعمل هذه المسيرة كمرافق للسفن في الرحلات البحرية. يمكنها أداء المهام الفنية تحت الماء مثل اللحام وتركيب الأنابيب والتقاط الأشياء بفضل الأذرع الآلية الموجودة في مقدمتها.
وأشار إلى أن المركبة المسيرة الجديدة يمكنها العمل في المياه الباردة والأعماق عالية الضغط التي لا يستطيع الغواصون الوصول إليها.
وتابع: حتى الآن تمكنا من النزول إلى أعماق تراوحت بين 150 و200 متر في اختباراتنا. عند إضافة المزيد من المواد المختلفة للمركبة يمكن أن تنزل تحت الماء إلى مسافة 3500 متر في الظروف الأكثر الصعوبة.
وأوضح فاتح أن المسيرة تستطيع في هذه الأعماق تنفيذ مهام مثل البحث عن الألغام وغير ذلك من المهام المختلفة الأخرى، بما في ذلك مهام التنقيب عن النفط والثروات الباطنية.
لفت فاتح إلى أن المسيرة مزودة بجهاز سونار يساعد في استكشاف الأعماق باستخدام تقنية الموجات الصوتية وإجراء اختبارات التحليل الإنشائي.
وأضاف: يمكن للمسيرة تنفيذ مهام حيوية في الأماكن الحساسة مثل أنابيب نقل النفط تحت الماء وأنابيب نقل المياه الصالحة للشرب من تركيا إلى جزيرة قبرص وأعمال اللحام والمهام الأخرى المماثلة.
وأشار إلى أنه بإمكان المسيرة القيام بأعمال الإصلاح المختلفة ورسم خرائط لمناطق الأعماق والتنبؤ بالتهديدات تحت الماء والنشاط في أعماق لا يستطيع البشر العمل فيها والاضطلاع بمهام محفوفة بالمخاطر بدلا من الإنسان.
وشدد على أن المركبة المسيرة جرى إنتاجها بإمكانات وخبرات محلية، وأنها قادرة على أداء مهام عالية المستوى على نطاق صناعي.
وأوضح أن المسيرة تمتلك قدرات عالية على اكتشاف الألغام البحرية المخفية، وأن هذا النوع من المسيرات سيكتسب أهمية كبرى في السنوات المقبلة.