أردوغان يصف جزر بحر إيجه بالمحتلة ويلوح باستعادتها من اليونان
الخلاف المتصاعد بين أنقرة وأثينا حول جزر بحر إيجه دخل مرحلة خطيرة من التصعيد، بعد وصف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لأول مرة الجزر بالمحتلة، ملوحاً بأن بلاده قد تلجأ إلى استعادتها عسكرياً من خلال استخدام مقولته الشهيرة: قد نأت على حين غرة ذات ليلة.
وهددت تركيا منذ أشهر بإعادة بحث السيادة اليونانية على الجزر، قبل أن يصف أردوغان هذه الجزر بالمحتلة في تصعيد غير مسبوق جاء عقب اتهامات لليونان بالتحرش بطائرات حربية تركية مراراً عبر استخدام منظومة إس 300 الدفاعية التي تنكر اليونان تفعيلها، وتقول تركيا إنها دخلت الخدمة فعلياً من جزيرة كريت.
وفي خطاب له السبت، حذر أردوغان اليونان من مغبة التمادي في ممارساتها الاستفزازية، مؤكداً عدم اعتراف أنقرة باحتلال أثينا لبعض الجزر، وقال مخاطبا اليونان: انظري إلى التاريخ، إذا تماديتِ أكثر فسيكون ثمن ذلك باهظا، لدينا جملة واحدة لليونان، لا تنسي (كيف طردناكم من) إزمير، في إشارة إلى انتصار تركيا على اليونان في حرب الاستقلال وطردها من مدينة إزمير التركية 1922 وهي الذكرى الذي احتفل بها الأتراك قبل أيام، وتابع: لا نعترف باحتلالكم للجزر، سنقوم بما يلزم عندما يحين الوقت، يمكننا أن نأتي على حين غرة ذات ليلة.
وردت اليونان قائلة إنها لن تحذو حذو تركيا في انزلاقها اليومي الشائن في تصريحات وتهديدات، وقالت وزارة الخارجية اليونانية: سنبلغ حلفاءنا وشركاءنا بمحتوى التصريحات الاستفزازية… لنوضح من الذي يضع الديناميت في تماسك تحالفنا خلال فترة خطيرة.
في السنوات الأخيرة، بدأت تركيا باتهام اليونان بتسليح الجزر القريبة من سواحلها والمصنفة على أنها “منزوعة السلاح” بموجب الاتفاقيات الدولية وأبرزها معاهدتا 1923 و1947 والتي منحت هذه الجزر بموجبها لليونان، حيث تقول أنقرة إن الجيش اليوناني حوّل هذه الجزر القريبة من تركيا إلى “ثكنات عسكرية” وهو ما اعتبره وزير الدفاع خلوصي أكار تهديداً للأمن القومي التركي.
وركزت وسائل إعلام تركية على أن تسليح اليونان للجزر منزوعة السلاح وصل إلى مراحل “متطورة ومقلقة”، وتحدثت تقارير إعلامية غير رسمية عن نقل عشرات آلاف الجنود ومئات الدبابات والمدرعات إلى جانب العمل على تأهيل مطارات عسكرية وبناء موانئ عسكرية لتصبح جاهزة لاستقبال طائرات وسفن عسكرية، وهو ما كررته شخصيات سياسية وعسكرية تركية باعتباره تهديداً للأمن القومي التركي.
وسبق أن اعتبر وزير الدفاع التركي أن الحشد العسكري اليوناني في 16 جزيرة ببحر إيجة مخالف للقوانين الدولية. مؤكداً على أن معاهدة لوزان للسلام أحدثت وضعا غير عسكري في جزر بحر إيجه، بعد الأخذ بعين الاعتبار المتطلبات الأمنية لتركيا، وهذا الوضع استمر في معاهدة باريس للسلام، عبر الاعتراف الصريح والواضح به، فهذه المعاهدة خلقت وضعا حياديا لصالح تركيا.