لعبة ورق تشعل اقتتالاً بين أبناء العلويين في الساحل السوري
لقي عنصر من قوات “حفظ النظام” التابعة لنظام الأسد، مصرعه، إثر إصابته خلال اقتتال اندلع قبل يومين في ريف القرداحة، مسقط رأس عائلة بشار الأسد، بين أهالي قريتين يقطنهما العلويين والمرشدية، وفق ما أكدت صفحات إخبارية موالية للنظام. وأعلن الثلاثاء عن وفاة العنصر نتيجة إصابته أثناء محاولته فض الاقتتال الذي اندلع في قريتي جوبة برغال واسطامو، بين أشخاص من الدين المرشدية والعلوية، وهي دين الأسد. وأفاد شهود عيان ومصدر حقوقي، بأن قوة من فرقة “الحرس الجمهوري” التابعة للنظام وصلت إلى القريتين المتجاورتين، لمنع تجدد الاقتتال.
وقال سكان محليون من الساحل، إن التوتر لا يزال يسود المنطقة، خاصة أن الخلاف بين أبناء العلويين متجذر منذ عقود.
وحسب المعلومات الواردة، فإن الاقتتال اندلع على أثر خلاف بين مجموعة من الشباب أثناء لعبة الورق (ورق الشدّة)، عندما سبّ شاب علوي دين الشاب المرشدي، وهو ما يعد بمثابة خط أحمر عند أبناء الدين المرشدية.
ووفق المصدر، نشب عراك بين الشباب وتطور الموقف إلى اقتتال مسلح بين أهالي القريتين، وأخذ منحى طائفياً، مبيناً أن مؤازرات من أبناء الدين المرشدية الذين يتركزون في منطقة الغاب في ريف حماة وريف حمص والساحل، وصلت إلى الساحل السوري للاشتراك في الاقتتال.
وحسب صفحات موالية للنظام، هاجم آلاف من الطائفة المرشدية منازل في قرية اسطامو وقاموا بمحاصرة وإحراق العديد من المنازل فيها بعد تكسيرها ونهبها.
وحاولت بعض الصفحات الموالية التقليل من شأن الحادثة، وتحدثت عن شجار اعتيادي، وسط تكتم شديد على حقيقة ما جرى.
وقال مصدر حقوقي إن الحادثة الأخيرة ناجمة عن تراكم “الحزازيات” بين أبناء الطائفتين منذ سنوات، رغم التحالف الذي جرى بينهما بعد اندلاع الثورة السورية. وأوضح أن بعض أبناء المرشدية يتهمون آل الأسد والعلوين عموماً بالتضييق عليهم، والاعتداء على مرجعياتهم الدينية “وأي حادثة خلافية جديدة تنكأ الجرح القديم”، أي الخلاف بينهما.