أكثر من 1500 قتيل بإسبانيا والبرتغال.. موجة الحر تضرب أوروبا وتهدد 100 مليون في أميركا
لقى أكثر من ألف شخص مصرعهم في البرتغال جراء تبعات موجة الحر القاسية التي تضرب البلاد منذ أكثر من 10 أيام، في حين أعلنت السلطات في إسبانيا أن الموجة تسببت في مقتل أكثر من 500 شخص.
وأعلنت مديرية الصحة العامة في البرتغال وفاة 1063 شخصا في البلاد بسبب موجة الحر خلال الفترة بين 7 و18 يوليو/تموز الجاري، حسبما نقل موقع البرتغال نيوز يوم الأربعاء.
وفي إسبانيا، قال رئيس الوزراء بيدرو سانشيز أمس الأربعاء إن موجة الحر التي ضربت البلاد لنحو 10 أيام تسببت في مقتل “أكثر من 500 شخص”.
وأفادت بيانات أولية نشرتها وكالة الأرصاد الجوية الوطنية بأن موجة الحر التي ضربت إسبانيا كانت الأشد على الإطلاق في البلاد.
واندلع حريق غابات أججته رياح عاتية في الجبال بالقرب من العاصمة اليونانية أثينا أمس الأربعاء، مما أجبر المئات -بمن فيهم مرضى المستشفيات- على الإجلاء.
وغطت سحب كثيفة من الدخان السماء فوق جبل بينتيلي، إذ يحاول نحو 500 من رجال الإطفاء و120 عربة إطفاء و15 طائرة محملة بالمياه إخماد الحريق.
وبث ناشطون وصحفيون عبر منصات التواصل الاجتماعي لقطات لاندلاع حرائق كبيرة في جبال وغابات المنطقة المحيطة بالعاصمة، مع محاولات فرق الإطفاء إخماد الحرائق.
قتلى في بريطانيا وحرائق بفرنسا
وفي بريطانيا، لقي 13 شخصا على الأقل حتفهم غرقا أثناء ممارستهم السباحة في ظل موجة شديدة للحرارة حطمت الأرقام القياسية، مما تسبب في اشتعال حرائق غابات، وألحق أضرارا بقضبان السكك الحديدية، وتسبب في إصدار تحذيرات من تفاقم آثار تغير المناخ.
وقال الوزير البريطاني كيت مالثوس للبرلمان أمس الأربعاء إن 13 شخصا لقوا حتفهم وهم يسبحون في أنهار وبحيرات في الأيام القليلة الماضية و7 منهم صبية في سن المراهقة.
ومنذ 12 يوليو/تموز الجاري يشتعل حريقان في جيروند، وهي مقاطعة في جنوبي غربي فرنسا على سواحل المحيط الأطلسي، حيث دمرت الحرائق 20 ألفا و600 هكتار من الغابات، كما دمر حريق في بلدة لانديراس 13 ألفا و600 هكتار من الغابات، وأتى حريق في لا تيست دو بوش على 7 آلاف هكتار.
ألمانيا وإيطاليا
من جهة أخرى، قالت سلطات الملاحة أمس الأربعاء إن الطقس تسبب أيضا في إحداث فوضى بشبكات النقل في ألمانيا، إذ انخفض منسوب المياه في نهر الراين بشكل كبير، مما أجبر سفن الشحن على الإبحار بأحمال أقل، وعرقل الشحن عبر النهر بأكمله في ألمانيا جنوبي دويسبورغ.
في الأثناء، كافحت فرق الإطفاء في إقليم توسكانا الإيطالي حريق غابات أجبر مئات السكان على ترك منازلهم وتسبب في اشتعال خزانات غاز، في حين اضطرت شركة بناء السفن “فينكانتييري” (Fincantieri) لإغلاق مصنع يعمل فيه 3 آلاف شخص بسبب حريق في شمالي شرقي البلاد.
وتشهد أغلب أنحاء أوروبا موجة حر شديدة منذ أكثر من أسبوع، بلغت فيها درجات الحرارة نحو 45 في بعض المناطق، واندلعت حرائق غابات في البرتغال وإسبانيا وفرنسا.
وقضت الحرائق على عدة عناصر من فرق الإنقاذ والإطفاء، كما أتت على آلاف الهكتارات، في وقت اضطر فيه عدد كبير من السكان والسياح إلى مغادرة أماكن سكنهم.
وتُعد موجة الحر هذه، التي حطمت العديد من الأرقام القياسية لدرجات الحرارة، ثاني ظاهرة حرارة شديدة خلال شهر واحد تقريبًا في أوروبا.
100 مليون أميركي تحت موجة الحر
أما في الولايات المتحدة، فإن موجة الحر تجتاح البلاد من الساحل للساحل، وقالت إدارة الأرصاد الجوية الوطنية إن نحو 100 مليون أميركي، من مدينة نيويورك شرقا وحتى لاس فيجاس على الساحل الغربي، سيشهدون مؤشرات حرارة خطيرة تزيد على 38 درجة مئوية وسيكونون هدفا لتحذيرات وإرشادات بخصوص الحرارة على مدار اليوم.
وأوضحت الإدارة أنه من المتوقع أن تحطم درجات الحرارة الأرقام القياسية اليومية في أنحاء تكساس ولويزيانا وأركنسو.
كما يمثل تلوث الهواء خطرا صحيا آخر أثناء الموجة الحارة، إذ يمكن أن يتضاعف التلوث الناتج عن شبكة الكهرباء عندما تعمل محطات الطاقة بكامل قدرتها خلال فترات الحرارة الشديدة.
في غضون ذلك، دعت الأمم المتحدة قادة العالم إلى أن “يعوا” المشكلة خلف موجات الحر مثل تلك التي تجتاح أوروبا حاليا، والتي قد تصبح أكثر تواترا بسبب تغير المناخ حتى العام 2060 على الأقل.
وقال الأمين العام للمنظمة العالمية للأرصاد الجوية بيتيري تالاس في مؤتمر صحفي بجنيف إن “موجات الحر هذه تصبح أكثر تواترا بسبب تغير المناخ” وستزداد في العقود المقبلة.
وأضاف تالاس عن موجة الحر الحالية “آمل أن يؤدي هذا النوع من الظروف المناخية إلى زيادة الوعي لدى الكثير من الحكومات”.
بدورها، قالت السلطات التونسية إن الوضع صعب في حريق جبل بوقرنين بالضاحية الجنوبية للعاصمة، لكن انخفاض سرعة الريح نسبيا قد يساعد على محاصرة النيران في وقت أقل.
وأشار الناطق باسم الحكومة نصر الدين النصيبي إلى صعوبة الوصول إلى الحريق بسبب التضاريس المعقدة، وأن الجيش سينفذ طلعات جوية خلال الساعات القادمة لاحتواء النيران، مضيفا أن الأولوية هي إخماد النيران القريبة من الأماكن المأهولة.
وفي المغرب، يعمل سكان مناطق العرائش وشفشاون التي تعرضت للحرائق على ترميم منازلهم وإصلاح ما يمكن من ممتلكاتهم.