رفضت واشنطن منحه تأشيرة وتعرض للسخرية والإهانة في المالديف.. قبول استقالة الرئيس السريلانكي
أعلن رئيس البرلمان السريلانكي ماهيندا يابا أبيواردانا اليوم الجمعة قبول استقالة الرئيس غوتابايا راجاباكسا بعد فراره إلى الخارج، على أثر اقتحام متظاهرين مقر إقامته الأسبوع الماضي.
وقال رئيس البرلمان للصحفيين إن “غوتابايا استقال بشكل قانوني”، وإنه سيتم تعيين رئيس جديد للبلاد بشكل سريع وفق الدستور.
وأضاف أنه يأمل في إتمام عملية اختيار رئيس جديد للبلاد في غضون أسبوع.
وكان غوتابايا راجاباكسا رئيس سريلانكا قد استقال من منصبه أمس الخميس بعيد وصوله إلى سنغافورة، في حين انسحب المتظاهرون من المباني العامة التي اقتحموها قبل أيام متوعدين بمواصلة ممارسة الضغط على السلطة.
وأعلن المتحدث باسم رئيس مجلس النواب إندونيل يابا أنه تم تحويل رسالة الاستقالة إلى المدعي العام في البلاد للنظر بجوانبها القانونية قبل قبولها رسميا، وإعلان ذلك من طرف رئيس البرلمان.
وأثار الإعلان ابتهاجا في العاصمة كولومبو، حيث احتشد المتظاهرون خارج مقر الرئاسة في تحد لحظر التجول المفروض على مستوى المدينة.
الفرار من البلاد
وفرّ الرئيس السبت الماضي من مقر إقامته الذي هاجمه متظاهرون اتهموه بالإدارة السيئة؛ في وقت تمر فيه البلاد بأخطر أزمة اقتصادية في تاريخها.
وأكدت حكومة جزر المالديف في وقت متأخر من أمس أن البلاد منحت تصريحا دبلوماسيا لطائرة تابعة للقوات الجوية السريلانكية كانت تقل الرئيس راجاباكسا وزوجته في رحلة طيران عابر.
وقال راكب على متن الطائرة طلب عدم نشر اسمه لرويترز إن مجموعة من حراس الأمن استقبلت راجاباكسا، وشوهد وهو يغادر منطقة كبار الزوار بالمطار في موكب من السيارات السوداء.
وقال موظفون بشركة الطيران لرويترز إن الرئيس الذي كان يرتدي ثيابا باللون الأسود سافر في رحلة جوية من درجة الأعمال مع زوجته واثنين من حراسه الشخصيين ووصفوه بأنه كان “هادئا” و”ودودا”.
البحث عن مستقر
وبعد توقفه ليوم في جزر المالديف، وصل راجباكسا إلى سنغافورة أمس الخميس مع زوجته أيوما، واثنين من حراسه الشخصيين على متن رحلة تجارية تابعة للخطوط الجوية السعودية اصطُحبا إليها قبل دقائق قليلة من الإقلاع.
وكان راجابكسا قد طلب -وفق وسائل إعلام مالديفية- أن يستقل طائرة خاصة، رافضا أن يسافر على متن رحلة تجارية مع مسافرين آخرين بسبب الاستقبال “العدائي” الذي لقيه عند وصوله إلى جزر المالديف أول أمس الأربعاء.
كما تعرض للسخرية والإهانة في أثناء مغادرته مطار فيلانا في المالديف، ونُظم احتجاج في العاصمة ماليه لمطالبة الحكومة المالديفية بعدم السماح له بالمرور بأمان.
وأكدت وسائل الإعلام في المالديف أن الرئيس السريلانكي قضى ليلته في فندق “والدورف أستوريا إيتافوشي” الفخم.
ووفق مصادر دبلوماسية، رفضت الولايات المتحدة منح تأشيرة لراجاباكسا لأنه تخلى عن جنسيته الأميركية عام 2019 قبل أن يترشح للرئاسة في سريلانكا.
ولن تكون سنغافورة الوجهة الأخيرة للرئيس؛ فقد أعلنت السلطات هناك أن راجابكسا يجري زيارة خاصة فقط.
وأوضحت وزارة الخارجية السنغافورية في بيان أن راجابكسا “لم يطلب اللجوء ولم يُمنح اللجوء، وأن سنغافورة لا تقبل بشكل عام طلبات اللجوء”.
وفي كولومبو، رأى شهود عشرات الأشخاص يغادرون مكتب رئيس الوزراء أمس الخميس، في حين كان عناصر مسلحون من قوات الأمن يدخلون إليه. وكانت آليات مصفحة لنقل القوات تجري دوريات في بعض أحياء العاصمة؛ حيث فُرض حظر تجول.
وقالت متحدثة باسم المتظاهرين “سننسحب بسلام من القصر الرئاسي وأمانة الرئاسة ومكتب رئيس الوزراء فورا، لكن سنواصل كفاحنا”.
وقد خيم الهدوء على البلاد بعد إخلاء المحتجين المقار الرسمية تسهيلا لانتقال سلمي للسلطة، وذلك بعد تحذير الجيش من عواقب العنف.