خبير إسرائيلي يتحدث عن تسلل عميق داخل إيران
تحدث خبير إسرائيلي عن تغير دراماتيكي استراتيجي في طبيعة الهجمات الإسرائيلية ضد إيران، ملمحا إلى إمكانية وجود “تسلل عميق” إسرائيلي إلى داخل منظومة إيران الأمنية.
وأوضح الخبير العسكري والأمني رونين بيرغمان، في مقاله بصحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية، أن “بضع حوامات قوية، حملت عبوات ناسفة شديدة الانفجار، تفجرت الأربعاء الماضي مباشرة في مبنى محدد داخل منشأة عسكرية سرية للغاية في محافظة برتشين، المجاورة لطهران”.
مسيرات متطورة
واستنادا لتقارير عالمية: هذا هو الموقع الذي يعمل فيه رجال وزارة الدفاع الإيرانية على بحوث سرية في مجال المشروع النووي، وبشكل منفصل؛ في تطوير مسيرات عسكرية متطورة.
وزعم أن “صورا من داخل موقع “برتشين” ضمن وثائق الأرشيف النووي الإيراني، التي سرقها “الموساد” الإسرائيلي في 2018، أظهرت منشآت للتجارب على “مواد متفجرة سريعة”، وهي عنصر حيوي في تكوين رأس نووي متفجر”، منوها أن “محافل إيرانية رسمية وصفت الانفجار في “برتشين” كـ”حدث” وليس كـ “حادث”، والمهندس الجوي الذي قتل فيها كـ”شهيد”، أي قتل في معركة وليس بسبب خلل.
ونوه الكاتب، أن “للحوامات مدى محدودا، ولهذا يمكنها أن تقلع أغلب الظن من داخل إيران فقط؛ وبكلمات أخرى؛ من وقف خلف العملية يعرف أنه يوجد في محيط مختبر سري، وأنه يوجد في عمق منشأة سرية عسكرية، بل نجح أيضا بأن يهرب الحوامات إلى داخل طهران وينشر فريقا بريا داخل إيران يطلقها ويتحكم بها بالضبط حتى الهدف”.
وقال: هذا تسلل عميق لداخل منظومة الاستخبارات الإيرانية، وحدات التطوير في وزارة الدفاع، وكل أشكال الحراسة والدفاع في إيران على حدودها، وما يجري في نطاقها، وكل هذا حدث بعد ثلاثة أيام فقط من إطلاق النار وقتل عقيد في منصب سري للغاية في “قوة القدس” التابعة للحرس الثوري في قلب طهران، وهو الضابط حسن صياد خدائي.
وأعاد بداية سلسلة الأحداث الأخيرة إلى يوم 14 شباط/ فبراير الماضي، حين اعترضت طائرات قتالية أمريكية فوق العراق مسيرتين انطلقتا من إيران وكانتا في طريقهما لضرب أهداف في إسرائيل، كرد إيراني على سلسلة تصفيات وتخريبات عزتها طهران للموساد ضد منظومتها النووية”.
ولفت بيرغمان، إلى أن “سلسلة العمليات التي وقعت بعد إطلاق هاتين المسيرتين نسبت لإسرائيل، وظاهرا يمكن أن نعترف أنه إضافة لأعمال التخريب، سرقة الوثائق السرية والاغتيالات المتعلقة بالمشروع النووي الإيراني، اتسعت الأعمال الأخيرة وضربت أهدافا تتعلق بتطوير وإنتاج الطائرات واستخدام إيران لأدوات مختلفة”، معتبرا أن “العمليات تعكس تغييرا استراتيجيا جزئيا يعكس مفهوما قتاليا أكثر عدوانية تجاه طهران، تغييرا يحق فقط لرئيس الوزراء نفتالي بينيت أن يقرر فيه”.
التهديد المركزي
وأشار إلى أنه “عثر على المسيرتين في شباط/ فبراير وهما في طريقها إلى إسرائيل بالرادار الأمريكي في إحدى دول الخليج، وتم إسقاطهما وأزيل التهديد، ولكن هذه كانت حالة واحدة من بين سلسلة طويلة من المحاولات الإيرانية لإطلاق مسيرات مع مواد متفجرة نحو إسرائيل وجمع المعلومات أو لأعمال انتحارية ضد أهداف في إسرائيل”، موضحا أن “إيران بحثت عن مسارات مختلفة للثأر، واختارت المسيرات كوسيلة مفضلة، ولديهم هنا تفوق تكنولوجي نسبي؛ وهذه وسائل طيران صغيرة، يصعب تشخيصها واعتراضها”.
وأكد أن إسرائيل والولايات المتحدة فوجئوا بجسارة القيادة الإيرانية التي أقرت الهجوم على شركة النفط السعودية “أرامكو” عام 2019، بصلية متداخلة من الصواريخ الجوالة والمسيرات، وكانت المفاجأة أيضا بقدر على ما يقل، من القدرات التكنولوجية العملياتية التي تجسدت بالهجوم.
ولفت الخبير، أنه بعد الهجوم، طرح موضوع التصدي للمسيرات في إسرائيل على سبيل الأولوية العليا، منوها أن الجنرال فرانك مكنزي، القائد المنصرف لقيادة المنطقة الوسطى الأمريكية، قضى بأن المسيرات هي التهديد المركزي على جنوده في الخليج.
وبين أن إسرائيل ردت بشكل عام على هجمات من هذا النوع بهجمات على أهداف إيرانية في سوريا، أي، ليس شيئا يرتبط مباشرة بالتهديد أو بمحاولة المس، بل مسا عاما بما هو سهل نسبيا وبما هو معروف بأنه لا يخلف مخاطرة هامة بالتدهور، ولكن في شباط/فبراير الماضي، وبعد 24 ساعة من إطلاق المسيرات، قصفت الحوامات منشأة إنتاج وإطلاق المسيرات في “كرمانشاه”، ودمرت مئات المسيرات الإيرانية”، منوها أنه في حال كانت إسرائيل تقف خلف هذه العملية، فهذا رد مختلف.
ونبه بيرغمان، أنه مع كل هذه التطورات يحوم ظل الاتفاق النووي الذي لم يوقع بعد بين الولايات المتحدة وإيران، والسؤال؛ ماذا سيكون مصير الأعمال المنسوبة لإسرائيل ضد إيران على الأراضي الإيرانية إذا ما وقعت الولايات المتحدة على الاتفاق؟