عملية تركية بسوريا ستحدد توازنات أنقرة داخليا وخارجيا
لا يزال نطاق وتوقيت العملية التركية المرتقبة في شمال شرقي سوريا غير واضح، رغم ورود أنباء بوصول حشود عسكرية على طول الشريط الحدودي مع سوريا.
ويتفق معظم المحللين السياسيين والعسكريين على أن تصريحات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، لن تقتصر على التداول في وسائل الإعلام، ولكنها ستتحول إلى معركة في أي وقت ممكن لاستكمال عملية “نبع السلام”.
وضع جديد
الصحفي التركي، سيدات أرغين، أكد أن بدء تركيا عملية عسكرية في سوريا، سيخلق وضعا جديدا في كل من المعادلة السورية وفي علاقات تركيا مع العالم الغربي وروسيا، مرجحا أن تساعد فترة الهدوء التركي مع العالم، باحتواء عواقب العملية جزئيا.
وبين في مقال نشرته صحيفة “حرييت”، أن الكشف عن عملية عسكرية جديدة، تزامن مع حديث تركي عن بناء 200 ألف منزل جديد في سوريا حتى يتمكن مليون لاجئ في تركيا من العودة إلى بلدهم والاستقرار، وهو ما يؤكد عزم تركيا على بدء العملية.
ولفت إلى أن أردوغان لمح منذ أسبوعين لإمكانية شن عملية عسكرية عندما استخدم في خطابه عبارة: “آمل أن نزيد عدد هذه المساكن الدائمة مع مناطق إضافية سنجعلها آمنة في الأشهر المقبلة”.
وحول مناطق العمليات الممكنة، رأى الصحفي التركي أن القوات التركية ستركز على المناطق التي تشهد توترات مع وحدات حماية الشعب الكردية وحزب العمال الكردستاني المصنف على قوائم الإرهاب.
ولفت إلى أن منطقتي “عين عيسى وتل تمر” المحاذيتين لمناطق عملية “نبع السلام”، هما من الأماكن الأكثر بروزا في خطوط الصراع الساخنة بين القوات الجوية التركية ووحدات حماية الشعب.
ونبه إلى أن بدء تركيا لعملية عسكرية تركية تتجاوز حدود اتفاق “نبع السلام”، قد يتطلب بدء عملية تفاوض جديدة مع الولايات المتحدة وروسيا، وهو ما أشار إليه الرئيس التركي في خطابه، حيث أكد أن بلاده ستجري المفاوضات اللازمة لضمان سير العملية بالشكل الصحيح.
ورأى أن الطريقة التي ستتعامل بها روسيا والولايات المتحدة مع خطوة أردوغان ترتبط ارتباطًا وثيقا بمصير سياسة التوازن التركية في مواجهة طرفي الحرب الأوكرانية.
صحيفة “خبر تورك” نشرت مقالا للكاتب كورشات زورلو، استعرض خلاله الاحتمالات الواردة للعملية العسكرية المرتقبة، مشيرا إلى أن العملية المرتقبة يمكن أن تحدد التوازنات التي يمكن أن تحققها تركيا في الداخل والخارج، سواء ستتم هذه العملية دفعة واحدة وبأسرع ما يمكن أو بشكل تدريجي في غضون أشهر.
وأوضح المقال أن شروط إيقاف عملية “نبع السلام” عام 2019 لم تعد قائمة، لأن الاتفاقات التركية – الأمريكية من جهة والتركية – الروسية من جهة أخرى، لم تتحقق إلى حد كبير، بسبب عدم انسحاب وحدات حماية الشعب وحزب العمال الكردستاني من المنطقة الآمنة، إلى عمق 30 كم، فضلا عن اتخاذ القوات الأمريكية خطوات لجعل وحدات حماية الشعب الكردية دائمة في شرق الفرات، في إشارة إلى استثناء الإدارة الذاتية الكردية من عقوبات قيصر الأمريكية.
من جانبه، رأى الخبير التركي المختص بالشأن السوري، سرحات إركمن، أن المواجهة الحادة بين روسيا والولايات المتحدة في أوكرانيا وسوريا مهدت الطريق لتركيا.
ورجح الخبير التركي أن تلقى العملية المرتقبة، قبولا من أحد الطرفين ورفضا من الآخر، مشيرا إلى أن نطاق العملية سيحدد وفقا للظروف على الأرض، ونظرا إلى العلاقة بين روسيا والنظام وبين الولايات المتحدة ووحدات حماية الشعب.
وتوقع أن تستهدف العملية مناطق منبج وتل رفعت بشكل أساسي، كون أن هذه الأماكن يمكن أن توفر حافزا جزئيا لعودة السوريين، حتى لو كانوا قليلي العدد، وفق “خبر تورك”.