مساعدات أميركية ضخمة لأوكرانيا وتقدم روسي في دونباس
واصلت روسيا قصف شرق أوكرانيا أمس السبت مؤكدة أن قواتها تتقدم في دونباس. وبينما أقرّت واشنطن مساعدات جديدة ضخمة لكييف بقيمة 40 مليار دولار، حذّر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي من أن المرحلة الحالية من الحرب “ستكون دموية”.
وأعلنت هيئة الأركان الأوكرانية أن القوات الروسية تواصل قصفها للمواقع الأوكرانية في مقاطعتي دونيتسك ولوغانسك.
كما أشارت أن قواتها صدّت 9 هجمات روسية استهدفت مدينة سفريودونيتسك وضواحيها؛ آخر المعاقل الأوكرانية في مقاطعة لوغانسك.
وتشكل سيفيرودونيتسك وليسيتشانسك الواقعتان على نهر سيفيرسكي دونيتس الجزء الشرقي من جيب يسيطر عليه الأوكرانيون تحاول روسيا اقتحامه منذ منتصف أبريل/نيسان بعد أن فشلت في الاستيلاء على كييف.
وقالت كييف إن القوات الروسية تستخدم الطائرات والمدفعية والدبابات والصواريخ وقذائف المورتر والصواريخ على طول خط المواجهة بأكمله لمهاجمة المباني المدنية والمناطق السكنية. وقالوا إن 7 أشخاص على الأقل قتلوا في منطقة دونيتسك.
وفي حديث للجزيرة، قال مستشار الرئيس الأوكراني وعميد كلية كييف للاقتصاد تيموفي ميلوفانوف إن القوات الروسية لم تحرز تقدما ملموسا في دونباس.
تدمير شحنة أسلحة
في المقابل، أكدت وزارة الدفاع الروسية تقدم قواتها في إقليم دونباس، مشيرة إلى تدمير شحنة كبيرة من الأسلحة والمعدّات العسكرية أرسلتها الولايات المتحدة ودول أوروبية قرب محطة مالين للسكك الحديد في منطقة زيتومير شرق دونباس.
وبعد يوم من إعلان وزارة الدفاع الروسية قرب إكمال السيطرة على مقاطعة لوغانسك، قال رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الدوما الروسي وعضو لجنة المفاوضات الروسية مع أوكرانيا ليونيد سولتسكي إن إقليم دونباس سيشهد أحداثا مهمة في الأشهر القليلة المقبلة.
وصف الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلنسكي الوضع في إقليم دونباس بأنه بالغ الصعوبة وأن المرحلة الحالية من الحرب “ستكون دموية”، غير أنه أشار إلى صد جيش بلاده هجمات الروس.
كما قال زيلينسكي إن الطرق الدبلوماسية هي التي ستنهي الحرب في بلاده، مضيفا أنه لا يمكنه التنبؤ بتوقيت وشكل المحادثات المرتقبة بين بلاده والمسؤولين الروس.
وأبدى زيلينسكي استعداده مجددا لعقد لقاء إن تطلب الأمر “على المستوى الرئاسي” مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين الذي يرفض ذلك حتى الآن.
وأضاف “هذه أراضينا، وخطوة بعد أخرى سنحرّرها”، متحدثا عن حاجة بلاده خصوصا إلى “عربات مصفّحة”.
ومع تواصل الحرب، وقّع الرئيس الأميركي جو بايدن، خلال زيارته سول، قانونا أقره الكونغرس الخميس الماضي ينص على تخصيص مبلغ ضخم قدره 40 مليار دولار لأوكرانيا.
وقد يُتيح هذا المبلغ لكييف الحصول خصوصا على مدرعات وتعزيز دفاعها الجوي. ورحب زيلينسكي بالمساعدة التي رأى أن “لها ضرورة الآن أكثر من أي وقت مضى”.
محاكمة الأسرى
في غضون ذلك، قال يوري شفيتكين نائب رئيس لجنة الدفاع في مجلس الدوما الروسي إن من المحتمل الحكم على أسرى في دونيتسك ولوغانسك بالإعدام.
وفي مقابلة مع الجزيرة، اتهم شفيتكين الغرب بتأجيج الحرب في أوكرانيا من خلال دعم كييف بالسلاح والمقاتلين.
بدوره، قال زعيم الانفصاليين في دونيتسك دينيس بوشيلين إن الأسرى من العسكريين الأوكرانيين الذين استسلموا الجمعة في مجمع آزوفستال الصناعي في مدينة ماريوبول الساحلية (جنوب شرقي أوكرانيا) سيخضعون للمحاكمة.
وأضاف بوشلين أنه وفقا لمعلومات فإن هناك أجانب من بين نحو 2500 أسير رهن الاعتقال حاليا في دونيتسك بينهم 78 امرأة.
كما أعلن انفصاليو دونيتسك أن لديهم معلومات عن وجود أسرى أجانب ضمن القوات التي استسلمت في مجمع آزوفستال، وأضافوا أنهم يواصلون تمشيط المجمع تحسّبا لوجود بعض العسكريين الأوكرانيين داخله.
وبعد السيطرة الروسية الكاملة على ماريوبول، باتت روسيا تتحكم في طريق بري يربط شبه جزيرة القرم، التي ضمّتها روسيا في عام 2014، مع البر الرئيسي لروسيا ومناطق شرق أوكرانيا التي يسيطر عليها الانفصاليون الموالون لروسيا.