إيطاليا تحاكم نشطاء أنقذوا لاجئين من البحر المتوسط
رغم عملهم البطولي في إنقاذ أكثر من 14 ألف لاجئ كانوا على وشك الغرق في البحر المتوسط فإنهم يمثلون الآن أمام القضاء الإيطالي ومهددون بالسجن لمدة قد تصل إلى 20 عاماً.
لم يجرِ الاحتفاء بعمل النشطاء من طاقم سفينة الإنقاذ Luventa، وزملائهم من المتطوعين الآخرين، ممن نذروا أنفسهم للعمل الإنساني خلال ذروة أزمة اللاجئين، وبدلاً من ذلك، مثل أربعة منهم أمام محكمة إيطالية نهاية الأسبوع الماضي، بتهمة “الاتجار في البشر”.
“يبدو الأمر كأنه كابوس لا ينتهي”، بهذه الكلمات وصفت الناشطة كاثرين شميدت وضعها وزملائها، قبل جلسة استماع أولية السبت الماضي، في محكمة بصقلية.
وتابعت كاثرين في حديثها لصحيفة الأوبزرفر: “القول بأنه لم تكن ضرورة لإنقاذ هؤلاء الأشخاص (طالبي اللجوء)، هو جريمة في حد ذاته”، موضحة أن العالم أجمع شاهد الصور ومقاطع الفيديو لقوارب الموت التي حملت الآلاف من الفارّين من مناطق الأزمات والحروب، إلى الغرق في معظم الأحيان بدلاً من أوروبا.
مات أو فُقد أكثر من 24 ألف شخص أثناء عبور البحر الأبيض المتوسط إلى أوروبا منذ عام 2014، وفق بيانات المنظمة الدولية للهجرة.
وأوضحت المنظمة أن معظمهم ماتوا غرقاً، فيما توفي آخرون بسبب نقص المياه أو المأوى، ومصير آلاف لا يزال مجهولاً.
توضح كاثرين قائدة فريق Luventa للإنقاذ أنه حتى عام 2017 بدا كل شيء طبيعياً، بل أحياناً نفذوا عمليات إنقاذ بناء على طلب السلطات الإيطالية.
لكن في نفس العام صادر خفر السواحل سفينتهم وبدأت ملحمة في المحاكم مستمرة حتى اليوم.
أمس السبت شارك 21 متهماً و4 من طاقم Luventa و17 عاملاً في منظمات غير حكومية، بجلسة استماع أولية في محكمة بصقلية، تمهيداً لنقلهم إلى محاكمة كاملة، بتهمة “التواطؤ مع مهربين لنقل المهاجرين إلى أوروبا”، وفق صحيفة “الغارديان” البريطانية.
من جانبها وصفت فرانشيسكا كانسيلارو المحامية التي تمثل طاقم السفينة القضية بأنها “فريدة من نوعها”.
وتابعت: ليس فقط بسبب طول التحقيق، ولكن بسبب استخدام عملاء سريين وأدوات تجسس لا تصدق.
وشددت: أنا واثقة من قدرتنا على إثبات براءتهم الكاملة، نحن نتحدث عن أشخاص نفذوا عملاً بطولياً بمشاركتهم في عمليات إنقاذ لأشخاص منكوبين.