وثيقة تبرز ضعف أوروبا أمام روسيا عسكريا
يوجد الاتحاد الأوروبي في وضع ضعف عسكري أمام الآلة العسكرية الروسية، وذلك وفق مسودة وثيقة للمفوضية الأوروبية، هذه الأخيرة التي تطالب بضرورة إعادة النظر في التسليح والتنسيق بين الدول الأعضاء لمواجهة أي مغامرة من طرف موسكو مستقبلا كما يحدث الآن في أوكرانيا.
وانفردت جريدة الباييس الإسبانية في عددها الجمعة من الأسبوع الجاري بمضمون مسودة وثيقة تعدها المفوضية الأوروبية حول الوضع العسكري الحقيقي للاتحاد الأوروبي في الوقت الراهن، وانتهت الى خلاصات رئيسية مقلقه مفادها تفوق القوات العسكرية الروسية ووجود نقط ضعف في الجيوش الأوروبية. وتشمل نقاط الضعف الجنود إلى التسليح، حيث وقفت عملية التقييم على قلة العتاد العسكري لمواجهة حرب بالطائرات المسيرة وكذلك هجمات من البحر علاوة على صعوبة اعتراض الصواريخ. ويضاف إلى كل هذا صعوبة التحرك اللوجيستي وسط القارة الأوروبية من بلد إلى آخر في حالة إعلان ضعف استثنائي يتطلب نقل الجنود من دولة الى أخرى بسبب البيروقراطية الإدارية للحصول على التراخيص وبسبب عدم أهلية بعض الطرق لنقل العتاد العسكري من دولة إلى أخرى. كما تعاني أوروبا من غياب شبكة أقمار اصطناعية خاصة توفر اتصالات مشفرة بين الدول الأعضاء وضعف خطير في الحرب السيبرانية رغم خطورة هذه الحرب وتقدم بعض الدول فيها مثل الصين وروسيا. ومن ضمن نقاط الضعف الأخرى، نقص الذخيرة الحربية، حيث تعاني كل الدول الأوروبية في هذا الشأن بعدما قدمت إلى أوكرانيا جزء من الذخيرة.
وتعتبر الوثيقة أن هذا الوضع لم يعد مقبولا على ضوء التطورات الأخيرة المتجلية في الحرب الروسية ضد أوكرانيا، وجاءت هذه الحرب لكي تبرز سوء توظيف ميزانيات التسليح منذ سنوات طويلة بسبب غياب الرؤية الموحدة سواء على مستوى التنسيق أو على مستوى الإنتاج الحربي. وتطالب الوثيقة بضرورة استدراك الأمر من خلال رفع ميزانية التسليح وضرورة رفع مستوى التنسيق بدون بيروقراطية.
وعمليا، يوجد الاتحاد الأوروبي في وضع ضعف حقيقي أمام روسيا نظرا لقوة روسيا نوويا ثم القوة العسكرية الكلاسيكية لاسيما بعدما طورت الصواريخ الفرط صوتية، بينما أوروبا لم تنجح في مجال هذا النوع من الصواريخ. ويرى الخبراء أن أوروبا ستبقى في حاجة ماسة إلى المظلة الأمريكية عبر الحلف الأطلسي لاسيما بعد مغادرة بريطانيا الاتحاد عبر البريكسيت.
وشكلت الحرب الروسية ضد أوكرانيا أكبر هزة عسكرية في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية، حيث وجدت الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي أنها في وضع شائك عسكريا أمام روسيا.