شككت بالصحة العقلية للرئيس التونسي وانتقدت تدخل عائلته.. تسريبات مديرة ديوانه السابقة تهز الرأي العام
يعيش الشارع التونسي وأوساطه السياسية على وقع الصدمة بعد سلسلة تسريبات متواصلة منسوبة لنادية عكاشة مديرة الديوان الرئاسي السابقة للرئيس قيس سعيد، والتي توصف بصندوق أسراره ومهندسة “انقلاب” 25 يوليو/تموز، وفق وصف معارضيه.
وفيما لم تعرف حتى اللحظة الجهة التي قامت بتسريب المحادثات الخاصة المنسوبة لنادية عكاشة، أعلنت النيابة العامة فتح تحقيق وإجراء الاختبارات الفنية بخصوص محتوى التسجيلات الصوتية المنسوبة لها.
وتناولت التسريبات المنسوبة لمديرة ديوان سعيد السابقة، التي توجد حاليا خارج تونس، تفاصيل خاصة وحساسة تتعلق بحياة الرئيس التونسي وصحته النفسية والجسدية، فضلا عن تدخل محيطه العائلي في القرارات السياسية، وعلاقته برؤساء دول وسفراء.
وفي وقت سابق، نفت نادية عكاشة صحة التسريبات المنسوبة لها، معتبرة أنها مفبركة واستكمال لحملة التشويه بحقها، غير أن زميلتها السابقة في القصر رشيدة النيفر التي ذكرتها نادية بالاسم في التسريبات، أكدت أنها ستضع نفسها على ذمة القضاء للإدلاء بشهادتها.
ومنذ نحو 4 أشهر قدمت نادية عكاشة أو “حاملة أسرار الرئيس وظله”، كما يصفها كثيرون، استقالتها من منصبها كمديرة ديوان سعيد، بعد أن شغلت الرأي العام بكسرها كل الأعراف الدبلوماسية وحضورها لقاءات الرئيس واجتماعاته في مجلس الأمن القومي، ومع رؤساء دول وقيادات محلية وأجنبية سامية.
سقوط سياسي وأخلاقي
وصف الأمين العام للحزب الجمهوري عصام الشابي التسريبات بأنها سقوط أخلاقي مدوٍّ صادر من محيط الرئيس وممن يعتبرهم ثقاته من الصادقين والمخلصين.
ويلفت الشابي إلى أن ما كشفته مديرة ديوان سعيد السابقة يثير القلق ويضاعف المخاوف حول مستقبل البلاد وكيفية إدارة دواليبها، ويعزز موقف المعارضة واستماتتها في النضال لإنقاذ البلاد من الانهيار.
ويتابع بأن جميع من اختارهم الرئيس منذ توليه السلطة من مستشارين ووزراء ورؤساء حكومات انفضوا من حوله، وأثبتت الوقائع قلة كفاءتهم وافتقارهم لصفات رجال الدولة.
ويشدد الشابي على أن سردية الرئيس بالحوار مع الصادقين دون غيرهم من “طينة عكاشة والمحيط القريب منه” سقطت أخلاقيا وسياسيا مع خروج التسريبات، داعيا القوى الوطنية والحزبية لحوار وطني ينقذ البلاد من السقوط.
وفي تدوينة عبر حسابه على فيسبوك، طالب الأمين العام لحزب التيار الديمقراطي غازي الشواشي بتوضيح رسمي حول الحالة الجسدية والنفسية لرئيس الجمهورية، محذرا من مغبة حدوث شغور في المنصب في ظل تضارب النص الدستوري مع الأمر الرئاسي، الذي تولى بموجبه الرئيس زمام كل السلطات منذ 25 يوليو/تموز الماضي.
ضرب لشعبية الرئيس
أدان القيادي في التيار الشعبي محسن النابتي هذه التسريبات، معتبرا أنها تهدف بالأساس لضرب صورة الرئيس قيس سعيد بسبب الشعبية الكاسحة التي يحظى بها، وفق قوله.
ويحمّل في الوقت ذاته، أطرافا لم يسمها مسؤولية نشر هذه التسريبات على نطاق واسع عبر الشبكات الاجتماعية لضرب صورة الدولة وعلاقاتها الخارجية.
وهذه التسريبات لا تدين رئيس الجمهورية بل تزيد من منسوب التعاطف من حوله”، متهما من حكموا منذ سنة 2011 “بإرساء ثقافة التكفير وهتك الأعراض.
ويستبعد النابتي أن تؤثر هذه التسريبات المنسوبة لمديرة ديوان سعيد السابقة على المشهد السياسي، واصفا إياها بـ “زوبعة في فنجان”، داعيا معارضي الرئيس وخصومه لإدارة معركتهم ضده بشرف ونزاهة وعلى مضامين سياسية لا فضائح وتسريبات تمس الأعراض.
يشار إلى أنه لم يصدر حتى اللحظة أي تعليق رسمي من مؤسسة رئاسة الجمهورية حول التسريبات المنسوبة لمديرة ديوانه السابقة، في وقت لا تزال صفحات عبر فيسبوك تنشر مقاطع صوتية جديدة منسوبة لنادية عكاشة.