ضابط إسرائيلي: ثقتنا بالجيش تتهاوى وشعورنا بالأمن يتراجع
فيما تتواصل الإنذارات الأمنية الإسرائيلية بوقوع المزيد من الهجمات المسلحة التي ينفذها الشبان الفلسطينيون، فإن القناعات الإسرائيلية تجعل الفلسطينيين ينتقلون من نجاح إلى نجاح في تنفيذ هذه الموجة من العمليات في قلب المدن الإسرائيلية.
مع أن إعلان الجيش عن عملية “كاسر الأمواج” ضد المقاومة بعد سلسلة هجمات من قبل فلسطينيي 48، لم يوقف عملياتها، ولذلك لم تمر بضعة أيام، حتى تمكن مسلح من منطقة جنين من التسلل إلى الأراضي المحتلة وتنفيذ عملية أخرى في قلب تل أبيب، وقد شكلت هذه العمليات مصدر سخرية من المنظومة الأمنية الإسرائيلية، وتشويه سمعتها، ما يؤكد أن المنظمات الفلسطينية وصلت إلى قناعة مبكرة بأن عملية “كاسر الأمواج” فشلت قبل أن تبدأ، ويبدو أن إسرائيل فشلت في ذلك.
يوني بن مناحيم الضابط السابق في جهاز الاستخبارات العسكرية- أمان، ذكر في مقال بموقع “نيوز وان” العبري، ترجمته “عربي21″، أن “تنفيذ عملية كبيرة ضد البنية التحتية للمقاومة في منطقة جنين، لم يمنح المؤسسة العسكرية الإسرائيلية فرصة تنفيذ هجوم فدائي رابع في قلب تل أبيب حيث شارع ديزنغوف، بعد وقت قصير من هجوم بيني براك، رغم تعزيز قوات الشرطة وحرس الحدود في المدن الإسرائيلية الكبرى”.
وأضاف أن “هذا الفشل يأتي نتيجة لسياسة الأمن التي صاغها رئيس الوزراء نفتالي بينيت ووزيراه يائير لابيد وبيني غانتس لمنع التصعيد في رمضان، بدعم من إدارة بايدن الفاشلة، وهكذا بدأت الهجمات داخل المدن الإسرائيلية قبل شهر رمضان، ووفقًا لرئيس الأركان أفيف كوخافي فإن من المتوقع أن تستمر العملية عدة أشهر أخرى، لكن المنظمات الفلسطينية فسرت السلوك الإسرائيلي بأنه ناجم عن ذعر وضعف، عقب فشل السياسة الإسرائيلية السائدة تجاه الفلسطينيين”.
وأكد أن “جهاز الأمن العام- الشاباك، يواجه صعوبة بالحصول على معلومات استخباراتية عن نموذج “المنفذ الوحيد”، رغم أن عمليات الجيش في جنين ليست كافية، في ظل القناعة الفلسطينية بأن إسرائيل ضعفت فعلاً، وفقدت القوة الرادعة، ما يشجع التنظيمات على تنفيذ مزيد من الهجمات”.
وكشف أن “الضعف الإسرائيلي أمام المقاومة الفلسطينية تجلى في عدة مظاهر من بينها الخوف الكبير لدى المؤسسة الإسرائيلية من وقوع مزيد من الهجمات في الأسابيع المقبلة، وفقدان الإحساس بالأمن الشخصي للإسرائيليين، وفقدان الثقة التدريجي في قيادتهم، وتراجعها في قوة الجيش والأمن، وعدم وجود استراتيجية واضحة للحرب على المقاومة، والمخاوف من انهيار السلطة والفوضى الأمنية في الضفة الغربية”.
وتؤكد الأوساط الإسرائيلية أن الحرب على المقاومة عبثية، لأن المنظمات الفلسطينية واثقة من ضعف دولة الاحتلال، وستحاول تكثيف الهجمات في عمقها لتقويضها بشكل أكبر، ما ينجم عنه مزيد من فقدان الشعور الإسرائيلي بالأمن الشخصي، وتردي روحهم المعنوية، رغم زيادة وتعزيز القوات في مراكز المدن الإسرائيلية، والتحرك لمهاجمة البنية التحتية في الضفة الغربية، رغم تأثير الأزمة السياسية المتفاقمة في إسرائيل على الأمن باتخاذ قرارات مندفعة ومتسرعة.
ويخشى الإسرائيليون أن استمرار العمليات الفدائية سيقوض عملية التطبيع مع الدول العربية، لأنها ستدرك أن القضية الفلسطينية ليست ميتة، بل هي قلب الصراع الدائر، ومع التركيز على مدينة جنين ومخيمها، فإن السلطة الفلسطينية فقدت سيطرتها على المنطقة، ما يزعزع قدرة الاحتلال على تفكيك البنية التحتية لعمليات المقاومة.