غرقت أم تم إغراقها؟ لغز السفينة اكسيلو يثير جدلا في تونس
في وقت تسابق فيه السلطات التونسية الوقت لمنع كارثة بيئية في خليج قابس (جنوب شرق)، ما زال الغموض يحيط بأسباب غرق سفينة الشحن “اكسيلو”، في ظل الحديث عن شبهات حول السفينة التي تحمل علم غينيا الاستوائية، وخاصة مع “اختفاء” وثائق السفينة وحديث السلطات التونسية عن التغيير المفاجئ لطاقمها في مدينة صفاقس.
وكانت مصادر تحدثت عن غرق السفينة “اكسيلو” القادمة من ميناء دمياط المصري باتجاه مالطا بعد دخولها المياه الإقليمية التونسية بسبب الظروف الجوية السيئة.
وأثار الحادث مخاوف من تسرّب الوقود من السفينة المحمّلة بالديزل، وهو ما قد يتسبب بكارثة بيئية في منطقة خليج قابس.
وأكد الرئاسة التونسية أن الرئيس سعيّد كلف جيش البحر بالتدخل لمعاينة وضع السفينة واتخاذ كافة الإجراءات التي تحول دون تسرب الوقود منها، مشيرة إلى رصد تسرّب كميات قليلة من الوقود من محرك السفينة.
كما كشفت عن تلقيها اتصالات من عدة دول أعربت عن استعدادها لتقديم يد المساعدة لتونس وتوجيه ما تحتاجه من دعم حتى تتجنب أي كارثة بيئية.
وقالت وسائل إعلام إن السلطات الإيطالية أرسلت سفينتين وطائرات بحرية وغواصة إلى تونس لمساعدتها في انتشال السفينة وتلافي حدوث كارثة بيئية في المنطقة.
وكشفت وزيرة البيئة ليلى الشيخاوي عن وجود 800 طن من الوقود في السفينة الغارقة، مشيرة إلى اعتماد خطة الطوارئ البحرية لمعالجة المشكلة.
فيما أكد الرئيس التنفيذي لهيئة حماية وتنمية السواحل لطفي بن سعيد، أن سفينة الشحن “اكسيلو” رست في الرابع من شهر نيسان/أبريل الجاري في ميناء صفاقس للتزود بالوقود وتم تغيير طاقمها هناك، قبل أن تغادر بعد أربعة أيام إلى ميناء دمياط.
وقال وكيل الجمهورية والناطق باسم المحكمة الابتدائية في قابس، محمد الكراي، إن السلطات التونسية تواصل التحقيق مع طاقم السفينة حول وضعية السفينة، مشيرا إلى وجود شكوك حول احتمال أن يكون حادث الغرق مفتعلا، وخاصة في ظل وجود معلومات عن “اختفاء” السفينة عن شبكات الرصد (الرادار) لعدة ساعات قبل أن تظهر أمام سواحل قابس.
كما أشار إلى وجود شبهات حول تهريب النفط، وخاصة بعد حديث أفراد الطاقم عن “ضياع” الوثيقة التي تتضمن مسار السفينة والمعدات الموجودة على متنها، مشككا برواية الطاقم، وخاصة أنه تمت مشاهدة الوثيقة بحوزتهم خلال عملية الإنقاذ.
وتفاعل عدد كبير من السياسيين التونسيين مع الحادث، حيث كتب عبد الوهاب الهاني رئيس حزب المجد غرق الباخرة “اكسيلو” رافقه تناقض مريب في رواية وزارة البيئة الَّتي صرَّحت بأنَّ الباخرة قادمة من دُمياط بمصر إلى مالطا. وهو ما يطرح تساؤلات مشروعة حول خط سير الباخرة وتغيير خط سيرها قادمة من دمياط بمصر والانحراف من خط السَّير المنطقي من مالطا شمالا إلى قابس جنوبا، كما تساءلت كبريات المواقع العالميَّة المختصَّة في حركة البواخر وحوادثها. فهل رفضت السُّلطات البحريَّة المالطيَّة قبول الباخرة المشبوهة بسبب حالتها أو بسبب حمولتها.
وأضاف في تدوينة على موقع فيسبوك بيَّنت مواقع رصد حركات السُّفن أنَّ الباخرة المشبوهة غادرت ميناء صفاقس باتِّجاه الجنوب يوم 9 أفريل (نيسان)، وكان بإمكانها ورغم سرعتها المنخفضة الوصول إلى دُمياط والإنزال والشَّحن والمغادرة في خمسة أيَّام. في حين أنَّها غابت عن أنظار الرَّادارات بين 9 و14 أبريل، وظهرت من جديد يوم 15 أبريل شرق خليج قابس بعيدا عن الطَّريق البحريَّة المعلنة دمياط مالطا، ممَّا يثير الشَّكوك حول خط السَّير الحقيقي للباخرة المشبوهة! هل فعلا قدمت من دمياط؟ أم من صفاقس؟ أم من مواقع شحن غير قانونيَّة للنَّفط اللِّيبي المُهرَّب الَّذي تسيطر عليه الميليشيات كما ذهبت إلى ذلك بعض التَّخمينات؟
وكتب النائب السابق مبروك كرشيد، تهريب النفط الليبي ظاهرة متفشية في المتوسط خاصة الى مالطا وإيطاليا. السفينة الجانحة في خليج قابس لن تكون خارج هذا السياق كما أن دوافع غرقها قد تكون إجرامية ووثائقها على الأغلب مزورة. سنكتشف في آخر المطاف أن الغنم لمالطا والتعويض لتركيا والضرر لتونس.