إسطنبول تتحول إلى لندن الجديدة لرجال الأعمال الروس
نشر موقع “المركز الروسي الاستراتيجي للثقافات”، تقريرا تحدث فيه عن تزايد اهتمام رجال الأعمال الروس بالاستثمار في تركيا، بعد أن طالتهم العقوبات الغربية.
وقال الموقع، في تقريره، إن عدد المدخرين الروس في البنوك التركية نما بسرعة عقب سلسلة الإجراءات العقابية التي اتخذتها الدول الغربية في محاولة لإجبار روسيا على إيقاف العملية العسكرية في أوكرانيا.
ونقلا عن الموقع التركي “خبر7″، فإن تطور الأزمة الروسية الأوكرانية وما تلاها من العقوبات المفروضة على روسيا عجّل بتوجه المستثمرين الروس نحو تركيا. وفي ظل الظروف الراهنة ومع وجود روسيا تحت مطرقة العقوبات الغربية، يتوقّع نائب رئيس رابطة الترويج للعقارات في الخارج بيرم تيكشي اختيار المستثمرين الروس إسطنبول كوجهة استثمارية.
وبحسب تيكشي، سجلت إسطنبول توافد بعض النخب والأغنياء والمثقفين الروس.
من جانبها، أكدت صحيفة “وول ستريت جورنال”، أنه في إطار مواجهة العقوبات الغربية يرى رجال الأعمال الروس في تركيا ملاذا آمنا لأصولهم، مشيرة إلى ابتياع العديد من بينهم عقارات هناك.
وفي وقت سابق، تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي صورا تظهر تواجد أناتولي تشوبايس، وهو المبعوث الدولي للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وأكبر مسؤول في الكرملين، في إسطنبول.
ومن جانبه، وضع رومان أبراموفيتش مالك نادي تشيلسي الانجليزي تركيا نصب عينيه، متفقا مع قيادة نادي كرة القدم التركي “جوزتيبي” على شراء الفريق بعد فشله في بيع ناديه. كما اشترى ميخائيل بروخوروف صاحب صندوق الاستثمار “أونكسيم بنك”، قطعة أرض، من أجل بناء فندق في مدينة تشيشمي التركية، على بحر إيجه، مقابل 20 مليون دولار.
لندن الجديدة
وأشار الموقع إلى أن لندن كانت الوجهة الاستثمارية المفضلة للأثرياء الروس في وقت سابق. وبحسب تقديرات وزارة الخارجية وشؤون الكومنولث، تجاوز عدد رجل الأعمال الروس الذين استقطبتهم لندن العشرة آلاف.
وفي سنة 2015، توصّل خبراء “دويتشه بنك” بعد تفحص بيانات بنك روسيا وبنك إنجلترا إلى استنتاج مفاده بأنه منذ سنة 2006، ناهز حجم الأموال المتدفقة من روسيا إلى المملكة المتحدة عبر مخططات وحسابات سرية حوالي 129 مليار دولار.
تضمنت القائمة السنوية لأغنى ألف رجل في بريطانيا التي نشرتها صحيفة “صنداي تايمز” البريطانية مؤخرا العديد من المهاجرين الروس الذين يعيشون أو يعملون في المملكة المتحدة. وعند إعداد هذه القائمة، تم اعتماد الثروات المسجلة فقط على غرار الأسهم أو الأراضي أو العقارات أو الأعمال الفنية دون احتساب الحسابات البنكية.
بعد إعلان وزيرة الخارجية البريطانية ليز تروس إمكانية مصادرة ممتلكات رجال الأعمال الروس في لندن بموجب مشروع القانون المرتقب لتشديد العقوبات، لم تعد لندن ملاذا آمنا. مع ذلك، ما مدى احتمال لعب إسطنبول الدور الذي لعبته لندن لعقود من الزمن بالنسبة للأثرياء الروس؟
تعليقا على ذلك، يعتقد نائب محافظ البنك التركي السابق “آكبانك”، كريم روتا، أنه بمرور الوقت، يمكن تحويل ما بين 10 و15 مليار دولار إلى تركيا، مشيرا إلى أنه بالنظر إلى مناهزة حجم الناتج المحلي الإجمالي التركي 800 مليار دولار في الوقت الحالي، فإن تدفق 10 أو 15 مليار دولار لا يغيّر واقع الاقتصاد التركي.
ويرى المحلل المالي لصحيفة “دنيا” التركية أوصال شهباز أنه من غير الضروري انتظار وصول رؤوس أموال روسية جديدة إلى تركيا، قائلا: “حتى الآن وقع تحويل حوالي 3 مليارات دولار ولا نستطيع الجزم بشأن إمكانية تحويل أموال أخرى”.
وأضاف شهباز: “من المستبعد أن تنجح محاولات السلطات الاستفادة من الوضع وتحويل إسطنبول إلى مركز مالي عالمي جديد. وفي ظل وجود مراكز مالية أخرى مثل لندن وفرانكفورت وأمستردام ودبي، يصعب على إسطنبول في الوقت الراهن منافستهم”.
وفي الختام، نوه الموقع إلى أن تجاوز معدل نمو الناتج المحلي الإجمالي التركي لمدة عقد ونصف معدل 5 بالمئة يعد بمثابة معجزة اقتصادية عرفتها تركيا وظاهرة مثيرة للإعجاب سجلها الاقتصاد العالمي في بداية القرن الحادي والعشرين.