بالبذور وتقنيات الري.. آفاق تعاون زراعي تركي عربي
تفرض حالة الحرب الروسية الأوكرانية ومرحلة ما بعد كورونا تحديات في مسألة الأمن الغذائي، وتبرز مسألة التعاون بين الدول في الزراعة وهو أمر ممكن بين تركيا والدول العربية نظرا لمقومات عديدة.
رئيس غرفة المهندسين الزراعيين الأتراك السابق في ولاية قونيا والأكاديمي في جامعة سلجوق سليمان صويلو، قال في حديث لوكالة الأناضول، إن هناك فرصا للتعاون بين تركيا ودول الجوار وخاصة الدول العربية فيما يتعلق بالزراعة عبر نقل تقنيات الري وتصدير البذور واستغلال المساحات.
وشكلت الحرب الروسية الأوكرانية التي انطلقت في 24 شباط/ فبراير الماضي، نقطة مهمة في مسألة الأمن الغذائي للدول العربية ودول الشرق الأوسط، التي تستورد القمح والبذور من الدولتين، وتعرقل عمليات الاستيراد.
الواقع الزراعي التركي
الأكاديمي والخبير التركي، تحدث في مستهل كلامه عن الواقع الزراعي التركي بالقول: تعتبر تركيا زراعيا في المرتبة الأولى أوروبيا وفي العالم بين العشر الأوائل، وبظل المتحولات الدولية الحالية باتت مسألة الأمن الغذائي من المواضيع الهامة.
وأضاف: تركيا تمتلك مساحات وتقنيات زراعية وتنوعا نباتيا وتقنيات في البيوت البلاستيكية، وهو ما يخولها لأن تلعب دورا رياديا في العالم مستقبلا، وتحقق الاكتفاء الذاتي لها ولغيرها.
وأكمل: مع تغير العالم وتطور الاتصال هناك عمليات استيراد وتصدير في بعض المواد، وتركيا تمتلك 24 مليون هكتار من الأراضي الزراعية وتراكم في المعلومات وبنية تحتية تقنية خولها لأن تحتل مكانة هامة.
وتابع: تمنح تركيا فرصا وميزات فيما يتعلق بموضوع البذور وتقنيات الزراعة وهو ما يخولها لأن تمتلك إمكانيات للتعاون مع الدول الأخرى.
التقنيات الحديثة
صويلو واصل حديثه عن الواقع الزراعي التركي بالقول إن التقنيات المستخدمة في تركيا تواكب العالم المتطور، وتزيد على بعضها وخلال السنوات الـ20 الأخيرة، ونتيجة الدعم الحكومي هناك دعم وتطوير في الآلات المستخدمة.
وزاد: في قطاع الآليات الزراعية هناك فرص في تركيا حيث يتم التصدير من هذه الآلات لأكثر من 150 دولة، وتستخدم الصناعة الزراعية تقنيات عالية في السنوات الأخيرة وتعمل على تطوير الآليات، وهذا ما يؤدي إلى تطوير التقنيات في تركيا وتحديثها.
وشدد في موضوع الري هناك نسبة كبيرة تتم عبر الضغط في مساحات واسعة في البلاد، فضلا عن التنقيط الذي يستخدم تقنياته بشكل واسع جدا، وهناك أنظمة ري متطورة، يتم إنتاج جميع المواد المرتبطة بالري في تركيا بعد أن حققت قفزة في التصنيع والتطوير.
وأكد: يتم حاليا تصدير منظومات وتقنيات الري بشكل واسع إلى عديد من الدول، وخاصة دول وسط آسيا وهو ما يظهر فرص تركيا في التقنيات للاستخدام المحلي والتصدير للعالم.
آفاق التعاون
الأكاديمي التركي حدد في حديثه مجموعة من العوامل المرتبطة بالتعاون وخاصة الاستفادة من الخبرات التركية بالزراعة، قائلا: بعد الحرب الروسية الأوكرانية هناك قلق من دول عديدة وخاصة في الشرق الأوسط بمسألة الأمن الغذائي، وبشكل طبيعي تبحث هذه الدول عن بدائل والدخول في مسارات جديدة.
وأكمل: هناك تطور كبير من خلال اتحاد مصنعي البذور التي يمكن أن تلعب دورا في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا ووسط آسيا، عبر الزيادات في عمليات التصدير، وبدأت العمل على ذلك في السنوات الأخرى كما في السودان ودول أخرى عربية وإيران، حيث هناك تعاون معها فيما يتعلق بالزراعة عبر بيع المنتجات الزراعية وبيع البذور لإيران والعراق.
واستدرك صويلو قائلا: الأمر لا ينتهي ببيع البذور وتصدير الآلات، التقنيات في الري أيضا مهمة وعند زيادة هذه العمليات في نقل التقنيات والتصدير فإنه سيؤدي إلى التعاون مع هذه الدول.
وأوضح: نظرا لموقع تركيا الجغرافي فإنها يمكن أن تلعب دورا في التعاون الزراعي مع دول شمال إفريقيا كالمغرب وتونس والجزائر ومع مصر والعراق وسوريا والجمهوريات التركية وأذربيجان.
فرص كبرى
واعتبر الأكاديمي التركي أن مرحلة ما بعد كورونا والحرب الروسية الأوكرانية تشكل فرصة لتركيا ودول الجوار للعمل المشترك، ويجب استغلال هذه الفرص.
وأردف: تركيا مع دول الجوار وخاصة العربية منها يمكن الاهتمام بالمصادر البشرية وتدريبها وتعليمها في تركيا، ومن ثم استغلال المناطق زراعيا، ويجب التقدم خطوة خطوة والدعم اللوجستي مهم بنقل قسم من الإنتاج لتركيا، وأيضا موضوع تقنيات الري والآلات الحديثة تحتاج لنفس عميق وطويل وهو تعاون طويل الأجل سيوفر الدعم لهذه الدول.
وشدد على أن ذلك: سيجعل تركيا والدول الأخرى تقبض على فرص للتعاون وتوفير الأمن الغذائي، وهذا لا يتم فقط عبر التصدير وبيع الآلات كي لا يكون النجاح محدودا.
وختم بالقول: يمكن العمل على استغلال فرص الإنتاج خارج تركيا عبر التعاون مع الدول الأخرى بنقل التقنيات لهذه الدول والإنتاج الزراعي لنقل المواد لتركيا كمواد أولية للصناعيين واستغلال تلك المواد وتصديرها، وتركيا في مكانة جيدة في هذا الإطار.