الرئاسة الروسية: تركيا تتحرك وفق مصالحها.. وأردوغان زعيم “محنك”
قال المتحدث باسم الرئاسة الروسية “الكرملين”، دميتري بيسكوف، إن “تركيا تتحرك وفقا لمصالحها الشخصية في ما يخص العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا”، منوها إلى أنها “تستطيع حاليا أن تقول علانية “نعم” أو “لا” في وجه الجميع”.
وقال دميتري بيسكوف، خلال مقابلة أجراها مع التلفزيون الرسمي الروسي، إن “الرئيس التركي رجب طيب أردوغان اتخذ موقفا يناسب مصالح أنقرة فيما يخص الحرب في أوكرانيا”، مشيرا إلى أن “أردوغان أثبت للجميع بأنه زعيم سياسي عصري ومحنك”.
وأشار بيسكوف، وفقا لما نقلته صحيفة “سوزجو” التركية في خبرها، إلى أن تركيا أصبحت بفضل أردوغان، الدولة الأكثر سيادة بين أعضاء حلف الشمال الأطلسي “الناتو”.
ونوه إلى أن أنقرة هي من الدول القليلة جدا التي استطاعت أن تقول للناتو ولأمريكا، “لن نشارك في العقوبات ضد موسكو ولن نخرب علاقاتنا معها”.
وأشاد دميتري بيسكوف بالسياسة التي يتبعها أردوغان، قائلا: “هناك عدد قليل جدا من الأشخاص مثل أردوغان في العالم السياسي الحديث”.
وأضاف: “ليست كل الدول لديها القوة لتحديد موقفها السيادي بوضوح”، مؤكدا أن العلاقة بين موسكو وأنقرة تسودها بعض الشوائب.
وأكد أن روسيا لديها وجهات نظر مختلفة مع تركيا في العديد من القضايا، وأن هناك بعض المواضيع التي لم يستطع البلدان فيها التوصل إلى تفاهم، مستدركا أنهم وعلى الرغم من ذلك فهم يحافظون على علاقة الشراكة القائمة على المصالح المتبادلة.
وأوضح أن “تركيا وروسيا تمكنتا بفضل ذلك من تطوير مشاريع اقتصادية ضخمة”، مشيرا إلى أن استمرار الحوار بين البلدين له أهمية كبيرة بالنسبة للعلاقات الاقتصادية بين البلدين.
ولفت إلى أن التعاون بين البلدين في قطاع السياحة والطاقة يشهد تقدما كبيرا، منوها إلى أن بلاده تسعى لمزيد من التعاون مع تركيا والدول الصديقة.
وفي ما يتعلق باجتماع الرئيس الأوكراني المحتمل فلاديمير زيلينسكي وبوتين، قال بيسكوف: “آمل أن نصل إلى نتيجة جيدة تتوج الجهود المكثفة التي بذلتها تركيا”.
روسيا أكبر من أوروبا
وحول العقوبات الغربية ضد روسيا، قال بيسكوف: “ماذا حدث؟ نرى حماسة العقوبات والجنون وأكبر عبء عقوبات في التاريخ يقع الآن على عاتق روسيا، بالإضافة إلى ذلك، فقد تمت مصادرة احتياطياتنا من العملات الأجنبية في دول أخرى”.
وأشار إلى أن قرار سداد مدفوعات الغاز بالروبل، تم من أجل عدم مصادرة الدولارات واليورو المملوكة لروسيا.
ونوه إلى أنه يعتقد بأن الدول الغربية ستتخلى عن عقوباتها ضد روسيا في المستقبل، مضيفا: “العالم أكبر من أوروبا، وعاجلا أو آجلا سيضطرون إلى إقامة حوار معنا”.
وفي الرابع والعشرين من شباط/ فبراير الماضي، أطلق الجيش الروسي، عملية عسكرية في أوكرانيا، تبعتها ردود فعل دولية غاضبة وفرض عقوبات اقتصادية ومالية “مشددة” على موسكو.
وتباينت المواقف الرسمية لدول العالم تجاه الغزو الروسي لأوكرانيا، ووقفت معظم الدول الغربية ضد موسكو، في حين وقفت بعض الدول كبيلاروسيا وكوريا الشمالية مع روسيا، التي ادعت أنها تحاول الحفاظ على أمن حدودها فقط.
أما تركيا، فقد اعتمدت على الخطاب الإعلامي المتوازن، وفضلت الظهور بموقف الحياد في الصراع، في ظل علاقاتها الجيدة مع البلدين، وحاولت تقديم وساطة ومبادرة لإحلال السلام بين موسكو وكييف، إلا أن مساعي أنقرة لم تفلح حتى الآن.
وكان الدافع الأساسي لتركيا من ذلك، هو تجنب خسائر فادحة محتملة جراء الأزمة التي أثرت منذ اليوم الأول بشكل ملحوظ على الاقتصاد التركي، بالإضافة إلى سعي أنقرة للحصول على دور إقليمي ودولي وتقديم مبادرات لإحلال السلام.