اعتدي على أطفال المدارس جنسياً وجسدياً.. ناجون من سكان كندا الأصليون يطالبون الفاتكان بالإعتذار
من المقرر أن يزور وفد من مندوبي السكان الأصليين في كندا الفاتيكان الأسبوع الجاري للقاء البابا فرنسيس والضغط من أجل تقديم اعتذار عن دور الكنيسة فيما جرى من إيذاء واعتداءات في المدارس التي كانت تمولها الحكومة في بلادهم.
وحسب صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية سيكون على رأس الوفد الرئيس السابق لجمعية “الأمم الأولى” فيل فونتين ومعه 31 مندوباً آخرين.
وكان فونتين أحد الأطفال الذين التحقوا بمدرسة داخلية للسكان الأصليين في كندا، وقد تحدث عن عقد كامل أمضاه وسط نظام متكامل من “الإيذاء”.
يقول فونتين: ما نفعله خطوة أخرى مهمة في سياق المصالحة بين الكنديين وشعبنا، وبين الكنيسة وشعبنا، وأضاف الرجل الذي يبلغ من العمر 77عاماً: الأمر بالغ الأهمية بالنسبة إلينا.
وكان البابا فرنسيس قد اعتذر عن أخطاء تاريخية مشابهة أخرى، وأعرب عن “حزنه” على ما جرى في المدارس بكندا لكنه لم يقدم أي اعتذار.
ويشار إلى أن أجهزة الرادار المخترقة لطبقات الأرض وجدت أدلة على وجود مئات من القبور التي لا تحمل علامات في المدارس الداخلية السابقة أو بالقرب منها في كندا، وهو ما أثار جدلاً واسعاً وغضباً عارماً.
وانتشر الحزن والصدمة والغضب جراء ذلك في جميع أنحاء كندا، مما أدى إلى فتح باب جديد إلى ما كان يأمل الكثيرون في أن يكون حساباً طال انتظاره بشأن معاملتها للسكان الأصليين.
من جانبه قال أسقف كيبيك ريموند بواسون رئيس المؤتمر الكندي للأساقفة الكاثوليك في بيان إنه يتوقع اجتماعات هذا الأسبوع “لمعالجة الصدمة المستمرة وإرث المعاناة التي يواجهها السكان الأصليون، فضلاً عن دور الكنيسة الكاثوليكية في نظام المدارس”.
وكانت حكومة كندا فصلت ما لا يقل عن 150000 طفل من السكان الأصليين عن عائلاتهم، أحيانًا بالقوة، للالتحاق بالمدارس التي عملت لأكثر من قرن لاستيعاب أطفال السكان الأصليين. وقد أغلقت آخر مدرسة في التسعينيات.
وحسب “واشنطن بوست” غالباً ما كان الأطفال في المدارس يعاقبون على التحدث بلغتهم الأصلية وممارسة تقاليدهم. وقد عانى الكثير منهم الاعتداء الجسدي والنفسي والجنسي.
وفي تقرير تاريخي يعود إلى عام 2015 قالت لجنة الحقيقة والمصالحة الكندية إن المدارس تضفي الطابع المؤسسي على إهمال الأطفال ونفذت “إبادة جماعية ثقافية”.
وحددت اللجنة نحو 3200 طفل ماتوا في المدارس، وأشارت إلى أن الأطفال ماتوا بسبب المرض أو سوء التغذية أو الحوادث أو الانتحار أو أثناء محاولتهم الهرب. ودفن البعض في قبور لا تحمل أية شواهد.