خلافات داخل تحالف المعارضة العلمانية التركية بسبب “مرشح الرئاسة”
قال عدد من المحللين الأتراك، الأربعاء، إن قادة أحزاب المعارضة التركية، على اختلاف كبير حول شخصية “المرشح الرئاسي”، الذي سيمثل تحالف المعارضة في الانتخابات الرئاسية المقبلة في تركيا، والتي من المقرر عقدها عام 2023.
وأشار المحللون إلى أن حدة التوتر بين قادة المعارضة في تركيا، وصلت إلى ذروتها، لا سيما بعد تصريحات زعيمة حزب الجيد المعارض في تركيا، ميرال أكشنار، حول تفضيلها لشخصية أخرى غير زعيم حزب الشعب الجمهوري “كمال كليتشدار أوغلو”.
وفي مقابلة تلفزيونية مع قناة “FoxTv”، أوضحت أكشنار أنها تخطط لتقديم مرشح رئاسي لا يعرف اسمه أي أحد ولم يطرح اسمه على وسائل الإعلام أبدا، مؤكدة بتصريحها هذا أنها لا تدعم ترشح كليتشدار أوغلو.
خلافات قديمة
وفي هذا الصدد، قال الكاتب التركي “محمد آجات” خلال مقاله في صحيفة “يني شفق” التركية، إن تصريحات أكشنار الأخيرة بشأن المرشح الرئاسي تؤكد أن أحزاب المعارضة في تركيا تشهد انقساما كبيرا في قضية تحديد “المرشح الرئاسي” الذي سيمثلهم في الانتخابات القادمة.
وأشار إلى أن أي شخص مهتم في الشأن التركي يدرك تماما أن هذه الخلافات ليست بالجديدة، منوها إلى أن أكشنار لمحت مرارا وتكرارا بأنها لا تفضل كليتشدار أوغلو كمرشح رئاسي.
وأضاف: تواصلت مع مصادر مطلعة في الحزبين وقد أكدوا لي أن حزب الجيد ينوي تقديم مرشح مختلف عن مرشح حزب الشعب الجمهوري، الذي غالبا ما سيكون كمال كليتشدار أوغلو.
ونوه إلى أنه يعتقد بأن أكشنار أدلت بهذه التصريحات بهدف استخدامها كورقة رابحة في تنافسها مع زعيم حزب الشعب الجمهوري كمال كليتشدار أوغلو، وعلى الرغم من أن الأخير لمح في مرات عدة إلى أنه سيقدم لها منصب رئاسة الوزراء، فإن أكشنار على ما يبدو تهدف إلى ما هو أعلى من ذلك.
ولفت إلى أن تصريحات أكشنار الأخيرة، أثارت حفيظة وغضب أنصار حزب الشعب الجمهوري، الذي يخطط لترشيح كمال كليتشدار أوغلو إلى منصب الرئاسة.
وفي ختام حديثه، أوضح الكاتب التركي أن المعارضة في تركيا تأخذ تعليماتها حول هذا الموضوع من الدول الخارجية الداعمة لها، منوها إلى أن القرار الأخير في تحديد شخصية المرشح الرئاسي لن تكون بيد هذه الأحزاب أساسا.
انقسامات داخلية
وفي سياق متصل، قال الباحث التركي إحسان أكتاش، خلال مقابلة تلفزيونية مع قناة “أي خبر”، إن أحزاب المعارضة في تركيا تشهد انقساما واختلافات بشأن المرشح الرئاسي الذي سيمثل تحالفهم في الانتخابات المقبلة.
وأشار إلى أن بعض أعضاء حزب الشعب الجمهوري يؤيدون ترشح كليتشدار أوغلو للرئاسة، في حين أن عددا لا بأس به يرجح ترشيح رئيس بلدية إسطنبول أكرم إمام أوغلو.
وأضاف: كما أن زعيمة حزب الجيد المعارض ميرال أكشنار، لمحت مرات عدة إلى أنها لا تفضل ترشيح كليتشدار أوغلو، وهاجمت حزب الشعب الجمهوري في أكثر من تصريح، واتهمتهم بنسيان فضل حزبها عليهم في الانتخابات الأخيرة.
وأشار إلى أن حزب الشعوب الديمقراطي وبحسب العديد من التقارير، يفضل أكرم إمام أوغلو على حساب كليتشدار أوغلو، كون الأخير أدلى مؤخرا بتصريحات عدة استهدفت بعض أنشطة الحزب.
وفي وقت سابق، وجهت زعيمة حزب الجيد المعارض في تركيا، ميرال أكشنار كلاما شديد اللهجة لقادة حزب الشعب الجمهوري، مشيرة إلى أن الفضل يعود إلى حزبها في فوز حزب الشعب الجمهوري ببعض الولايات خلال الانتخابات الماضية.
وأضافت: من الضروري التذكير بما حصل في انتخابات 31 مارس الماضية.. لمن كانت ستكون إسطنبول وأنقرة لولا حزب الجيد؟. دعوني أؤكد لكم أنه لولانا لما كان بإمكانكم الفوز في إسطنبول وأنقرة.
وأشارت وسائل الإعلام التركية، إلى أن تصريحات ميرال هذه جاءت بعد الاجتماع الذي جمع قادة أحزاب المعارضة في تركيا، والذي تم التباحث خلاله في إمكانية جعل زعيم حزب الشعب الجمهوري “كليتشدار أوغلو” مرشحا رئاسيا عن أحزاب المعارضة.
تعليق جريدة العربي الأصيل:
كل أحزاب المعارضة العلمانية، خاص حزب الشعب الجمهوري، هم حراس للمصالح الغربية خاصة أمريكا، وهم لا يعملون أي شيء إلا بأوامر منهم، فهذه الأحزاب قديمة جدا في تركيا، وانشأتها أوربا منذ زمن بعيد لهدم الدولة العثمانية من الداخل، وإذا لم يعي الشعب التركي ذلك فلن ينهض ولن يكون له مكان في العالم المتقدم.