بوتين يلوّح بالنووي وموسكو تقرّ بخسائرها
تواصلت، أمس الأحد، المعارك بين القوات الأوكرانية والقوات الروسية، في كييف ومدن أخرى.
وفيما أقرت موسكو بخسائر من جنودها، أعلنت كييف استعادة مدينة خاركيف، في حين أمر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أمس الأحد، قيادته العسكرية بوضع قوات الردع الروسية، وذلك في إشارة إلى الوحدات التي تضم أسلحة نووية، في حالة تأهب، ما أثار مخاوف الدولة الغربية، التي بدأت بإرسال أسلحة إلى كييف.
ونقلت وكالة أنباء روسيا (انترفاكس) عن وزارة الدفاع الروسية قولها إن قتلى وجرحى سقطوا في صفوف قواتها خلال الحرب على أوكرانيا، وأشارت إلى بضعة جنود روس أسروا لدى القوات الأوكرانية.
لكن في الوقت نفسه أعلنت وزارة الدفاع الروسية تدمير 1076 موقعا عسكريا أوكرانيا منذ بداية العملية العسكرية الخميس الماضي.كما أعلنت إسقاط القوات الروسية 8 طائرات مقاتلة أوكرانية و7 مروحيات و11 طائرة من دون طيار، إضافة إلى صاروخين تكتيكيين من طراز “توشكا – يو”، وفق بيان الدفاع.
في المقابل، أكد المسؤول المحلي في خاركيف، أوليغ سينيغوبوف، أن المدينة عادت إلى سيطرة القوات الأوكرانية، بعد ساعات قليلة من إعلانه وصول الجيش الروسي إلى وسط المدينة.
وكتب عبر شبكات التواصل الاجتماعي “خاركيف تحت سيطرتنا التامة”، مؤكدا أن عملية “طرد الأعداء من المدينة” جارية.
وحسب قوله، إن العدو الروسي محبط تماما، متخليا عن مركباته ومجموعات من الجنود الذين استسلموا للجيش الأوكراني.
وذكرت وكالة حكومية أوكرانية أن قوات روسية فجرت خط أنابيب للغاز الطبيعي في خاركيف قبل فجر أمس، مما أسفر عن اشتعال حريق.
وبعدها بوقت قصير، توغل جنود روس وعربات مدرعة في مدينة خاركيف الواقعة في شمال غرب أوكرانيا، وهي ثاني أكبر مدن البلاد. وأفاد شهود بوقوع إطلاق نار وانفجارات، لكن سلطات المدينة قالت إن المقاتلين الأوكرانيين صدوا الهجوم.
وقالت وزارة الدفاع الأوكرانية أمس، إن نحو 4300 جندي روسي قتلوا منذ إعلان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين فجر الخميس الماضي بدء العملية العسكرية ضد كييف.
ودعا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الأجانب الراغبين في مساعدة بلاده على مواجهة الغزو الروسي، للتوجه إلى سفارات كييف حول العالم وتسجيل أسمائهم للالتحاق بـ”فرقة دولية” من المتطوعين.
وبيّن مدير وزارة الصحة الأوكرانية أن 198 أوكرانيا على الأقل، بينهم ثلاثة أطفال، قتلوا في الغزو. في حين، قتل عشرة أشخاص من أصل يوناني، خلال الهجوم الروسي المستمر على أوكرانيا، الليلة الماضية.
وقال يانيز لينارتشيتش المفوض الأوروبي للمساعدات الإنسانية وإدارة الأزمات، إن أوروبا تواجه أكبر أزمة إنسانية لها منذ سنوات عديدة بعد الغزو الروسي لأوكرانيا، وربما يصل عدد الأوكرانيين النازحين بسبب الصراع إلى أكثر من سبعة ملايين.
في السياق، أمر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أمس الأحد، قيادته العسكرية بوضع قوات الردع الروسية، وذلك في إشارة إلى الوحدات التي تضم أسلحة نووية، في حالة تأهب.
وأشار الرئيس الروسي إلى التصريحات العدائية من قادة حلف شمال الأطلسي والعقوبات الاقتصادية التي فرضها الغرب على موسكو.
وقالت السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة، ليندا توماس غرينفيلد، لأحد برامج شبكة سي.بي.أس، إن تصرفات بوتين تعد تصعيدا للصراع وغير مقبولة.
أما ينس ستولتنبرغ، الأمين العام لحلف شمال الأطلسي، فقال “هذا خطاب خطير، إنه سلوك غير مسؤول”، في إشارة لحالة التأهب النووي الروسية، فيما أكد المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك أن اندلاع نزاع نووي فكرة لا يمكن تصورها.
تصريحات بوتين تزامنت مع قرب مفاوضات مع أوكرانيا على الحدود مع بيلاروسيا، وقال الرئيس الأوكراني إنه لا يعتقد أن الاجتماع مع الجانب الروسي سوف يسفر عن نتيجة، غير أنه أكد أهمية المحاولة.
في الموازاة، أعلنت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين أن الاتحاد الأوروبي سيمول عمليات شراء وتسليم أسلحة لأوكرانيا في مواجهة الغزو الروسي، موضحة أن القرار يشكل سابقة للتكتل.
وأرسلت هولندا أسلحة كانت تعهدت بها لدفاع أوكرانيا من مطار إيندهوفن أمس الأحد.
وقالت وزارة الدفاع الهولندية إن الشحنة ضمت 200 صاروخ ستينغر مضاد للطائرات و50 سلاحا مضادا للدبابات مع 400 صاروخ و100 بندقية قنص مع 30 ألف طلقة ذخيرة وغاطستين للكشف عن الألغام تحت الماء.
إلى ذلك، أظهرت عشرات مقاطع الفيديو ما يعتقد أنها ضربات مركزة للطائرات المسيّرة التركية من طراز “بيرقدار” ضد مدرعات وعربات ونقاط تجمع الجيش الروسي في أوكرانيا، مخلفةً خسائر كبيرة ومؤلمة في صفوف الجيش الروسي، وهو ما أكدته حسابات رسمية أوكرانية في ظل صمت رسمي تركي.