الفرار على نفقتهم…. غضب في مصر بسبب تعامل السلطات مع العالقين في أوكرانيا
مع استمرار تفاقم الأوضاع في أوكرانيا في اليوم الرابع للحرب الروسية عليها، تزداد الأوضاع صعوبة على المصريين الموجودين هناك، بخاصة الطلاب منهم، في ظل اقتراب نفاد مخزون الأغذية من منازلهم، وعدم قدرتهم على تسلّم أي تحويلات مالية من أسرهم لمساعدتهم، بسبب حظر التجول وتوقف البنوك عن العمل.
ويجاهد المصريون للوصول إلى أقرب نقطة حدودية من المناطق التي يعيشون فيها، في غياب المساعدة من السفارة المصرية في كييف على تأمين سيارات لنقلهم إلى المعابر الحدودية مثلما فعلت دول أخرى مع مواطنيها، وذلك حسب مصريين عالقين هناك.
وتتواصل المعارك الضارية في مختلف الجبهات داخل أوكرانيا مع استمرار العملية العسكرية التي تشنّها روسيا على أوكرانيا منذ الخميس الماضي، علما بأن القوات الروسية تحاصر العاصمة (كييف) ونجحت اليوم الأحد في دخول خاركيف ثاني أهم المدن الأوكرانية.
غضب من السفارات
المصريون سواء العالقون في المدن الأوكرانية، أو على المعابر الحدودية المختلفة، أو الذين وصلوا بالفعل إلى دول مجاورة، عبّروا عن غضبهم من ضعف تفاعل السفارات المصرية معهم، وتركهم في هذا الموقف الصعب من دون مساعدة.
وأعرب عدد من الشبان المصريين عن سخطهم عبر كتابات ومقاطع مصورة نشروها عبر مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة، وقال بعضهم إنهم يحاولون التواصل مع السفارة لمساعدتهم، إلا أن تفاعل السفارة ضعيف للغاية، وقال أحدهم إنه نجح في الوصول إلى رومانيا ويحاول التواصل مع السفارة هناك لمساعدته من دون جدوى.
كما عبّرت مصرية أخرى عن غضبها من ترك السلطات لهم في هذا الوضع في الوقت الذي يتعرضون فيه لإطلاق النار بالقرب من الحدود الرومانية، موضحة أنهم تواصلوا مع الأرقام التي وضعتها السفارة من دون جدوى، وبينما تقوم السفارات الأخرى، مثل الهندية، بتوفير وسائل انتقال لمواطنيها، تركتهم السلطات المصرية من دون مساعدة.
على نفقتهم الخاصة
وجاء الموقف الرسمي المصري ليؤكد ما ذكره العالقون حيث اكتفت أغلب السفارات المصرية في أوكرانيا والدول المجاورة بمجموعة من النصائح على صفحات الفيسبوك الخاصة بها من دون تحرك على الأرض، مثل إرسال مندوبين عنها إلى المعابر الحدودية لتسهيل دخول المصريين العالقين.
ونشرت السفارة المصرية في العاصمة الرومانية (بوخارست)، عبر فيسبوك، بيانا قالت فيه إنها ستقوم بتقديم خدماتها للمصريين القادمين من أوكرانيا لتسهيل حجز الفنادق وتذاكر العودة إلى أرض الوطن، على نفقتهم الخاصة، الأمر الذي أثار غضبا واسعا في التعليقات، قبل أن تتراجع السفارة وتقوم بحذف جملة “على نفقتهم الخاصة” من المنشور.
وقال المتحدث باسم مجلس الوزراء المصري، نادر سعد، في تصريحات تلفزيونية، إنه لا يمكن تنفيذ إجلاء للمصريين العالقين في أوكرانيا، وإن “من المستحيل التفكير في إرسال طائرات إلى هناك في هذا التوقيت لا بالنسبة لنا ولا بالنسبة لأي دول أخرى”.
واكتفت وزيرة الهجرة وشؤون المصريين بالخارج، نبيلة مكرم، بتأكيد عبور 22 مصريًّا إلى بولندا و100 طالب إلى رومانيا، وأن بلادها تواصل الحصول على الموافقات بشأن من وصلوا إلى المعابر الحدودية، وأن من ينجح في عبور الحدود إلى سلوفاكيا أو رومانيا أو بولندا سيحصل على تأشيرة مدتها 15 يومًا كي يتمكن خلالها من حجز تذكرة للعودة إلى مصر.
ولم تنس مكرم الإشارة إلى إعراب عدد من الطلاب المصريين بأوكرانيا عن رفضهم العودة إلى البلاد في حال عدم اعتراف مصر بالشهادة التعليمية التي يحصلون عليها من أوكرانيا، مشيرة إلى أن هناك تنسيقا مع وزارة التعليم العالي بشأن هذا الأمر.
وطالب صلاح عبد الصادق، مساعد وزير الخارجية للهجرة، المصريين المقيمين في شرق أوكرانيا بالتزام منازلهم وعدم الخروج، في انتظار تحسن الأوضاع، واتباع تعليمات السفارة المصرية في أوكرانيا.
واعترف عبد الصادق بصعوبة التواصل مع السفارة، مبررا ذلك بضغط الاتصالات على العاملين بها، وقيام بعض أعضاء الجالية بالاتصال أكثر من مرة، وكذلك الأسر، كما اعترف بالصعوبات التي يواجهها العالقون على الحدود وإعطاء السلطات الأوكرانية الأولوية لخروج مواطنيها على حساب الجنسيات الأخرى.
أنقذوا المصريين
محليا تواصلت الدعوات على مواقع التواصل الاجتماعي في مصر لإنقاذ المصريين في أوكرانيا، بخاصة الطلاب منهم، وشهد وسم “طلاب مصر في أوكرانيا” تفاعلا واسعا، لعرض آخر أخبار العالقين هناك، والمطالبة بإنقاذهم.
وبينما عبّر مصريون عن غضبهم من تراخي الحكومة في التعامل مع الأزمة، أبدى عدد من المصريين المقيمين بالدول المجاورة لأوكرانيا استعدادهم لاستقبال أشقائهم الفارّين من أوكرانيا لحين ترتيب عودتهم إلى مصر، وقاموا بنشر أرقام هواتفهم وطرق التواصل معهم.