هكذا عاش الأوكرانيون رعب الساعات الأولى للحرب على بلادهم
رغم أن شبحها كان مخيما عليهم خلال الأسابيع الماضية، فإن سكان العاصمة كييف وباقي المدن الأوكرانية لم يكونوا يتخيلون أن يعيشوا أجواء الحرب التي عاشوها منذ ساعات صباح اليوم الخميس.
صفارات إنذار وتحليق طيران حربي على علو منخفض، قصف ودمار ونزوح وطوابير طويلة أمام محطات المترو والوقود وكذلك في الأسواق والطرقات العامة.
منذ ساعات الصباح الأولى بات سكان كييف في الملاجئ بعيد إعلان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين “عملية عسكرية” في أوكرانيا، وبدء سماع دوي الانفجارات وصفارات الإنذار التحذيرية، في وقت خلت فيه الشوارع إلا من القليل من المارة الذين يسعون لتأمين احتياجاتهم.
كما شهدت كييف حركة نزوح كبيرة نحو الأرياف ومناطق الغرب، وتداول ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو أظهرت تكدسا لسيارات النازحين من العاصمة هربا من القصف الروسي، في حين زادت صفارت الإنذار التي انطلقت فجأة لتنثر الرعب في نفوسهم.
وقد وثق شهود عيان تحليقا للطيران الحربي على علو منخفض فوق عدد من المدن الأوكرانية، وهو مشهد لم يعتد عليه الأوكرانيون أو لم يكونوا يتخيلون أن يشاهدوه فوق مدنهم.
كما أظهرت مقاطع فيديو متداولة عبر منصات التواصل تحويل محطات مترو الأنفاق في كييف إلى ملاجئ، وذلك بالتزامن مع بدء “الغزو” الروسي.
وبحسب ما أعلنه حساب “مترو كييف” على تويتر، تم إيقاف نظام الدفع الآلي والسماح للمواطنين بالمرور إلى المحطات بشكل مجاني تمامًا، إلى جانب استعداد 46 محطة للعمل بنظام ملاجئ عند الطوارئ.
وبث شهود عيان مقاطع فيديو وصورا من طوابير الازدحام المروري أمام محطات الوقود في عدة مدن أوكرانية، وذلك بالتزامن مع القصف الروسي على البلاد صباح اليوم الخميس.
في حين اندفع سكان المدن الأوكرانية وخاصة بإقليم دونباس، الذي يشهد معارك كبيرة على خط الجبهة بين الجيش الأوكراني والانفصاليين المدعومين من روسيا، إلى المحال التجارية والصيدليات لشراء احتياجاتهم، ورصد مراسل الجزيرة إلياس كرام بعضا من تلك المشاهد.
وما زاد هلع السكان هي أصوات الانفجارات العنيفة في محيط مدنهم، وتصاعد ألسنة اللهب والدخان من عدد من المواقع، وهو ما نقلته عدسات أجهزة الهواتف المحمولة لعدد من الناشطين والطلاب الأجانب الدراسين في أوكرانيا.
وأظهر مقطع فيديو ألسنة الدخان الضخمة ترتفع نحو السماء عقب وقوع انفجار كبير نتيجة قصف القوات الروسية لمستودع أسلحة في مدينة فينيتسا وسط أوكرانيا.
وكل تلك المشاهد دفعت الآلاف من سكان المناطق القريبة من الحدود مع روسيا للتوجه إلى محطات القطار للابتعاد عن شرقي أوكرانيا، وهو ما وثّقه صحفيون لتدفق مئات المسافرين على محطة قطار خاركيف، في ظل أنباء عن وصول القوات الروسية إلى مشارف المدينة.
وأظهرت مشاهد أخرى آثار الدمار على أحد المجمعات السكنية في مدينة خاركيف نتيجة لقصف روسي.