انفجار في دونيتسك وقصف متبادل.. وواشنطن ترصد حشدا عسكريا روسيا ضخما
استبعدت أوكرانيا تعرضها لغزو روسي واسع النطاق، وأعلنت روسيا أنها ستجري تدريبات نووية، في حين تحدث مسؤول أميركي عن حشود عسكرية ضخمة قرب حدود أوكرانيا، بينما شهد شرق أوكرانيا انفجارا ضخما وقصفا متبادلا بين الجيش الأوكراني والانفصاليين الموالين لروسيا.
وقال مجلس الأمن القومي الأوكراني اليوم الجمعة إنه لا يرى أي بوادر لعملية واسعة النطاق من جانب روسيا، وإن الاستفزازات الروسية هدفها جر أوكرانيا إلى رد عسكري قوي، مشيرا إلى ضرورة تحلي كييف بضبط النفس.
من جانبه، قال وزير الدفاع الأوكراني أوليكسي ريزنيكوف إن احتمال تصعيد واسع النطاق لا يزال منخفضا.
وفي كلمة أمام البرلمان، أشار إلى أن أوكرانيا لا تؤكد انسحاب القوات الروسية من الحدود الأوكرانية، مقدرا أعداد هذه القوات بنحو 149 ألف جندي، مع احتمال ازدياد العدد.
وتوقع الوزير أن تدخل 3 سفن حربية روسية البحر الأسود قريبا مع دخول المناورات الروسية البيلاروسية مرحلتها النشطة هذه الأيام، التي تأتي في إطار اختبار الجاهزية القتالية لقوات الرد السريع لكلا البلدين.
وقال السفير الأميركي لدى منظمة الأمن والتعاون في أوروبا إن روسيا حشدت ما بين 169 ألفا و190 ألف جندي في أوكرانيا وقرب حدودها.
في غضون ذلك، أعلنت روسيا اليوم الجمعة أنها ستجري تدريبات نووية تحت إشراف الرئيس فلاديمير بوتين غدا، وهي مناورات لقواتها الإستراتيجية لإطلاق صواريخ باليستية وكروز، على وجه الخصوص.
ونفى الكرملين -في بيان- أن تكون “التدريبات النووية الروسية” مؤججة للتوترات مع الغرب، قائلا إن المناورات العسكرية جزء من عملية تدريب روتينية تتسم بالشفافية.
بدورها، قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا إن تصريحات كبار المسؤولين الأميركيين بشأن غزو روسي لأوكرانيا تشير إلى فشل المخابرات الأميركية.
وأضافت زاخاروفا أن إشارات وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، والمتحدة باسم البيت الأبيض جين ساكي، والمتحدث باسم الخارجية نيد برايس، وبقية فريق الدعاية للحرب المستندة لبيانات المخابرات الأميركية، تشهد على فشلها، وفق تعبير زاخاروفا.
وتساءلت المتحدثة الروسية أيضا عن الطرف الذي ينشر المعلومات المزيفة في البيت الأبيض، وفق قولها.
ومن العاصمة البولندية وارسو، أكد وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن أن كل المؤشرات التي لديه تفيد بأنه قد يكون هناك هجوم روسي على أوكرانيا في أي وقت، مشيرا إلى أن مزيدا من القوات الروسية تتحرك باتجاه الحدود، وأن الاستعدادات هناك تشبه التحضير لهجوم.
وأضاف أنه لا دليل لدى بلاده على أن روسيا قد سحبت قوات لها من الحدود مع أوكرانيا، مشددا على ضرورة وجود ردع جماعي ضد موسكو، وأن واشنطن ستستخدم كل ما هو متاح لدعم شركائها.
وبدوره، قال وزير الدفاع البولندي ماريوش بلاشتاك، بعد محادثات أجراها مع أوستن، إن بلاده سنكون جاهزة لاستقبال اللاجئين الأوكرانيين، في حال غزت روسيا أوكرانيا.
ورأى الوزير البولندي أن الرئيس الروسي يحاول إعادة بناء الإمبراطورية الروسية، وأن أفضل رد فعل على التهديدات الروسية هو عدم الانجرار وراءها، مؤكدا تعويل وارسو على السبل الدبلوماسية لحل الأزمة.
وفي سياق متصل، أصدرت الحكومة الهولندية بيانا اليوم الجمعة جاء فيه “نخطط لإرسال تجهيزات عسكرية إلى أوكرانيا تشمل بنادق وذخائر وأجهزة رادار وكاشفات ألغام”.
كما نقلت رويترز عن مسؤول غربي كبير -اشترط عدم الكشف عن هويته- أن الحشد العسكري الروسي حول أوكرانيا مستمر، وأنه لا توجد مؤشرات على حدوث انسحاب، معتبرا أن روسيا مستعدة للتحرك في أي وقت إذا اختارت ذلك.
من جهة أخرى، أفادت وكالة ريا نوفوستي بوقوع انفجار ضخم قرب مقر حكومي وسط مدينة دونيتسك شرقي أوكرانيا مساء اليوم.
وسبق أن ذكرت رويترز أن صافرات الإنذار دوت وسط إقليم دونيتسك شرقي أوكرانيا قبل ساعات.
وقال رئيس الانفصاليين في دونيتسك إنه تم إجلاء النساء والأطفال وكبار السن نحو روسيا بسبب تدهور الوضع، متوقعا أن يعلن الرئيس الأوكراني فولودومير زيلينسكي قريبا أوامره بشن هجوم عسكري على إقليم دونباس.
ونقلت وكالة إنترفاكس الروسية -عن مصدر في دونيتسك- أن عملية إجلاء المدنيين من دونباس إلى الأراضي الروسية ستشمل مئات الأشخاص.
واتهم الانفصاليون في إقليمي لوغانسك ودونيتسك القوات الأوكرانية بخرق اتفاق وقف إطلاق النار 24 مرة خلال يوم واحد، وذلك في بلدتي ستراتونافاتوف وكراسنو بارتيزانا، ومناطق عدة على أطراف دونيتسك.
وقالوا إن القصف تسبب في إغلاق الطريق الرئيسي بين مدينتي دونيتسك وغورولفكا مؤقتا.
وفي المقابل، قال الجيش الأوكراني إن الانفصاليين خرقوا وقف إطلاق النار 25 مرة صباح اليوم الجمعة، من دون أن يسفر ذلك عن وقوع خسائر بشرية.
وكان الجيش الأوكراني أعلن -في وقت سابق- إصابة جندييْن و5 مدنيين بجروح في قصف للانفصالين طال أمس الخميس بلدات على خط المواجهة، وأصاب أحدها روضة أطفال، مؤكدا أن الانفصاليين استخدموا أسلحة محظورة بموجب اتفاق مينسك.
وفي نفس السياق، قال وزير الخارجية الأوكراني دميتري كوليبا “ننفي بشكل قاطع التقارير الروسية المضللة بشأن قيام أوكرانيا بعمليات هجومية مزعومة”.