المظاهرات تتجدد في السويداء السورية والنظام يستقدم المزيد من التعزيزات
تجددت الاحتجاجات الشعبية في محافظة السويداء، اعتراضًا على سياسات حكومة النظام السوري، والتي أدت إلى تدهور الوضع المعيشي والخدمات، في مختلف المحافظات السورية، تزامنًا مع استمرار استقدام تعزيزات عسكرية للمحافظة.
الاحتجاجات بدأت عقب قرار حكومة النظام رفع الدعم الحكومي عن شريحة من السوريين، الأمر الذي دفع بالمدنيين لشراء المواد الأساسية مثل الخبز بأسعار وصلت إلى عشرة أضعاف سعرها القديم.
وقالت شبكة “الراصد” المحلية، إن مجموعة من المحتجين أعادوا التجمع أمام مقام “عين الزمان”، يوم الخميس، 10 من شباط، لليوم الخامس على التوالي، من أجل التوجه إلى ساحة “السير” وسط مدينة السويداء، في ظل دعوات لتجمع كبير غدًا الجمعة.
بينما استمرت قوات النظام باستقدام تعزيزات عسكرية، بحسب شبكة “السويداء ANS” المحلية، والتي تحدثت عن وصول قناصين تابعين لـ”حزب الله” اللبناني الشيعي إلى مبنى فرع “الأمن العسكري” في السويداء ضمن استعدادات النظام لمواجهة الاحتجاجات في السويداء.
وتتهم الشبكة فرع “الأمن العسكري” بأنه يدير خطوط تهريب ونقل المخدرات من السويداء نحو المملكة الأردنية، وتعمل لصالحه عصابات الخطف وتهريب المخدرات من أبناء السويداء، بحسب صور كشفتها شبكات محلية لأوراق امتلكتها عصابات لتهريب المخدرات توثق تعاونها مع استخبارات النظام.
وكانت شبكة “السويداء 24” المحلية، نشرت الأربعاء، تسجيلًا مصورًا قالت إنه للتعزيزات الأمنية التي دفعت بها قوات النظام إلى المحافظة، تزامنًا مع استمرار الاحتجاجات الشعبية الرافضة لسياسات النظام، والتي أدت لتدهور حاد في الأوضاع المعيشية والاقتصادية.
بيان “شباب الحراك”
أصدر “شباب الحراك في السويداء” بيانًا وزعوه خلال المظاهرات التي شهدتها محافظة السويداء، يوم الخميس، حول التعزيزات العسكرية التي استقدمتها قوات النظام السوري بالتزامن مع اليوم الخامس للاحتجاجات.
وذكر البيان الذي نقلته شبكة “السويداء 24” المحلية، أن تعزيزات النظام في المحافظة تحت شعار “القضاء على العصابات المسلحة والفلتان الأمني”، تتزامن مع الاحتجاجات الشعبية الكبيرة التي تشهدها السويداء، ردًا على “قرارات الحكومة الجائرة بحق الشعب السوري وسياسات التجويع المقصود والمجحف المذلة والمهينة للنفوس”.
واعتبر متظاهرو السويداء بحسب البيان، أن مؤسسات الدولة ملك لهم، وأن حمايتها واجب عليهم قبل أن تكون من واجب أي جهة أخرى، معتبرين أنهم “أصحاب حق” ومطالبهم واضحة في العيش الكريم.
وأكدوا على مواصلة الاحتجاجات بكل الطرق “السلمية والمدنية والحضارية” للحصول على حقوقهم ومطالبهم، بحسب الشبكة المحلية.
موقف وجهاء المنطقة
نقلت شبكة “الراصد” المحلية عن الرئيس الروحي للطائفة الدرزية، حكمت الهجري، حديثه أن التظاهر السلمي “حق مشروع” للمواطنين الذين يطالبون بحقوقهم، مشددًا على حق المطالبة السلمية، ضد القرارات التي وصفها بالتعسفية.
وأشارت الشبكة إلى أن حديث الشيخ الهجري كان خلال اجتماع جمعه ببعض سكان المحافظة، وأكد فيه، أن مطالب الناس لم تعد تقتصر على قرار رفع الدعم، بل أصبحت تمس كرامة السوريين، ومن خرج ليطالب بحقوقه وبمكافحة الفساد وبمطالب معيشية، هو مواطن صاحب حق، وعلى المعنيين في السلطة الاستماع والاستجابة.
واستنكر الهجري جميع خطابات التخوين الموجهة إلى المتظاهرين، واعتبر كل من يشكك في مصداقية انتماءهم الوطني وتبعيتهم لسورية، لا يمثل إلا نفسه مهما تبوأ المناصب.
ودعا ناشطون من قلب المظاهرات في السويداء عبر تسجيل مصور نشرته شبكة “السويداء ANS“، إلى احتجاجات في كافة المدن السورية يوم الجمعة القادم، 11 من شباط، احتجاجًا على الأوضاع المعيشية التي تشهدها سوريا.
ذوي قتلى “الدفاع الوطني” يحتجون
وتتزايد الأصوات الرافضة لسياسات حكومة النظام الاقتصادية، في السويداء، كما تشمل شرائح متنوعة، حيث اعتصمت مجموعة من ذوي قتلى قوات “الدفاع الوطني” الرديفة لقوات النظام السوري في السويداء.
وحمل المعتصمون صور أبنائهم القتلى، في ساحة مدينة شهبا، احتجاجًا على قرار رفع الدعم الحكومي من قبل حكومة النظام عن شريحة من المدنيين.
وكانت وزارة الاتصالات في حكومة النظام السوري بدأت، في 1 من شباط الحالي، بتطبيق إزالة “الدعم الحكومي” عن مجموعة من حاملي “البطاقة الذكية” (لم يذكر عددهم بالضبط)، دون إعلان رسمي مسبق.
وبحسب ما رصدته عنب بلدي عبر تعليقات سوريين على مواقع التواصل الاجتماعي، ترافقت عملية إزالة الدعم مع وجود عدد كبير من الأخطاء، إذ طالت إزالة الدعم أشخاصًا لا يجب أن يشملهم القرار، وفقًا للمعايير التي تناقلها مسؤولون سوريون في الأشهر الماضية.