موجة سخط بين الباريسيين لمظاهر القبح والقذارة في مدينتهم
سلّطت حملة واسعة الضوء على مظاهر “القبح والقذارة” الّتي انتشرت بجنبات الطرقات بعاصمة الأنوار الفرنسية، والتي أظهرت عشرات الصور من صناديق القمامة الممتلئة والمتراكمة، والأرصفة المكسورة، والمقاعد المتعفنة، والدراجات البخارية المهجورة، والأماكن المزروعة على نحو عشوائي سيئ الصيانة، والجدران المغطاة بالكتابات والتي حمل بعضها وسم “#SaccageParis” وهو ما يعني باريس المحطّمة أو الموبوءة.
وتتسبّب الحملة التي شارك فيها ما يزيد على مليونَين و700 ألف مستخدم على تويتر وحده في زيادة الضغط على رئيسة البلدية آن هيدالغو، وفق ما ذكرت صحيفة غارديان البريطانية.
وعلى عكس الاحتجاجات التقليدية فإنّ الحملة الإلكترونية الحالية أعطت الباريسيين الساخطين فرصة للتعبير عن غضبهم لما آل إليه وضع مدينتهم.
وحول الاتهامات القائلة بأنّ الحملة هدفها تشهير سياسي بحق العمدة الاشتراكية هيدالغو، والتي تعتزم الترشّح أيضاً للرئاسيات الفرنسية لهذا العام، نفى أحد المشاركين في الحملة تلك الادعاءات مؤكّداً أنّها “حركة مواطنة ذات خليط واسع من الآراء السياسية”.
ويُشير كثيرون بأصابع الغضب والاتّهام إلى مجلس المدينة لاستبدال التراث المعماري الفريد لباريس أو إهماله، بما في ذلك أثاث الشوارع الموروث من منتصف القرن التاسع عشر في عهد نابليون الثالث.
وغرّد مستخدم آخر قائلاً إنّ الحملة تعبّر فقط عن “الغضب من رؤية المدينة التي عشت فيها لأكثر من 20 عاماً تتدهور أمام عيني. الآلاف من الباريسيين ومحبي باريس من جميع أنحاء فرنسا، وهم مواطنون عاديون مثلي، اتّحدوا تلقائياً تحت هذا الوسم”.
وردّاً على الحملة نشرت سلطات العاصمة الفرنسية “بياناً للجمال” يشمل خططاً لتجميل المدينة، ووعدت عمدة المدينة بأنّه من الآن فصاعداً سيُتَّبع نهج عدم التسامح مطلقاً مع إلقاء القمامة في الأماكن العامة، فيما ستُكثَّف أيضاً الجهود لمكافحة وضع العلامات والملصقات غير القانونية.
واعترف رئيس بلدية باريس إيمانويل غريغوار في نهاية المطاف بأنّ حملة “باريس المحطّمة” كانت مفيدة في إثارة علامات الاستفهام بشأن وضع المدينة، وهو ما أدّى إلى “بيان الجمال” في إطار سعي سلطات باريس لحل مظاهر القبح والقذارة بالمدينة.
تعليق جريدة العربي الأصيل:
ليس غريبا أن تعيش باريس وغيرها من المدن الأوربية بقذارة، لأنها هي الأصل، والاستثناء هي النظافة، فقد عاشت هذه المدن بقذارة شديدة، لأن الأوربيين شعب قذر لا يطيق النظافة، وممكن أن نرى ذلك في حياتهم اليومية، خاصة من عاش بينهم وعرف خباياهم.