استقالة حمدوك.. ردود فعل متباينة في السودان
حثت الولايات المتحدة القادة السودانيين على ضمان استمرار الحكم المدني في البلاد عقب استقالة رئيس الوزراء عبد الله حمدوك أمس الأحد في نهاية يوم من المظاهرات التي خلفت قتلى وجرحى.
وقالت الخارجية الأميركية -في أول رد فعل خارجي على استقالة حمدوك- إنه “يتعين على القادة السودانيين تنحية الخلافات جانبا، والتوصل إلى توافق وضمان استمرار الحكم المدني”.
وشددت الوزارة -في بيان- على ضرورة تعيين رئيس للوزراء وحكومة بما يتماشى مع الوثيقة الدستورية لتحقيق أهداف الشعب في الحرية والسلام والعدالة.
وقالت إن واشنطن تواصل الوقوف إلى جانب الشعب السوداني وتدعو لوقف العنف ضد المتظاهرين.
بين الترحيب والتحذير
محليا، قال الأمين العام المكلف لحزب المؤتمر الشعبي المعارض بالسودان محمد بدر الدين -للجزيرة- إن استقالة عبد الله حمدوك كانت أمرا متوقعا وأنها ستزيد تأزيم الأوضاع.
وشدد بدر الدين على أن المخرج من الأزمة هو حوار شامل لا يقصي أحدا.
من جهته، رأى مني أركو مناوي -وهو من أبرز قادة قوى الحرية والتغيير (مجموعة التوافق الوطني)- أن استقالة حمدوك من تجليات أزمة سياسية واجتماعية لم تفهمها القوى السياسية، وفق تعبيره.
وامتدح رئيس حزب الأمة القومي المكلف فضل الله برمة ناصر جهد رئيس الوزراء المستقيل حمدوك “للخروج بالسودان إلى بر الأمان”.
أما القيادي بالحزب الشيوعي السوداني صديق يوسف، فاعتبر أن تنحي رئيس الوزراء تأخر كثيرا، وتوقع أن تضيّق استقالة حمدوك الخناق على المكون العسكري داخليا وخارجيا.
وقال حمدوك -في كلمة بثها التلفزيون السوداني في وقت متأخر من مساء أمس الأحد- إنه اتخذ قرار الاستقالة بعد أن فشلت مساعيه الأخيرة ولقاءاته مع الشرائح والمكونات السياسية المختلفة، للتوصل إلى توافق سياسي يجنب البلاد الانزلاق نحو ما وصفها بالفوضى وعدم الاستقرار.
وكان قائد الجيش عبد الفتاح البرهان عزل رئيس الوزراء عبد الله حمدوك وأعضاء حكومته واعتقلهم في 25 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، لكنه أعاده إلى منصبه من دون حكومته إثر ضغوط دولية ومحلية بموجب اتفاق سياسي وقع في 21 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي. وكان يفترض أن يشكل حمدوك حكومة جديدة لكنه لم يتمكن من ذلك.
وقبل ساعات من إعلان رئيس الوزراء استقالته، شهدت العاصمة السودانية الخرطوم ومدن أخرى مواجهات بين متظاهرين وقوات الشرطة خلفت قتلى وإصابات مختلفة.
وأكدت لجنة أطباء السودان أن 3 متظاهرين لقوا مصرعهم في مدينة أم درمان وأصيب العشرات، جراء استخدام القوات السودانية الغاز المسيل للدموع لتفريق محتجين كانوا في طريقهم إلى القصر الرئاسي بالخرطوم.