مُشاة البحرية التركية كابوس الأعداء برّاً وبحراً
تُعتبر القوات المسلحة التركية (TSK) ثاني أكبر جيش في الناتو بعد نظيره الأمريكي، إذ يبلغ عدد منسوبيها الفاعلين نحو 437 ألفاً وقرابة 380 ألفاً كجنود احتياط، فيما قُدرت ميزانيته عام 2020 بنحو 20 مليار دولار. وتتكون من 3 قوات رئيسية: البرية والجوية، بالإضافة إلى القوات البحرية.
في هذا التقرير نستعرض القوات البحرية التركية، تحديداً مشاة القوات البرمائية الخاصة التركية التي نفّذت أكبر عملية إخلاء بحري في تاريخ الجمهورية التركية، بعد أن أجْلَت أكثر من 1200 مواطن تركي من العاصمة اللبنانية بيروت خلال الحرب الإسرائيلية على لبنان عام 2006.
وعبر تاريخها الزاخر بالعمليات الناجحة، شاركت قوات مشاة البحرية البرمائية التركية في عديد من العمليات داخل تركيا وخارجها، سواء على الأرض وفي أعماق المياه، ومن أبرزها عمليات الإنزال البحري التي نفّذها الجيش التركي في جزيرة قبرص في إطار عملية السلام العسكرية بالجزيرة العام 1974.
البحرية التركية
يرجع تاريخ إنشاء البحرية التركية إلى عام 1081 على يد البحار العثماني شاكا باي في مدينة إزمير غربي تركيا، لتُعتبر اليوم ثاني أكبر قوة تحت قيادة القوات المسلحة التركية. فإلى جانب القطع البحرية والطائرات، يخدم في سلاح البحرية التركي نحو 48 ألفاً و600 عسكري موزَّعين على مشاة البحرية والقوات الخاصة، وتتخذ من الكلمات الثلاث “فعَّال، رادع، حسن السمعة” شعاراً لها.
وفي الوقت الذي يحتل فيه الجيش التركي المرتبة 11 عالمياً، جاءت القوات البحرية التركية في المرتبة 20 على مستوى العالم، وفقاً لتصنيف Global Fire Power لعام 2021، فيما حلّت تركيا في المرتبة الثامنة بين الدول الأكثر إنفاقاً على ميزانية الدفاع داخل حلف الناتو.
وتُصنَّف تركيا في طليعة الدول التي تملك قوات بحرية من الأكثر قوة وتجهيزاً في المنطقة، إلى جانب البحريتين المصرية والإسرائيلية، إذ تلعب دوراً بارزاً في حماية السيادة الوطنية والمصالح الحيوية والتكفل بالدفاع عن الجرف القاري لتركيا في مياه الوطن الأزرق، بالإضافة إلى حماية 87% من التجارة الخارجية لتركيا التي تُنقل بحراً.
مشاة البحرية التركية
مشاة البحرية التركية . (AA)
منذ تأسيسها عام 1966، يلعب مشاة البحرية التركية، الذين كانوا من أوائل الجنود الذين وطئت أقدامهم أراضي جزيرة قبرص خلال عملية السلام القبرصية في عام 1974، دوراً نشطاً في عديد من المهام الحاسمة، من عمليات الأمن الداخلي إلى العمليات البرمائية ضد أهداف إرهابية في سوريا، فضلاً عن إسهاماتهم الكبيرة خلال الأنشطة الإنسانية ودعم السلام وإجلاء المدنيين.
كما يلعب لواء المشاة البحرية البرمائي الذي يطلق عليه اسم “عش التمساح” التابع لقيادة القوات البحرية، والمتمركز في منطقة فوتشا بإزمير، دوراً مهمّاً ضد التنظيمات الإرهابية على الأرض، بالإضافة إلى حماية موقع تركيا الجغرافي الاستراتيجي ومصالحها الخارجية المحاطة بالبحار من ثلاث جهات.
وتتلقى الفرق البرمائية التركية تدريبات بدنية وعسكرية مكثفة وصارمة، بالإضافة طبعاً إلى التدريب النظري والعملي للبعثات الخاصة. ويطلق على مشاة البحرية البرمائية اسم “التماسيح” بسبب مظهرها وقدرتها على التحرك في الماء أسرع مما يمكن على الأرض.
ليس من السهل أن تكون “تمساحاً”
تضيف فرق تركيا البرمائية، التي يمكنها أن تؤدي عمليات تتطلب مهارات على الأرض وكذلك في المياه العميقة، قوة وزخماً إلى عموم القوات التركية المسلحة التي تواجه الأعداء في الداخل والخارج، المنوط بها حماية مصالح تركيا برّاً وجوّاً وبحراً.
وتُختار عناصر المشاة البحرية البرمائية بعد عمليات تدريب شاقة، من الجنود ذوي البنية القوية الذين يمتلكون مهارات قتالية مختلفة، بخاصة الرمي وإصابة الهدف من مسافات بعيدة، إذ يكتسب جنود مشاة البحرية التركية قدرة التمساح لأداء المهامّ والعمليات العسكرية وسط ظروف صعبة على الأرض وفي الماء.
كما تتلقى “تماسيح” تركيا الخاصة تدريبات لا تقل إثارة عن أفلام الأكشن لصقل مهاراتهم وقدرتهم على أداء واجباتهم تحت مختلف الضغوط، وتقنيات قتالية خاصة، وتدريبات على الهرب من الأَسْر والوصول إلى الهدف والتنقل في التضاريس الوعرة، بالإضافة إلى مهارات الانتقال عبر السفن المبحرة ونقل الأفراد والأسلحة والمعدات من سفينة إلى أخرى في أي وضع بحري.