استمرار التوتر على حدود أوكرانيا.. روسيا تقترح اتفاقا للحد من نفوذ الناتو بجوارها
اقترحت موسكو، أمس الجمعة، مسودة اتفاقيتين للحد من النفوذ العسكري لحلف شمال الأطلسي (ناتو) في الجمهوريات السوفياتية السابقة. وتخص المسودتان ضمانات أمنية تشمل تعهدا بعدم انضمام أوكرانيا للناتو.
وقد أكد نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف رفض بلاده فكرة انضمام أوكرانيا لحلف الناتو، وقال إن تلك الفكرة لا تلائم روسيا نهائيا، وإنها ستواجهها.
وقال ريابكوف إن روسيا تطالب بسحب قرار الناتو لعام 2008 بشأن إمكانية انضمام جورجيا وأوكرانيا للحلف.
ووصف مدى استجابة الناتو والولايات المتحدة لمقترحات موسكو بشأن الضمانات الأمنية بأنه لا يدعو إلى التفاؤل “لكنهما لم يرفضا الطلب”.
وتسعى روسيا من خلال اقتراحاتها هذه إلى الحد من النفوذ العسكري للولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي في جوارها، وأكدت استعدادها للتفاوض بدءا من اليوم السبت مع الولايات المتحدة بشأن هذه المقترحات.
وتضمنت المقترحات أيضا “تأكيد أن كلا من الطرفين لا يعد الآخر خصما، والاتفاق على حل جميع النزاعات سلميا والامتناع عن استخدام القوة، والالتزام بتجنب خلق أجواء تعد تهديدا للطرف الآخر، ومد خطوط ساخنة للاتصالات الطارئة”.
وبموجب هذه المقترحات تتعهد روسيا والدول الأعضاء في الناتو منذ عام 1997 بعدم نشر أسلحة وقوات في دول أخرى فضلا عن تلك الموجودة هناك حاليا.
الرد الأميركي
وقالت الولايات المتحدة إن ردها على المقترحين الروسيين سيكون بالتشاور مع حلفائها، وفق ما أوضحت المتحدثة باسم البيت الأبيض، في حين قال مسؤول أميركي إن “روسيا تعلم أن بعض ما ورد في مقترحيها غير مقبول”.
وأضاف المسؤول أن الولايات المتحدة مستعدة لمناقشة القضايا الأمنية والمخاوف الإستراتيجية مع روسيا، وأنها ستتواصل مع موسكو بشأن الخطوات المقبلة.
من جهته، قال مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض جيك سوليفان الجمعة إن بلاده على استعداد للحوار مع روسيا حول مطالبها الأمنية وستطرح هي الأخرى مخاوفها الخاصة.
وأضاف سوليفان في فعالية لمجلس العلاقات الخارجية أن أحدث تقييم من الحكومة الأميركية يشير إلى أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لم يتخذ قرارا بغزو أوكرانيا، وأنه “لم يحدث تغيير من الأسبوع الماضي إلى هذا الأسبوع بهذا الشأن”.
ورغم ذلك قال سوليفان إن “صحة التحليل المقدم من المخابرات، للإشارة إلى أن الحكومة الروسية تولي اهتماما كبيرا وتقوم بتخطيط عملياتي لمثل هذه التدريبات، ثابتة إلى حد بعيد”.
تطورات ميدانية
ميدانيا، قالت أوكرانيا إن الانفصاليين الموالين لروسيا قتلوا جنديا أوكرانيا يوم أمس الجمعة وأصابوا آخر بجروح.
وقتل الجندي الأوكراني في إطلاق نار نفذه الانفصاليون الموالون لروسيا قرب بلدة بافلوبِيل الواقعة على بعد 25 كيلومترا شمال شرق مدينة ماريوبول.
ونقل الجندي الجريح إلى أحد المستشفيات لتلقي العلاج، وبذلك يرتفع عدد جنود الجيش الأوكراني الذين قتلوا على خط وقف إطلاق النار في دونباس منذ مطلع العام الجاري إلى 66 جنديا، في وقت أصيب فيه 262 جنديا.
وقالت وزارة الدفاع الأوكرانية إن الانفصاليين خرقوا وقف إطلاق النار 5 مرات في إقليم دونباس منذ يوم الخميس، أحدها بأسلحة محظورة بموجب اتفاق مينسك لوقف إطلاق النار.
ويتّهم الغرب روسيا بأنها تحضّر لغزو جديد لأوكرانيا وبنشر قوات كبيرة على حدودهما المشتركة، ويهدد موسكو بفرض عقوبات غير مسبوقة عليها عند حدوث غزو، لكنه يبدو أنه يستبعد أي تدخل عسكري.
من جانبه، ينفي الكرملين تلك المزاعم ويقول إن روسيا مهددة من حلف شمال الأطلسي الذي يسلّح كييف ويزيد من انتشار المعدات الجوية والبحرية في منطقة البحر الأسود.