واشنطن تحذر موسكو من عواقب وخيمة إذا هاجمت أوكرانيا
حذرت الولايات المتحدة روسيا اليوم الثلاثاء من عواقب وخيمة إذا هاجمت أوكرانيا، في حين وضع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خطا أحمر لتحركات حلف شمال الأطلسي (الناتو) في الجارة الغربية لبلاده.
ففي مؤتمر صحفي بعاصمة لاتفيا ريغا قبيل انطلاق اجتماع لوزراء خارجية الناتو، أعرب وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن عن قلق واشنطن العميق من تحركات روسيا العسكرية على حدود أوكرانيا.
وأضاف أن أي عدوان جديد على أوكرانيا ستكون له عواقب وخيمة، مؤكدا أن بلاده تراقب عن كثب التحركات الروسية التي قال إنها في الأغلب تقترن مع محاولات في الداخل لزعزعة بلد ما.
وجدد الوزير الأميركي التزام إدارة الرئيس جو بايدن تجاه حلفائها في الناتو.
وجاءت تصريحات بلينكن وسط توتر متصاعد بين الغرب وروسيا، في ظل اتهامات لروسيا بحشد قواتها لغزو أوكرانيا، وهو ما نفته موسكو.
وفي تصريحات متزامنة، قال وزير الخارجية الألماني مايكو هاس إن الاجتماع الوزاري لدول الناتو سيوجه رسالة واضحة للحكومة الروسية تشدد على دعم الناتو لسيادة أوكرانيا واستقلالها ووحدة أراضيها.
وأكد الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ قبيل اجتماع ريغا أهمية الدفاع عما سماه “قيم الحلف” لمواجهة النظم الاستبدادية مثل الصين وروسيا، وفق وصفه.
وطالب ستولتنبرغ الدول الأعضاء في الناتو بمواصلة استثماراتها لتعزيز قدرات الحلف الدفاعية، وشدد على أن وجود حلف شمال الأطلسي شرق أوروبا وفي كل من بحر البلطيق والبحر الأسود غرضه دفاعي وليس لاستفزاز أحد.
ويلتقي وزراء خارجية حلف شمال الأطلسي في لاتفيا نظراءهم من دول شريكة للحلف بشأن الحشود العسكرية الروسية بالقرب من الحدود الأوكرانية، كما يناقشون أزمة طالبي اللجوء على حدود بولندا، وأيضا مسألة إعادة النظر في الأهداف الإستراتيجية للحلف.
ومن غير المتوقع أن يسفر اجتماع الناتو في لاتفيا عن إجراء فوري لمواجهة التحركات الروسية ما لم تقدم القوات الروسية على توغل جديد في الأراضي الأوكرانية.
وكان وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا دعا أمس الاثنين حلفاء بلده إلى الإسراع في التحرك لمواجهة الحشود العسكرية الروسية على الحدود الأوكرانية، محذرا من أن روسيا قد تشن هجوما في أي لحظة.
وتتحدث كييف عن انتشار ما يصل إلى 115 ألف جندي روسي على حدودها معززين بعدد كبير من الآليات، كما تؤكد واشنطن وعواصم غربية أخرى وجود قوات روسية كبيرة على الحدود، ولكن تتباين التقديرات بشأن إذا كان ذلك يشير إلى عملية عسكرية وشيكة.
ونفت موسكو أن تكون لديها نية لمهاجمة أوكرانيا، ووصفت التقارير عن هجوم محتمل بأنها دعاية غربية ضدها.
خط أحمر
وفي موسكو، حذر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اليوم من تبعات الوجود العسكري للناتو على حدود روسيا.
وخلال مقابلة تلفزيونية، قال بوتين إن توسيع البنية التحتية للحلف الأطلسي في أوكرانيا خط أحمر بالنسبة لروسيا.
وأضاف أن تطوير روسيا صواريخ فرط صوتية يعد ردا على إجراءات الحلف قرب حدودها.
بدوره، حذر وزير الخارجية الروسي سرغي لافروف أوكرانيا وحلف الناتو من الإقدام على ما وصفها بمغامرة عسكرية شرقي أوكرانيا.
وقال لافروف -في تصريحات صحفية- إن تحركات كييف والحلف قرب حدود بلاده تشكل تهديدا لأمن روسيا، وسترد عليه عند الضرورة.
واستنكرت الخارجية الروسية تحركات الناتو ضد ما وصفته بالخطر الوهمي الذي تمثله روسيا.
وقالت الوزارة -في بيان لها- إن تركيز الحلف على ما يراه خطرا روسيا يعطي انطباعا كأنه ليست هناك أي تهديدات إرهابية وأمنية على الحلف في مناطق أخرى.
وشددت الخارجية الروسية على أن ما سمته التوسع غير المنضبط للحلف وضمه المزيد من الأراضي يتزامن مع نشر بنيته العسكرية التي يستخدمها لتعزيز خطابه العدواني، وفق ما جاء في البيان نفسه.
وفي عام 2014، تدهورت علاقة روسيا وحلف الناتو بعد ضم موسكو شبه جزيرة القرم التي كانت جزءا من أوكرانيا، ويتهم الحلف روسيا بأنها وراء اندلاع الصراع شرقي أوكرانيا في العام نفسه بين كييف والانفصاليين الموالين لموسكو.
وتتهم روسيا الناتو بمحاولة تطويقها عسكريا بعد نشر الدرع الصاروخية الأميركية شرقي أوروبا في بولندا ورومانيا، وأيضا نشر الولايات المتحدة صواريخ متوسطة وقصيرة المدى في اليابان، وتوسيع البنية التحتية للحلف في دول البلطيق وبلغاريا.