مميزات هائلة لمسيرتين تركيتين جديدتين
بوتيرة متسارعة تسير تركيا نحو التفوق في صناعة الطائرات المسيرة، وما إعلان شركة “بايكار” (Baykar) -أمس الخميس- إجراءها تجارب طيران لطائرتين مُسيرتين جديدتين إلا ترس في عجلة هذه الصناعة الدفاعية التي تدور باستمرار وتحمل الجديد للأتراك والعالم.
والجديد هذه المرة هو إعلان خلوق بيرقدار -الرئيس التنفيذي لشركة التكنولوجيا الدفاعية التركية (بايكار)- أنه من شأن المُسيرتين الجديدتين توسيع قدرات الطائرات المُسيرة التركية من العمليات البرية إلى العمليات البحرية.
طائرتان جديدتان
وقال بيرقدار -وهو أحد مهندسين أخوين يديران بايكار- إن الطائرتين الجديدتين -اللتين سيتم اختبارهما في العامين المقبلين وستكون لهما قدرة على الإقلاع من سفينة تابعة للبحرية التركية- قيد الإنتاج حاليا.
وأضاف بيرقدار -على هامش معرض دفاعي في إسطنبول- أن “أنظمة الطائرات الذكية المُسيرة تقنية رائدة غيّرت مشهد استعراض القوة”.
وتابع “نظرا لأن الجميع يتحدثون عن كيفية تغيير تكنولوجيا الطائرات المُسيرة للنظريات القتالية، فإن أحد أهدافنا التالية هو الطائرة المُسيرة “بيرقدار- تي بي 3” (Bayraktar TB3)، القادرة على الإقلاع والهبوط على “تي سي جي أناضول” (TCG Anadolu)، في إشارة إلى حاملة الطائرات التركية الخفيفة.
وعلى صعيد متصل، أكد سلجوق بيرقدار -المدير الفني لشركة “بايكار” وشقيق خلوق- أنهم يعملون على تطوير طائرة مقاتلة مسيرة، لا مثيل لها في العالم.
وقال بيرقدار -ضمن فعاليات مهرجان “تكنوفيست” (TEKNOFEST) لتكنولوجيا الطيران والفضاء- إن الطائرة المسيرة المسلحة “بيرقدار- تي بي 3” ستنطلق في أول رحلة لها عام 2022.
وأوضح بيرقدار أن المسيرة الجديدة يمكنها قطع آلاف الكيلومترات عن طريق التحكم بها عبر الأقمار الصناعية. مشيرا إلى أنها ستكون أكبر بقليل في الحجم من سابقتها “بيرقدار- تي بي 2” وأصغر من المسيرة “أقينجي”. مضيفا أن النسخة الجديدة “تتميز بقدرتها على الهبوط والإقلاع من السفن ذات المدارج القصيرة، ما يجعلها نظاما فريدا من نوعه حول العالم”.
وكانت شركة “بايكار” نشرت أول صورة افتراضية للطائرة المسيرة “بيرقدار- تي بي 3” على مدرج السفينة البرمائية الهجومية “تي سي غي أناضول”.
ولا تزال السفينة “تي سي جي أناضول” -التي توصف بأنها أول سفينة تركية حاملة للطائرات- قيد التشييد في حوض “صدف” لبناء السفن، ومن المخطط أن تدخل الخدمة في سلاح البرية التركي عام 2022.
كان من المفترض أن تحمل السفينة “تي سي جي أناضول” على سطحها مقاتلات الجيل الخامس من طراز “إف-35” (F-35)؛ إلا أن الولايات المتحدة أخرجت تركيا من البرنامج على خلفية شراء أنقرة منظومات الدفاع الجوي الروسية “إس-400” (S-400).
وفي أعقاب ذلك، أعلنت الصناعات العسكرية الدفاعية التركية أنها ستستبدل المقاتلات الأميركية بطائرات مسيرة منتجة محليا.
وتقول السلطات التركية إن السفينة التركية الحاملة للطائرات “تي سي جي أناضول” سيكون بمقدورها حمل ما بين 30 إلى 50 طائرة مسيرة محلية الصنع، يمكن التحكم بها في مجموعات تتكون من 10 طائرات على الأقل من خلال منظومة القيادة في هذه السفينة.
وفي السياق، قال فؤاد أوقطاي نائب الرئيس التركي -خلال زيارته إلى مهرجان تكنوفيست للطيران والفضاء والتكنولوجيا- إن بلاده تستعد لإطلاق المسيرة “بيرقدار- تي بي 3” خلال عام 2022 والتي تتمتع بتقنيات الإقلاع والهبوط العمودي.
وأشار إلى أن تركيا تهدف إلى نشر الطائرات المسيرة ومقاتلتها المحلية التي ستقوم بإنتاجها عام 2023 على متن حاملة الطائرات “تي سي جي أناضول”.
وذكر تقرير لمجموعة “بلو ميلانج” (BlueMelange) -البحثية المستقلة التابعة لـ”ديفنس نيوز” (Defense News) التركية ومقرها أنقرة- أن حاملة الطائرات “تي سي جي أناضول” مصممة لنقل المروحيات والمقاتلات ذات قدرات الإقلاع القصير والهبوط العمودي مثل”إف-35″، التي ترفض الولايات المتحدة تزويد تركيا بها.
ويتوقع تقرير بلو ميلانج أنه في حالة عدم وجود أي مشاريع سرية، فإن “بيرقدار- تي بي 3” وطائرة “أكسونغور” (Aksungur) التي صنعتهما بايكار هما الخياران الأكثر احتمالا للطائرتين التي أعلن عنهما بيرقدار، ويشاع أن كليهما مصمم بالفعل للعمليات البحرية.
ويؤكد التقرير أن الطائرات المسيّرة التركية “بيرقدار- تي بي 3″ و”أكسونغور” و”أقنجي”، تحتاج إلى التطوير لتتناسب مع البحرية، حيث يجب أن تتوفر لدى الطائرات البحرية خصائص الحماية من التآكل الناجم عن المياه المالحة، وآليات التوقف المتقدمة، وآليات الهبوط القوية، والإطارات الخاصة.
ووفقا لما نقلته وكالة الأناضول للأنباء، فإن “بيرقدار- تي بي 3” والمقاتلة المسيرة “ميوس” (MİUS) المحلية، ستعملان بالتعاون مع “تي سي جي أناضول”، لحماية الوطن الأزرق، في إشارة إلى المياه الإقليمية التركية في مختلف البحار.
ووفقا لخبراء عسكريين، تظل حاملة الطائرات “تي سي جي أناضول” بحاجة إلى غطاء من الطائرات المقاتلة من طراز “إف-16” التابعة لسلاح الجو التركي من أجل الاعتراض بعيد المدى لطائرات العدو وصواريخه.
وفي تصريحات صحفية، قال براق أوزبك -مهندس تصميم المركبات الجوية بشركة بايكار- إن المسيرات ذات الإقلاع العمودي قادرة على تنفيذ مهامها دون الحاجة إلى مدرج طيران ويمكن وضعها بالمخافر أو الوحدات العسكرية أو المنصات البحرية، إذ يمكنها الإقلاع من أي نقطة.
وأوضح أوزبك أن الطائرة تقوم بالهبوط والإقلاع العمودي بواسطة 4 محركات كهربائية وأنها تواصل الطيران بواسطة محرك احتراق داخلي يعمل بالبنزين؛ لذلك تعتبر مركبة جوية هجينة، مشيرا إلى أن هذه الميزة تمكنها من الطيران لمدة 12 ساعة متواصلة وهي مدة أطول من مدة طيران أي مركبة جوية كهربائية أخرى.
تفوق متسارع
ورجحت طائرات “بيرقدار- تي بي 2” موازين القوى في المعارك في كل من سوريا والعراق وليبيا وأذربيجان؛ مما سلط الضوء على شركة بايكار وحولها إلى مُصنّعة ومُصدّرة كبيرة.
وقال بيان لشركة بايكار إن الشركة وقّعت الآن صفقات تصدير مع 13 دولة، بينها اتفاق إنتاج مشترك مع أوكرانيا، حيث تساعد منتجاتها في إعادة تشكيل أسلوب خوض الحروب الحديثة.
وتقول تقارير تركية إن حجم برنامج الطائرات المُسيرة التركية يجعلها ضمن أكبر 4 منتجين في العالم إلى جانب الولايات المتحدة وإسرائيل والصين.
وذكر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أن هناك إقبالا كبيرا على شراء المسيرات التركية، مؤكدا عزم بلاده للارتقاء إلى مصاف الدول الرائدة في تكنولوجيا الطائرات الحربية بدون طيار.
وقال أردوغان “مصممون على الارتقاء بتركيا إلى مصاف الدول الرائدة في تكنولوجيا الطائرات الحربية بدون طيار”.
وفي السياق، اعتبر رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الأميركي بوب مينينديز، أنّ المسيّرات التركيّة بمثابة مسألة أمن قومي عندما قال إنّ مبيعات المُسيرات التركية خطيرة، مشيرا إلى ضرورة مراقبة برنامج المسيّرات التركية وتقديم وزارتي الخارجية والدفاع تقارير دورية عن صادرات المسيّرات التركية منذ عام 2018.