تركيا تمنع سفر 3 جنسيات عربية إلى بيلاروسيا وتدريبات عسكرية قرب حدود بولندا
منعت تركيا اليوم مواطني سوريا والعراق واليمن من السفر جوا إلى بيلاروسيا في أعقاب اندلاع أزمة تدفق آلاف المهاجرين نحو الحدود البيلاروسية البولندية، في حين تجري بيلاروسيا وروسيا تدريبات عسكرية قرب حدود بولندا، في ظل توتر سياسي بين بيلاروسيا والاتحاد الأوروبي.
وقالت هيئة الطيران المدني التركية إن السوريين واليمنيين والعراقيين لن يسمح لهم بعد الآن بشراء تذاكر طيران من تركيا إلى مينسك، وكذلك لن يسمح لهم بركوب الطائرات، وذلك في ظل أزمة هجرة متصاعدة بين بيلاروسيا وجارتها بولندا التي يدعمها الاتحاد الأوروبي.
ويتهم الاتحاد بيلاروسيا بإثارة أزمة هجرة عبر الحدود عبر تشجيع طالبي اللجوء على عبور الحدود بطريق غير مشروع، وهو ما نفته مينسك، وقالت إنها لا يمكن أن تساعد على حل الأزمة إلا إذا رفع الاتحاد عقوبات فرضها على بيلاروسيا في السابق.
ورحب مارغاريتيس شيناس نائب رئيسة المفوضية الأوروبية بالخطوة التركية، وقال شيناس -الذي يزور بيروت ضمن جولة في المنطقة يضغط عليها لوقف تدفق المهاجرين إلى مينسك- إن الرحلات الجوية من تركيا إلى بيلاروسيا يجب أن تنخفض إلى الصفر من 17 بعد قرار السلطات التركية.
وشكر رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشيل تركيا على قرارها الأخير، ويجري الاتحاد محادثات مع شركات طيران دولية -من بينها الخطوط التركية- لحثها على تعليق بيع تذاكر السفر ذهابا فقط إلى العاصمة البيلاروسية مينسك.
وقررت شركة الطيران البيلاروسية “بيل أفيا” وقف نقل مواطني العراق وسوريا واليمن على متن طائراتها القادمة من تركيا إلى بيلاروسيا.
وأضاف نائب رئيسة المفوضية الأوروبية -عقب اجتماعه اليوم مع الرئيس اللبناني ميشال عون في بيروت- إن جهود وقف تدفق المهاجرين المحتشدين عند الحدود بين بيلاروسيا والاتحاد الأوروبي تؤتي ثمارها، وبولندا عضو في الاتحاد وبالتالي فإن حدودها الشرقية مع بيلاروسيا هي جزء من حدود التكتل الأوروبي.
وأضاف المسؤول الأوروبي أنه سيسافر الاثنين إلى بغداد، على أن يسافر بعدها في وقت لاحق الأسبوع المقبل إلى أنقرة، ويعد لبنان من الدول التي يتوجه المهاجرون منها إلى بيلاروسيا للتواصل مع المهربين.
وأضاف شيناس أن الاتحاد الأوروبي يستعد لفرض حزمة خامسة مع العقوبات على بيلاروسيا، كما هددت المفوضية الأوروبية باتخاذ إجراءات ضد دول أو شركات طيران أخرى تسهم في الأزمة عبر نقل المهاجرين إلى بيلاروسيا.
ونشرت بولندا 15 ألف جندي على طول الحدود، وأقامت سياجا تعلوه الأسلاك الشائكة، ووافقت على بناء جدار على الحدود مع بيلاروسيا، وذكرت وكالة الأنباء البولندية أنه يوجد نحو 4 آلاف طالب لجوء على الحدود بين بولندا وبيلاروسيا، وحاول العديد منهم الاثنين الماضي عبور الحدود بين البلدين.
وأقامت السلطات الألمانية نقاط مراقبة على طول حدودها مع بولندا، تحسبا لتدفق اللاجئين، ونشرت برلين قوة إضافية بنحو 800 عنصر من حرس الحدود، بعد أن سجلت السلطات هناك وصول نحو ألفي لاجئ في الأسابيع القليلة الماضية.
وقالت الشرطة الألمانية اليوم إن أكثر من 100 مهاجر غير نظامي يصلون يوميا إلى ألمانيا قادمين من بيلاروسيا عبر بولندا، وأضافت أنه منذ بداية هذا الشهر سجلت نحو ألف و488 حالة دخول غير نظامي من بيلاروسيا على طول الحدود مع جارتها الغربية.
وقالت أوكرانيا (ليست عضوا في الاتحاد الأوروبي) إنها تنشر 8 آلاف و500 جندي إضافي وضباط شرطة في منطقة الحدود الشمالية الطويلة مع بيلاروسيا.
وزادت حالات تسلل طالبي اللجوء بين بولندا وبيلاروسيا منذ الصيف الماضي، وينحدر معظم المهاجرين من العراق، وأعداد كبيرة منهم تنحدر من سوريا وأفغانستان.
وذكرت وكالة الإعلام الروسية اليوم -نقلا عن حرس الحدود في بيلاروسيا- أن مجموعة مكونة من 100 مهاجر تتجه نحو مخيم مؤقت على الحدود مع بولندا.
وأعربت منظمة الصحة العالمية اليوم عن “قلقها البالغ” من الوضع الصحي لآلاف المهاجرين العالقين في بيلاروسيا، وحث المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية في أوروبا هانز كلوغ “جميع الدول على “حماية حق اللاجئين والمهاجرين في الحصول على مساعدات طبية.
ووفقا لبعثة فنية أرسلتها منظمة الصحة للحدود بين بيلاروسيا وليتوانيا، فإن 60% من المهاجرين يحتاجون إلى “شكل أو آخر” من أشكال الرعاية الطبية.
وقالت بيلاروسيا وروسيا اليوم إنهما تجريان تدريبات عسكرية مشتركة قرب حدود بيلاروسيا الغربية مع بولندا، وهي المنطقة التي تشهد أزمة هجرة.
وأوضحت وزارة الدفاع البيلاروسية أن كتيبة مشتركة من قوات مظلية من البلدين تجري تدريبات في غوسكي (غربي البلاد) نظرا “لتفاقم النشاط العسكري” قرب الحدود.
وأضافت أن طائرات روسية من طراز “إل-76” (L-76) ومروحيات عسكرية بيلاروسية تشارك في التدريبات.
وذكرت وزارة الدفاع الروسية -في بيان- أنها أرسلت قوات مظلية إلى بيلاروسيا للمشاركة في المناورات كجزء من “تحقق من جهوزية القتال المفاجئ”، مضيفة أن وحدات من المظليين ستنفذ إنزالا عملياتيا في منطقة غوسكي.
وقال الكرملين اليوم الجمعة إن رئيس بيلاروسيا ألكسندر لوكاشينكو لم يتشاور مع روسيا قبل أن يطرح احتمال قطع تدفق الغاز الطبيعي الروسي عن أوروبا، الذي يعبر من أراضي بيلاروسيا. وكان لوكاشينكو هدد أمس بالرد على أي عقوبات جديدة يفرضها الاتحاد الأوروبي على بلاده بسبب أزمة المهاجرين، وقال إن الرد قد يتضمن منع مرور الغاز الروسي والسلع عبر بلاده إلى الاتحاد الأوروبي.
وشدد المتحدث باسم الكرملين على أن بلاده دولة مصدرة للغاز الطبيعي يعول عليها وتفي بالتزاماتها، وروسيا من المصدرين الرئيسيين للغاز إلى أوروبا، لا سيما ألمانيا.
وقالت كامالا هاريس نائبة الرئيس الأميركي اليوم إن بلادها قلقة للغاية من الوضع على الحدود البيلاروسية البولندية، وقالت إن نظام الرئيس البيلاروسي لوكاشينكو يقوم بنشاط مثير للاضطرابات، وأضافت المسؤولة الأميركية أنها ناقشت هذه التطورات مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون؛ إذ تشارك هاريس اليوم في مؤتمر دولي حول ليبيا تحتضنه باريس.