خبير عسكري جزائري: كل الدلائل تؤكد تورط المغرب في مقتل السائقين الثلاثة
أكد الخبير العسكري الجزائري أكرم خريف لـ”القدس العربي” أن الجزائر تملك الدلائل المادية الدامغة التي تدين المغرب وتحملها المسؤولية عن مقتل السائقين الثلاثة بعد استهداف الشاحنتين على حدود الصحراء الغربية مع موريتانيا. واستبعد أن تقوم الجزائر بعمليات عسكرية ضد المغرب لكنه تحدث عن تعزيز عسكري في المنطقة وفرض أمر واقع يمكن من تأمين تام لحركة المرور في المنطقة.
وقال أكرم خريف وهو مدير موقع “مينا ديفونس”، المختص في الشؤون العسكرية والأمنية، أن الجزائر تملك “الدلائل المادية الدامغة منها ما رصدته أجهزة الرادار التابعة للجيش الجزائري وحتى التابعة للجيش الصحراوي، وبالتالي هي تملك الأدلة القاطعة ولهذا أخذت كل الوقت حتى تحرر البيان”، الذي أكدت من خلاله الرئاسة الجزائرية وقوع الحادث بعد ثلاثة أيام من ذلك.
وبخصوص الجدل القائم حول طريقة وقوع الحادث، في ظل حديث مسؤولين مغاربة لم يكشفوا عن هويتهم، أن الشاحنتين مرتا على حقل ألغام، قال أكرم خريف في حديث مع “القدس العربي” إن الصور والفيديوهات المنتشرة تبين أن الشاحنتين استهدفتا بذخيرة من نوع ” الذخائر الذكية الخفيفة light smart munitions” وهي صواريخ صغيرة مضادة للدروع ترمى من الطائرات بدون طيار أو طائرات الهيليكوبتر، لكن في هذه الحالة قذفت من طائرات بدون طيار”، مشيرا إلى عدم وجود أي حفرة أو شظايا في مكان الحادث ما ينفي ويلغي فرضية انفجار لغم أرضي، إلى جانب وجود دقة كبيرة في التسديد لأن الصواريخ استهدفت مقطورة الشاحنات في كلتا الحالتين.
أمام بخصوص مكان وقوع القصف، فيقول خريف إن الصور التي التقطت من طرف الأقمار الصناعية يوم 2 نوفمبر/تشرين الثاني، أي يوم بعد الحادثة، تبين بصفة قاطعة مكان الحادثة، حيث تتواجد على بعد 7 كيلومترات من بئر لحلو بالصحراء الغربية وتبعد عن الجدار الفاصل بحوالي 40 كيلومترا.
وبخصوص تأخر إعلان الجزائر عن وقوع عملية استهداف الشاحنات الجزائرية، يقول أكرم خريف إن السلطات الجزائرية “كانت تحقق في ملابسات الجريمة وتجمع المعطيات المادية والتقنية وما رصدته الرادارات وعمليات التنصت، وهذا أخذ وقتا”، مشيرا إلى أن الجزائر أخذت ثلاثة أيام كاملة حتى لا تعطي مجالا للخطأ في رد فعلها.
وعن السيناريوهات المتوقعة بخصوص العقاب الذي توعدت به الجزائر في بيان رئاسة الجمهورية، يستبعد أكرم خريف أن “تقوم طائرات جزائرية بقصف مدنيين عزل مغاربة وهو أمر مستحيل، ولا أتوقع عقابا عسكريا حربيا”. وتوقع أن تعزز الجزائر حضورها وستفرض الأمر الواقع في تلك المنطقة حتى تضمن عبور الجزائريين بسلام وأيضا الصحراويين.
وكان أكرم خريف قد نشر على موقعه “مينا ديفونس” تفاصيل عملية استهداف الشاحنتين الجزائريتين، حيث أوضح أن ثلاثة سائقين جزائريين هم حميدة بومدين، وأحمد شتام، ومحمد العرباوي من ورقلة، كانوا على متن شاحنتين من نوع “مان” مسجلتين في ورقلة واستأجرتا لعملية تصدير الأسمنت الأبيض إلى موريتانيا.
وبعد إفراغ الحمولة في نواكشوط عادت الشاحنتان فارغتين، مقطوراتهما غير مغطاة بالقماش المشمع وبلونهما الأبيض، ومقطورات صفراء دون أي علامة مميزة أو تدل على أي تهديد أو نقل أي بضائع ممنوعة، وعملية التصدير تمت بالطريقة القانونية المعهودة عبر الجمارك الجزائرية والموريتانية.
وحسب الموقع، فإن العملية وقعت يوم الفاتح نوفمبر في الساعة 13:30 على بعد نحو 7 كيلومترات غربي بلدة بئر لحلو الواقعة في الأراضي التي تسيطر عليها جبهة البوليساريو والتابعة للناحية العسكرية الخامسة لجيش التحرير الشعبي الصحراوي.
وبينت مقاطع فيديو وشهادات شهود عيان كانوا بالقرب من الشاحنتين، أن السائقين توقفا جنبا إلى جنب على بعد بضع عشرات من الأمتار شمال الطريق الرئيسي، بعد عطب أصاب إطار إحدى الشاحنتين، وكان سائق الشاحنة الثانية يقدم له المساعدة.
ويقول موقع “مينا ديفونس” إنه على أساس شهادات سائقي الشاحنات الجزائريين الذين يترددون على المكان، يوجد احتمال توجيه ضربة مدفعية مغربية، إلا أن الصحافي الصحراوي والجندي السابق المدعو حميدة، استبعد هذا الاحتمال بسبب بعد مواقع المدفعية المغربية التي تبعد حوالي خمسين كيلومترا عن المكان. ولعدم وجود فوهة ودقة تمكن من الحصول على دقة عالية كالتي عرفتها عملية قصف الشاحنتين. ونقل الموقع شهادات أشخاص شاهدوا طائرة بدون طيار واحدة على الأقل قادمة من اتجاه غربي وتحلق بشكل دائري في السماء، إلى جانب إفادة أخرى مصورة تؤكد وجود طائرة مسيرة وإطلاق صاروخين.
وخلص كاتب المقال إلى أن استهداف الشاحنتين بتلك الدقة يعود إلى تحديد الأهداف بوضوح، مبرزا أن إطلاق النار لم يتم إلا بعد تأكيد تصريح بإطلاق النار، وبالتالي دون علم على مستوى هرمي عالٍ، لذلك وبناءً على كل هذه المعطيات يقول أكرم خريف إنه من المحتمل أن يكون الهجوم قد نفذ عمدا.
تعليق جريدة العربي الأصيل:
كل الدلائل تشير أن ليس للمغرب أي مصلحة في قتل السائقين، وأعتقد أن من قام بهاذه العملية الإجرامية إما جبهة البوليساريو الإرهابية، أو الجيش الجزائري، لأنهم هم المستفادون من هذه العملية، وهدفهم إثارة الرأي العام ضد المغرب، وممكن أن تكون بدعم فرنسي أو اسباني للجزائر.