سياسيون تونسيين يرفضون محاولة الجامعة العربية تبييض انقلاب سعيّد
استنكر سياسيون تونسيون تصريحات لأحمد أبو الغيط، الأمين العام للجامعة العربية، اعتبروا أنه محاولة من الجامعة لمنح “غطاء شرعي” لتدابيره الاستثنائية التي عطلت المؤسسات التونسية، وقوبلت برفض واسع لدى المجتمع الدولي، في وقت تظاهر فيه المحامون التونسيون مطالبين بإطلاق النائب والمحامي سيف الدين مخلوف بعد تدهور حالته الصحية.
وقال أبو الغيط، في فيديو نشرته صفحة الرئاسة التونسية على فيسبوك: التقيت الرئيس قيس سعيد واستمعت لآرائه الإيجابية وشروحاته للوضع التونسي ورأيت فيه تصميماً وإنجازاً ورغبة قوية في استعادة الدولة الوطنية التونسية وإعطاء الشعب التونسي فرصة كاملة من أجل الحياة الكريمة والتطور الإنساني.
وعلق عبد الوهاب الهاني، رئيس حزب المجد، بقوله: للأسف، تصريح سطحي للأمين العام أبو الغيط ولغة خشبيَّة وتجاهل تام لمفردات “الديمقراطية” و”دولة القانون” و”حقوق الإنسان” في تصريحه المقتضب عقب مقابلة رئيس الدولة. غياب مُريب لأية إشارة للقضايا العربية والإقليمية ولا للقضية الفلسطينية قضية العرب الأولى بموجب قرارات الجامعة، ولا لدور تونس كرئيس مباشر للجامعة وكعضو عربي في مجلس الأمن الدُّولي، ولا لمطالب تونس الشرعية والمشروعة بالترفيع في مستوى تمثيلية الجامعة بتونس من مرتبة سفارة والارتقاء بها من جديد كمقر رئيس ثان ونيابة الأمانة العامة واستعادة منصب نائب الأمين العام كما كانت وما تمَّ الاتِّفاق مع مصر وباقي الدُّول العربيَّة في اتِّفاق الشَّرف عند مغادرة مقر الجامعة تونس باتجاه القاهرة، ولا لوضع ونشاط مؤسسات الجامعة المتواجدة في تونس وهي أكثر من نصف المُؤسَّسات الدَّائمة والوكالات المختصَّة لجامعة العَرَب، ولا للاستعدادات لنقل الرئاسة الدورية للجزائر الشقيقة في قمة الجزائر القادمة.
وأضاف: للأسف، زيارة لتأكيد تقوقع تونس وتراجعها الإقليمي وحصرها في زاوية الأزمة السياسية والبحث عن سند ضعيف من جامعة تزداد ضعفاً يوماً بعد يوم، وبالأخص نزع مكانتنا وأدوارنا ومسؤوليتنا الإقليمية والدولية، مهما كانت أوضاعنا الدَّاخليَّة.
وكتب رفيق عبد السلام القيادي في حركة النهضة: بعد الجهود الميدانية التي قامت بها عناصر المخابرات المصرية التي بعثها السيسي في الطائرات المصرية مع “المساعدات الصحية” لتنفيذ الانقلاب على الدستور والمؤسسات في تونس، أرسل السيسي مباشرة مبعوثه وزير خارجية مصر لتشجيع قرطاج على المضي قدماً في هذا المسار الانقلابي، والآن يرسل السيسي أمين عام الجامعة العربية أحمد أبو الغيط الذي كان وزير خارجية مصر في عهد مبارك، وهو عبارة عن موظف سام في الخارجية المصرية لا غير، من أجل منح الغطاء السياسي للجامعة العربية لرفض المطالب الدولية بعودة الحياة الديمقراطية وحكم المؤسسات في تونس.
وأضاف: ألم نقل لكم إن تونس أضحت أحد مخالب المحور المصري الخليجي في المغرب العربي، وهو المحور الذي وضع على رأس أولوياته تخريب الثورات العربية والعودة إلى مرحلة الحكم الدكتاتوري وقهر الشعوب العربية، مستغلين صعوبات التحول الديمقراطي في المنطقة.
هذا ما فعلوه في اليمن وليبيا وسوريا وغيرها، واليوم يصرون على نقل مشروعهم التخريبي إلى تونس. هم يكثرون من الحديث عن التضامن العربي وسيادة الدول ورفض التدخلات الخارجية، ليس دفاعاً عن المصالح العربية المشتركة ولا رغبة في التعاون العربي، بل من أجل إرجاع تونس إلى نادي الدكتاتوريات العربية، والتضامن في حماية التسلط والحكم الفردي المتخلف عن روح التاريخ والعصر.
وكتب الناشط السياسي الصغيّر شامخ: أحمد أبو الغيط الذي استقبله قيس سعيد وتوجه له ولجامعته الموصوفة بالعربية بالشكر والثناء، هو نفسه أبو الغيط الذي استقبل تسيبي ليفني، وزيرة خارجية إسرائيل السابقة، بالأحضان ومنعها من السقوط حين تعثّرت وهو نفسه أبو الغيط الذي توعد بـ”قطع رجل” المقاومة الفلسطينية. وهو نفسه أبو الغيط الذي رفض حتى مجرد إدانة التطبيع. أليس “التطبيع خيانة عظمى”؟ أليست الجامعة العربية “جثة هامدة”؟ ألم تكن فلسطين في أولى شعارات الثورة التونسية حاضرة؟ وحدها المحن توضح خرائط الفرز والاصطفافات وتفضح زيف الادعاءات والشعارات.
وكان أبو الغيط، عبر في وقت سابق عن “تأييده التام” للتدابير الاستثنائية للرئيس قيس سعيد، الذي وصفه بـ”المصلح” الذي يخدم الدولة الوطنية، معبراً عن رفضه نعت سعيد بالديكتاتور أو الانقلابي.
ونفذ عدد من المحامين وقفة احتجاجية في بهو المحكمة الابتدائية في العاصمة تنديداً بمحاكمة زميلهم النائب سيف الدين مخلوف أمام القضاء العسكري، مستنكرين محاولة عسكرة القضاء، كما حملوا الرئيس سعيد مسؤولية السلامة لمخلوف خاصة بعد تدهور حالته الصحية بسبب دخوله في إضراب جوع.
وأصدر المحاميان عبد الرؤوف العيادي والعميد عبد الرزاق الكيلاني بلاغاً كشفا فيه عن تدهور الحالة الصحية لمخلوف، مشيرين إلى أنه “بعد الاطلاع على التقارير الصحية تبيّن لهما تسجيل هبوط حاد في ضغط الدم لدى سيف الدين مخلوف مع فقدان واضح للوزن”، ودعوا إلى الإفراج عنه.
وعبر ائتلاف الكرامة، الذي ينتمي له مخلوف، عن “عميق قلقه وانشغاله وخوفه من تدهور الوضعية الصحية للنائب سيف الدين مخلوف الذي دخل في إضراب جوع منذ الرابع عشر من هذا الشهر”، محمّلاً مسؤولية أي تدهور لوضعيته الصحية لرئاسة الجمهورية وللقضاء العسكري.
وكتب النائب عن الائتلاف، زياد الهاشمي: المنقلب يأمر وزيرة العدل بالتنكيل بالأسير السياسي سيف الدين مخلوف في سجنه من خلال إعطاء تعليمات بتقليص عدد المحامين عند الزيارة وتحديد توقيت معين لها في خرق واضح للحقوق التي تنص عليها المعاهدات الدولية التي صادقت ووافق عليها تونس قبل الانقلاب.
فيما شككت رئيسة الحزب الدستوري الحر ورئيسة كتلته البرلمانية في نتائج الانتخابات الرئاسية والتشريعية السابقة، مشيرة إلى احتمال حدوث تزور في الانتخابات البرلمانية.
كما قالت إن الرئيس قيس سعيد دخل رسمياً في اللعبة السياسية وأصبح منافساً في الانتخابات التشريعية لكن بأساليب ملتوية وغير قانونية. وهو بصدد استعمال نزار الشعري، إعلامي مقرب من الرئيس، وشبكته التي كونها من نشاط منظمة تونيفيزيون للقيام بالحوار مع الشباب الذي تحدث عنه. وشبكة علاقات هذه الجمعية تقودنا إلى شقيق رئيس الجمهورية نوفل سعيّد وحميدة النيفر، القيادي السابق في حركة النهضة.