هذا ما يفعله المستوطنون اليهود في موسم حصاد الزيتون بالضفة الغربية
يلقي استمرار اعتداءات المستوطنين على الفلسطينيين في الضفة الغربية بظلاله على التطورات الإسرائيلية الداخلية، لاسيما بسبب الدعم الذي يحظون به من جيش الاحتلال وأجهزته الأمنية، فضلا عن الرعاية التي توفرها حكومة الاحتلال ومنظومته الحزبية.
يتزايد هذا التقدير الإسرائيلي مع ما شهده شهر تشرين الأول/ أكتوبر من اعتداءات غير عادية في الضفة الغربية، تمثلت بزيادة حدتها، وتوسعها في مختلف المدن الفلسطينية، واستهدافها لقطاعات متزايدة من الفلسطينيين، لاسيما المزارعين والفلاحين.
ران أدليست، الكاتب الإسرائيلي في صحيفة معاريف، ذكر في مقال لها أن “العديد من العائلات الفلسطينية التي تحصد الزيتون في مزارعها، تواجه بين حين وآخر هجمات من مستوطنين يرتدون “الكيباه” الخاصة بالمتدينين على تلك البساتين، ويصيحون عليهم، ويرفعون الأعلام الإسرائيلية”.
وأضاف أنه “في بعض الأحيان، يصل ضباط من الجيش يرتدون هم الكيباه أيضا، ويبلغون الفلسطينيين أصحاب الأرض الأصليين أنفسهم أنه غير مسموح لهم بالتواجد هنا، بل يصدرون تصاريح بعدم التواجد للعمل هنا، وفي غضون ذلك، يهاجم عشرات المستوطنين المزارعين الفلسطينيين في مدينة سلفيت المجاورة ممن يقومون بقطف الزيتون، ويسفر عن ذلك إصابة العديد من الفلسطينيين بجروح”.
تتزامن الاعتداءات الاستيطانية ضد الفلسطينيين مع قيام المستوطنين بتحطيم سياراتهم، ورش رذاذ الفلفل، وسرقة كروم الزيتون، وهو أمر اعتيادي ودوري يحصل في تشرين الأول/ أكتوبر من كل عام في الضفة الغربية، ما يشير إلى أننا أمام عدوان موسمي ينظمه المستوطنون في كل عام من خلال منع القرويين الفلسطينيين من قطف أشجار الزيتون، بما في ذلك اقتلاع وسرقة الأشجار.
مع العلم أن الضفة الغربية باتت تشهد حضورا بارزا وفاضحا للمستوطنين في الضفة الغربية، خاصة في مناطق الاحتكاك مع الفلسطينيين، وأفادت المنظمات الحقوقية وبيانات جهاز الأمن العام- الشاباك، بأنه منذ بداية موسم الحصاد في الموسم الحالي، تم توثيق 17 حادثة عنف من قبل المستوطنين ضد الفلسطينيين، بما في ذلك ثلاثة حوادث قطف من قبل مستوطنين، وخمس حوادث قطع أو حرق لأشجار الزيتون، وسبع حالات قطع فيها إسرائيليون أشجار زيتون لفلسطينيين، ومنعوهم من الوصول إلى أراضيهم.
في الوقت ذاته، تظهر أوساط أجهزة الأمن الإسرائيلية قلقا متزايدا من إمكانية أن تشمل اعتداءات المستوطنين جنود الاحتلال أنفسهم، في ظل الصدامات التي شهدتها مناطق مختلفة من الضفة الغربية، وصدور تحريض متواصل من قبل قادة المستوطنين ضد بعض ضباط الجيش الذين يحولون دون وقوع مزيد من الاعتداءات ضد الفلسطينيين، خشية من اندلاع أحداث دامية بين الجانبين.