الجيش اليمني يستعيد مواقع إستراتيجية في مأرب ويخسر 4 من كبار ضباطه
قال الجيش اليمني إنه استعاد مواقع عسكرية إستراتيجية جنوبي محافظة مأرب بعد معارك ضارية مع الحوثيين، لكنه فقد 4 من كبار ضباطه في معركة مأرب التي وصفها رئيس الحكومة معين عبد الملك بالمصيرية.
ونقلت موقع “سبتمبر نت” التابع للجيش -عن قيادي عسكري- أن أفراد الجيش نفذوا عملية عسكرية أمس الثلاثاء تمكن خلالها من استعادة مواقع إستراتيجية في جبهات جنوب محافظة مأرب النفطية، ويتعلق الأمر بأطراف مديريتي الجوبة وحريب.
وأضاف القيادي العسكري، الذي لم يكشف عن صفته واسمه، أن الحوثيين تكبدوا خسائر بشرية ومادية كبيرة في الأرواح والعتاد، كما استسلم عدد من أفراد الجماعة.
ويحاول الجيش وقبائل مأرب والتحالف منع الحوثيين، المسيطرين على السلطة في صنعاء، من الوصول إلى مدينة مأرب، آخر معاقل الحكومة المعترف بها دوليا شمال البلد، وذلك بعد أن سيطر الحوثيون السبت الماضي على مديرية العبدية الواقعة على بعد 100 كلم جنوب مأرب.
وقد أوقعت معارك مأرب منذ فبراير/شباط الماضي مئات القتلى من طرفي الصراع، وتسببت بنزوح أكثر من 55 ألف شخص من منازلهم منذ مطلع العام الحالي، وفق ما أعلنت المنظمة الدولية للهجرة التابعة للأمم المتحدة.
وفي سياق متصل، قال الجيش اليمني أمس إن جثامين العميد الركن مسعد الصيادي (رئيس عمليات اللواء 143 مشاة) والعميد الركن عبد الرقيب النقاش والعقيد علي الحجري والرائد وسيم شديوه، شيعت في مدينة مأرب.
وقد قضى الضباط الكبار الأربعة خلال معارك مأرب، ولم يذكر موقع “سبتمبر نت” التابع للجيش المكان الذي قتل فيه هؤلاء الضباط.
من ناحيته، قال رئيس الوزراء معين عبد الملك أمس إنه -وبتوجيهات من الرئيس عبد ربه منصور هادي- سيقدَّم كل الدعم والإمكانات “للانتصار في المعركة الوجودية التي تشهدها مأرب”. وأضاف -في اتصال هاتفي مع محافظ مأرب سلطان العرادة- أن الحكومة تدعم جهود السلطة المحلية للتعامل مع الوضع الإنساني، واحتياجات المدنيين والنازحين في توفير الغذاء والدواء والإيواء العاجل لهم.
هذا وقد ناشدت رئيسة بعثة المنظمة الدولية للهجرة باليمن كريستا روتنشتاينر المانحين تمويل عمليات إغاثة النازحين في هذا البلد، وقالت في مقابلة مع الجزيرة إن الحاجة الحقيقية هي إنهاء الصراع.
وما زال نحو 3.3 ملايين يمني بعداد النازحين، ويحتاج 24.1 مليونا، أي أكثر من ثلثي السكان، إلى المساعدة، وفق الأمم المتحدة التي أكدت مرارا أن اليمن يشهد أسوأ أزمة إنسانية حاليا.
وكان المنسق الأممي للشؤون الإنسانية باليمن ديفيد غريسلي قال إن 20 مليون شخص في اليمن بحاجة للمساعدة، وإن 5 ملايين يقفون على عتبة المجاعة. وأضاف أن الاقتصاد منهار، وأسعار الغذاء ارتفعت ويصعب توفير السلع.
يُذكر أن اليمن يشهد حربا منذ نحو 7 سنوات، أودت بحياة أكثر من 233 ألفا، وبات 80% من السكان، البالغ عددهم نحو 30 مليون نسمة، يعتمدون على الدعم والمساعدات.