الرئاسي الليبي يعتذر عن الأحداث ويصف المهاجرين بعابري السبيل المحتاجين
اعتذر المجلس الرئاسي الليبي عن “الأحداث المؤسفة” التي تعرض لها مهاجرون أثناء خروجهم من مركز إيواء قبل يومين، وقتل خلالها أشخاص وجرح آخرون.
ووصف موسى الكوني عضو المجلس هؤلاء المهاجرين بضيوف ليبيا وعابري السبيل المحتاجين.
لكن المجلس طالب الاتحاد الأوروبي بتحمل مسؤولياته الأخلاقية، بعدم إعادة المهاجرين من البحر إلى ليبيا؛ لأن الحد من الهجرة يجب أن يكون في الحدود الجنوبية، وليس في عرض البحر.
واتهمت العديد من منظمات الإغاثة السلطات الليبية بتصعيد حملتها العنيفة لقمع المهاجرين في البلاد، التي أدت إلى توقيف الآلاف ومقتل ما لا يقل عن 6 أشخاص.
وأمس الأحد، أعلن المجلس النرويجي للاجئين أن 6 مهاجرين قُتلوا نتيجة إطلاق النار عليهم بعد فرار المئات من مركز احتجاز رئيسي في العاصمة طرابلس أمس الأول الجمعة.
وحسب المنظمة، فإن هؤلاء القتلى كانوا من بين الآلاف الذين اعتقلتهم السلطات الليبية قبل أسبوع، في حملة قمع غير مسبوقة.
وأفادت جهات حقوقية بأن تلك الحملة الأمنية التي أطلقتها الحكومة الليبية بمنطقة قرقارش بالعاصمة طرابلس “لمكافحة المخدرات” تسببت في مقتل مهاجر وإصابة 15 آخرين واعتقال ما لا يقل عن 4 آلاف شخص، بينهم نساء وأطفال.
ويقول رئيس مؤسسة “يا بلادي” لحقوق الإنسان طارق لملوم إن المحتجزين يفوقون الآن 10 آلاف لاجئ، أكثرهم من النساء والأطفال والقاصرين، بالإضافة إلى 5 آلاف في حالة “فرار”.
ويقول لملوم إن ليبيا لا توجد بها مراكز احتجاز أساسا من أجل إيواء “البشر”، فكل المعسكرات أماكن عشوائية: مدارس أو مصانع قديمة أو معسكرات خاصة بالدولة أو أماكن نزاعات سابقة، ويتكدس فيها الرجال والنساء والأطفال، في فوضى عارمة وشح وسائل المعيشة.
وهذه الحادثة ليست الأولى من نوعها؛ ففي عام 2019 قام أحد المسؤولين عن مركز احتجاز أبو سليم بفتح الأبواب أمام اللاجئين وتركهم يغادرون؛ معللا تلك الخطوة بتأخر المفوضية السامية لشؤون اللاجئين في إتمام إجراءاتها، ونقص تقديم الاحتياجات لأكثر من 500 شخص، وخرجوا إلى الشوارع.
ويرجع المحلل السياسي فرج عطا الله الأزمة إلى تركيز الدول الأجنبية في تعاونها مع ليبيا على ما يخص صدّ المهاجرين عن العبور من ليبيا إلى سواحل أوروبا، من دون الاهتمام بمخاطر بقائهم في ليبيا، ويحذر من أن استمرار تدفق المهاجرين من الجنوب وبقاءهم قد يجران ليبيا إلى المحاكمات الدولية ومنح أهالي المتضررين تعويضات طائلة.
وتعدّ ليبيا نقطة عبور رئيسية لعشرات آلاف المهاجرين الذين يسعون كل عام إلى بلوغ أوروبا عبر السواحل الإيطالية، التي تبعد نحو 300 كيلومتر من سواحل ليبيا، ومعظمهم من مناطق أخرى في القارة السمراء.