أخبار عربيةالأخبارتونسخبر وتعليق

تصاعد الأصوات المطالبة بإنهاء الانقلاب.. والذي وصفهم سعيد بالمخمورين

قبل أيام هاجم الرئيس التونسي قيس سعيد “عشرات المخمورين” الذين تظاهروا أمام المسرح البلدي في العاصمة ضمن “مسرحية فاشلة مخرجها معروف”، لكن يبدو أن هذه “المسرحية” تحولت إلى واقع مع تضاعف أعداد المتظاهرين إلى بضعة آلاف، يمثلون مختلف أطياف المجتمع التونسي، فضلا عن تصاعد الدعوات المطالبة بعودة البرلمان للعمل وإنهاء التدابير الاستثنائية لسعيد والتي يرى المراقبون أن تضع مستقبل البلاد على المحك.

وكان سعيد هاجم اختار مدينة سيدي بوزيد (مهد الثورة) لإلقاء خطاب متشنج هاجم فيه خصومه، منتقدا عشرات “المخمورين” المشاركين في “مسرحية فاشلة” في شارع الثورة وسط العاصمة التونسية.

 

لكن يبدو أن خطاب سعيد -الذي يهدف للتقليل من شأن معارضيه- أعطى مفعولا عكسيا، إذ خرج آلاف المحتجين للتظاهر ضد قراراته وسط العاصمة، فيما تحدث نشطاء عن قيام السلطات بإغلاق جميع المنافذ المؤدية للعاصمة، في محاولة لمنع بقية المتظاهرين القادمين من مدن تونسية أخرى من دخول العاصمة، فضلا عن إغلاق جميع الشوارع الفرعية المؤدية لشارع الحبيب بورقيبة.

 

وخلال التظاهرات قام المحتجون بالتندر من عبارات مشهورة للرئيس سعيد على غرار “المتظاهرون المخمورون” و”الحمار أكل الدستور”، فضلا عن التنديد بقيام محتجين محسوبين على الرئيس بإحراق نسخ من الدستور.

 

وفي كلمة ألقاها وسط المتظاهرين، قال الخبير الدستوري جوهر بن مبارك “شكرا لكل مخمور بنبيذ الحرية خرج للدفاع عن الدستور التونسي”، متسائلا: من هو قيس سعيد لكي ينقلب على الدستور ونحن من وضعناه في السلطة؟

 

وأضاف في تدوينة على موقع فيسبوك: ايّ حكومة سيعلن عليها سعيّد هي حكومة غير قانونية وفاقدة للشرعية. وسنتعامل معها على هذا الأساس.

 

ودون الوزير السابق عبد اللطيف المكي: بعد تظاهرة الأمس الناجحة جدا، على أعضاء مجلس النواب التحرك سياسيا وقانونيا وميدانيا لتفعيل البرلمان وتجاوز سلبياته والتجرد من كل الحزازيات الحزبية دفاعا عن الدستور والديمقراطية.

 

وكتب النائب عبد اللطيف العلوي: الآن ونحن مخمورون بروعة ما حدث اليوم، هناك أربعة عناصر في رأيي يجب أن يقع الاشتغال عليها فورا كي لا نخسر هذا الزّخم المواطني العظيم: الأوّل: تحديد قيادة واضحة للحراك تؤطّره وتفكّر له في كلّ أسباب النّجاح (على أن تكون القيادة من غير الوجوه السياسيّة المحروقة)، والثّاني: تنويع التحرّكات وعدم الاقتصار على الوقفات أمام المسرح البلديّ، يجب المرور إلى الاعتصامات أو المسيرات الضّخمة في اتّجاه باردو أو القصبة أو قرطاج).

وأضاف: الثّالث: الاستعداد لحراك سياسيّ واجتماعيّ طويل قد يمتدّ لأسابيع أو لأشهر، لا بدّ من تهيئة النّاس لحراك استنزاف طويل الأمد كالّذي حدث في الجزائر لإسقاط بوتفليقة، ولا بدّ من الخروج به إلى كلّ الولايات وحتّى المعتمديّات. والرّابع: مجلس نوّاب الشّعب سلطة شرعيّة منتخبة، من واجبها اليوم أن تقف في وجه الانقلاب، وعلى الغنّوشي أن يقرأ اللّحظة السّياسيّة قراءة ذكيّة، ويدرك أنّ إصراره الآن على البقاء سيؤدّي شرطيّا إلى نجاح مخطّط التّجميد، يجب أن تكون هناك خيارات أخرى تسمح بتفكيك أزمة الرّئاسة في البرلمان وبالتّالي الذّهاب إلى خطوات برلمانيّة نضاليّة تستجيب لمتطلّبات الحراك ومآلات ما بعد الانقلاب.

 

ودون النائب الصافي سعيد: مصير الرئيس غير الشرعي في الميزان. أنه يتحدد في هذه اللحظات التاريخية. لا مكان للدكتاتورية في تونس بعد الآن. لقد اخترنا الديمقراطية ولن نقبل اَي اعتذار. الدستور ليس علفا للحمير وكل حمار يتجرأ على الدستور سنقطع ذيله.

 

تعليق جريدة العربي الأصيل:

 

إذا لم تجتثوا يا أهل تونس الدولة العميقة، والتي تحركها فرنسا والدول الكبرى، فإنكم لم ولن تفعلوا شيء، فقيس سعيد خيال مآته وضعته الدولة العميقة، وممكن ان تزيحه في أي وقت، إذا كانت المظاهرات قوية، فهو ليس مهم عندهم، وستأتي بخيال مآته جديد، وكأنك يا أبو زيد ما غزيت، وستعيشون بدوامه لا نهاية لها.

زر الذهاب إلى الأعلى