جريمة قتل أستاذ جامعي أردني من أصل فلسطيني في الجزائر
وقعت جريمة قتل بشعة، راح ضحيتها أستاذ جامعي من جنسية أردنية، وأصل فلسطيني، كان يُدرس الرياضيات لطلبة قسم البيولوجيا بجامعة وهران 2 بمنطقة بلقايد، وعثر على القتيل يوم الأحد ملقى على الأرض، وهو جثة هامدة مخضبة بالدماء ومطعون في صدره بسلاح أبيض، بعد اختفائه في ظروف غامضة.
وذكرت صحيفة الشروق الجزائرية أنه قبيل أيام معدودة فقط على بداية الدراسة الجامعية، فجعت جامعة وهران بهذا الرحيل المفزع للدكتور عبد الله مصطفى حسن عبد الله، أحد أقدم أساتذتها الذي درس فيها مقياس الرياضيات، وقبلها عائلته وأهله، الذين فارقهم المغدور البالغ من العمر 69 سنة دون وداع، مخلفا وراءه زوجة و4 أبناء. وكشفت الصحيفة أن الضحية وجد مقتولا على الطريق وفي مكان شبه معزول بجوار ورشة بناء بحي كناستيل، كما تبين أيضا تعرضه للسرقة بعد تجريده من مبلغ كان يحمله معه، وهو عبارة عن مصروف جيب، هاتفه النقال، ساعة يد، نظارات، وكل الوثائق التي كانت بحوزته، بما فيها وثائق الهوية.
وبحسب تصريحات زوجة الضحية، فإن هذا الأخير كان قد خرج من بيته بحي الصديقية في حدود التاسعة صباحا من تاريخ 18-09-2021، قاصدا حي كناستيل لتسوية إجراءات إدارية لصالح ابنه، إلا أن العائلة شعرت بعدها بالقلق عليه بسبب تأخر عودته إلى المنزل على غير العادة، خاصة أنه لم يرد على اتصال ابنته عند الثانية بعد الزوال، ثم أُغلق هاتفه تماما بعد الساعة الخامسة مساء، وبعد بحث عنه في المستشفيات، تم إيداع بلاغ رسمي عن اختفائه لدى مصالح الأمن. وأضافت الزوجة أنه بسبب عدم تلقي أسرته أي جديد، فقد لجأت إلى السفارة الأردنية بالجزائر لتكثيف إجراءات البحث عن زوجها المختفي، قبل أن يطلب منها الحضور إلى مقر الأمن الولائي لوهران، واتضح من خلال فحص البصمات وجود تطابق بين بصمات شخص مجهول الهوية كان قد تم العثور عليه مقتولا بعد يوم واحد من اختفائه وتلك الموجودة على نسخة قديمة من بطاقة تعريف زوجها، وفي النهاية تعرفت عليه على مستوى المشرحة بمستشفى إيسطو، ليقطع بذلك الشك باليقين، ويتأكد خبر وفاة الدكتور الفلسطيني عبد الله عبد الله في جريمة قتل مكتملة الأركان.
أما عن ملابسات الواقعة، فتشير حرم الدكتور إلى أن زوجها كان يحمل وهو في طريقه إلى مشواره المذكور ظرفا به وثائق تخص نجله، مرجحة من جانبها أن يكون ما بداخل هذا الأخير دافع الجناة للاعتداء عليه، لكنه في الواقع كان مجرد ملف ورقي يخص ابنه وكان بصدد تسوية إجراءات إدارية لصالحه.
وتناشد زوجة الفقيد كافة السلطات التدخل لكشف الملابسات الحقيقية لهذه الجريمة الشنعاء، والقبض على الفاعلين وأن تقتص لها العدالة الجزائرية منهم، مشيرة إلى أن زوجها كرس أكثر من 40 سنة من حياته في خدمة التعليم وتدريس الرياضيات بجامعات وهران، وهذا منذ قدومه إلى الجزائر في مطلع الثمانينات.