ارتفاع عدد ضحايا التفجير في مطار كابل إلى 170 قتيلا و200 جريح… وطالبان تبدأ حملة اعتقالات
أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية “البنتاغون”، أمس الجمعة، أنه على الرغم من صدور تقارير أولية تشير إلى عكس ذلك، لم يكن هناك سوى انفجار واحد هزّ محيط مطار كابول يوم الخميس وليس اثنان.
ونقلت وكالة بلومبرغ للأنباء أمس عن الميجور جنرال ويليام تايلور نائب مدير العمليات الإقليمية بالوزارة للصحافيين الجمعة، أن المسؤولين يعتقدون الآن أنه لم يكن هناك سوى تفجير انتحاري واحد، مضيفاً أن “الأحداث بالغة التطورات” مثل تلك التي وقعت يوم أمس الخميس، غالبا ما تؤدي إلى الإبلاغ عن بعض المعلومات الخاطئة.
وأفاد المتحدث باسم حركة طالبان ذبيح الله مجاهد، لوكالة “نوفوستي” أنه تم اعتقال العديد من الأشخاص على خلفية التفجيرات التي وقعت في مطار كابول. وأضاف المتحدث: “نعم، تم اعتقال عدة أشخاص”. وأشار إلى أنه من السابق لأوانه بعد الكشف عن أية تفاصيل حول الموضوع.
وشدد مجلس الأمن الدولي، أمس الجمعة في بيان، على أن الأعضاء شددوا على ضرورة محاسبة منفذي هذه الأعمال الإرهابية الإجرامية ومدبريها ومموليها وعرابيها، وإحالتهم الى القضاء”، مطالبين “جميع الدول بالتعاون على هذا الصعيد.
وأضاف أن “الاستهداف المتعمد للمدنيين والطواقم التي تساعد في إجلاء المدنيين هو فعل مشين وينبغي إدانته”، مكرراً “أهمية مكافحة الإرهاب في أفغانستان لضمان عدم استخدام (هذا البلد) لتهديد أو مهاجمة بلد” آخر. وتابع مجلس الأمن أن “أي مجموعة أو فرد أفغاني يجب ألا يدعم الإرهابيين الذين يتحركون في أي بلد كان.
وارتفعت، أمس الجمعة، حصيلة ضحايا التفجير إلى 170 قتيلاً و200 مصاب، وفق إعلام أمريكي.
ونقلت قناة “أيه بي سي نيوز” الأمريكية، عن مسؤول بوزارة الصحة الأفغانية، قوله إن هناك 170 قتيلاً تم تحديد هوية 38 منهم. وأضاف المسؤول الذي رفض الإفصاح عن هويته، أن بين القتلى الـ38 33 رجلاً وفتى، إضافة إلى 3 نساء وفتاة.
وتأتي تلك التصريحات بينما كشف مستشفى “وزير أكبر خان” في تقرير أرسله لمنظمة الصحة العالمية، أنه استقبل 145 جثة، دون تحديد جنسيات أصحابها،
فيما أفاد مستشفى الطوارئ في كابول أنه استقبل 16 قتيلاً، بحسب القناة الأمريكية.
في الأثناء، قال وزير الخارجية البريطاني دومينيك راب، الجمعة، إن بريطانيين وطفلاً لبريطاني ثالث قتلوا في الهجوم.
ويذكر أن الهجوم أسفر عن مقتل 13 جندياً أمريكياً.
وأكد مسؤول عسكري أمريكي، أمس الجمعة، أن نحو 5400 شخص لا يزالون في حرم مطار كابول ينتظرون إجلاءهم من أفغانستان.
وأوضح الجنرال هانك تايلور، خلال مؤتمر صحافي في مقر البنتاغون: “نحن قادرون على إجلاء أشخاص في طائرات عسكرية أمريكية تغادر أفغانستان حتى اللحظة الأخيرة”، وذلك مع دنو موعد 31 آب/أغسطس النهائي لسحب جميع الجنود الأجانب من أفغانستان.
وأكد المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية جون كيربي، في المؤتمر الصحافي نفسه، أن عمليات الإجلاء لا تزال تواجه تهديدات محددة وذات مصداقية.
وفي سياق عمليات الإجلاء، أعلن وزير الدفاع البريطاني بن والاس لقناة “سكاي نيوز” الجمعة أن عملية الإجلاء التي تقوم بها المملكة المتحدة ستنتهي خلال بضع ساعات.
وقال إن حوالى 14 ألف بريطاني وأفغاني تم إنقاذهم في المهمة البريطانية منذ منتصف آب/أغسطس، مع الاعتراف بالحقيقة المحزنة التي تفيد بأنه لا يمكن إجلاء الجميع.
وفي مقابلة مع إذاعة “أل بي سي” بعد ذلك، قال والاس إن بين 100 و150 من الرعايا البريطانيين، قد يبقون في أفغانستان وبعضهم اختاروا البقاء هناك.
وأشار إلى أن بين 800 و1100 أفغاني يمكن إجلاؤهم بموجب البرنامج المخصص للموظفين الأفغان الذين عملوا محليا لحساب المملكة المتحدة لم ينجحوا في ذلك.
وذكرت صحيفة “تايمز” أن وثائق تتضمن هويات سبعة أفغان ساعدوا المملكة المتحدة تُركت ملقاة على الأرض في مجمع السفارة البريطانية في كابول، بينما كان مقاتلون من طالبان يقومون بدوريات في المنطقة.
وعثر مراسل للصحيفة على الوثائق واتصل بالأرقام الواردة فيها واكتشف أن بعض الذين وردت أسماؤهم كانوا لا يزالون في أفغانستان في وقت سابق من هذا الأسبوع، لذلك قد يتعرضون لأعمال انتقامية.
وقال والاس للإذاعة نفسها إنه علم بهذا من مقال الصفحة الأولى و” من الواضح أنه ليس جيدا بدرجة كافية”. وأضاف: “اعتقد ان رئيس الوزراء سيطرح بعض الاسئلة”. وأشار والاس إلى أن الهجوم الإرهابي على مطار كابول “لم يسرّع” موعد رحيل البريطانيين. كما أعلنت كل من سويسرا وإيطاليا والسويد استكمال عمليات الإجلاء.
وفي الأثناء، قالت وزارة الخارجية الفرنسية، أمس الجمعة، إن فرنسا عقدت محادثات مع ممثلين عن حركة طالبان في الأيام الماضية في العاصمة الأفغانية كابول والعاصمة القطرية الدوحة لتسهيل عمليات الإجلاء الجارية من كابول. وكان سهيل شاهين المتحدث باسم طالبان قد قال على تويتر في وقت سابق إن وفدا فرنسيا التقى ممثلي الحركة في الدوحة الخميس لمناقشة الموقف على الأرض في أفغانستان. وكان ذلك أول اجتماع رسمي بين الجانبين منذ استيلاء طالبان على العاصمة في 15 أغسطس/ آب.
وذكرت وزارة الخارجية الفرنسية في بيان: الاتصالات المتعلقة بالعمليات حدثت بالفعل في الأيام الماضية مع ممثلين عن حركة طالبان في كابول وأيضا في الدوحة من أجل تسهيل عملياتنا الجارية للإجلاء.
وقال كليمنت بيون وزير الدولة الفرنسي للشؤون الأوروبية الجمعة إن عمليات الإجلاء الفرنسية قد تتواصل إلى ما بعد مساء الجمعة. وأجلت باريس حتى الآن أكثر من 2500 شخص.