دور قطر الذكي في تحقيق السلام بأفغانستان سيثير غيرة جيرانها وخاصة الإمارات
اعتبر خبير وباحث ألماني متابع لتطورات الأحداث في أفغانستان، أن الدور القطري الذكي والفعال في دعم جهود السلام في كابول، سيثير مستقبلاً حسد جيرانها، وتحديداً الإمارات التي قد تخرب جهود الوساطة التي تبذلها الدوحة.
وتحت عنوان بارز: “ماذا يعني استيلاء طالبان على السلطة في أفغانستان للعالم العربي الإسلامي؟”، يحاول خبير ألماني في تحليل استعرضه في إذاعة دولية، تحليل التطورات الحاصلة في المشهد الإقليمي.
وقيّم ستيفان ويدنر الباحث المتخصص في الشأن الإسلامي، الوضع الحاصل في أفغانستان لإذاعة “Deutschlandfunk Kultur” الألمانية.
وركز الخبير في تحليله على دور قطر المهم والذكي في أفغانستان، مشيراً إلى أنه سيثير غيرة جيرانها، مما قد يذكي حالة التنافس في الخليج، حيث لا يريد بعض الخليجيين للدوحة أن تكون مساويةً لهم في القوة أو أكثر أهمية منهم.
وكشف أنه بالنسبة للعالمين العربي والإسلامي، فإن وصول طالبان للسلطة هو “سيف ذو حدين”، مع إمكانيات حدوث تضارب المصالح الملموس مع بعض الدول.
مشيراً إلى أن بعض العواصم تنظر بعين الريبة لهذه التطورات الحاصلة في كابول، منطلقة من وجود اختلافات دينية وعرقية وأيديولوجية في بعض الحالات.
وركز الباحث المتخصص في الشأن الإسلامي وسبق أن أصدر دراسات في هذا المجال، أن قطر من المرجح أن تكون أحد المستفيدين من الوضع الجديد في أفغانستان، فهي من رعت واحتضنت المفاوضات، واستضافت الوفود الأفغانية والدولية، وكانت طرفاً محايداً ووسيطاً نزيهاً لمختلف الأطراف.
ويقول ويدنر إن الصراع على أفغانستان -على عكس التوقعات- لم يتطور إلى حرب أهلية صعبة مع انسحاب الولايات المتحدة وسيطرة طالبان، من دون تسجيل عنف في البلاد، وأرجع ذلك إلى المفاوضات التي أطلقتها قطر.
ويستطرد، أنه مع ذلك، يمكن أن يؤدي موقع قطر المتميز إلى مزيد من الاضطرابات في منطقة الخليج، ومن المرجح أن تراقب السعودية، وتحديداً الإمارات، المنافستان لقطر، التطورات عن كثب.
وكانت أبوظبي أعلنت مؤخراً استضافتها أشرف غني الرئيس الأفغاني السابق، محملاً بأموال كشفت مصادر أنها منهوبة من كابول.
وتنظر تلك المصادر بعين الريبة للموقف الإماراتي مستقبلاً من أي محاولة تبذل لإنهاء الصراع في أفغانستان، البلد المثخن بجراح عقود من الحروب والصراعات والأزمات.