السّخط يتصاعد ضد حزب الله الشيعي في لبنان
قالت صحيفة ‘‘لوفيغارو’’ الفرنسية، في عددها الصادر اليوم الاثنين، إن المواجهات الأخيرة بين ميليشا حزب الله وإسرائيل سلّطت الضوء على الهوة بين التيار الموالي لإيران والمجتمعات الأخرى.
وأضافت لوفيغارو: تعرّض مسلحين من حزب الله لهجوم بعد تنفيذ عملية ضد إسرائيل، يوم الجمعة، 6 أغسطس/ آب في قرية شويا الدرزية في جنوب لبنان، يعد مشهداً غير مسبوق. فبحسب الأمين العام للحزب حسن نصر الله، فإن الأمر يتعلق بالرد بطريقة ‘‘مناسبة ومتناسبة’’ على سلاح الجو الإسرائيلي، الذي قصف ‘‘مناطق مفتوحة’’ من الأراضي اللبنانية في اليوم السابق، في خطوة هي الأولى من نوعها منذ عام 2014. وبرر نصر الله ما حصل قائلاً: ‘ضربنا من هناك لأننا لم نتمكن من إصابة أهدافنا من نقطة أخرى.
وتقع القرية خارج منطقة عمليات اليونيفيل، وتواجه مزارع شبعا، المنطقة المتنازع عليها بين لبنان وسوريا وإسرائيل، والتي أطلق حزب الله باتجاهها وابل صواريخه. بعد ذلك، تمكن الطرفان المتحاربان من العودة إلى الوضع السابق، كما تشير لوفيغارو.
وكما هو الحال غالباً في لبنان، فسرعان ما تحولت المناوشات في شويا إلى حادث مجتمعي، مما أثار مخاوف من تكرار ‘‘أحداث عام 2008’’، عندما سيطر حزب الله على بيروت بالقوة. في ذلك الوقت، اشتبك مقاتلوه مع طوائف أخرى، وخاصة الدروز والسنة. هذه القضية حاضرة بشكل أكبر في الأذهان مع تزايد التوترات الطائفية، تقول ‘‘لوفيغارو’’، مذكِّرة بما حدث، في أوائل الشهر الجاري في بلدة خلدة عند مدخل الضاحية الجنوبية لبيروت، حيث قُتل ثلاثة أشخاص من حزب الله وأصيب آخرون في اشتباك مسلّح بين عناصر من قبيلة عربية سنية وأنصار الميليشيا الشيعية، خلال تشييع عنصر حزبي قتل على خلفية ثأر.
ومضت ‘‘لوفيغارو’’ إلى التأكيد أن حزب الله الموالي لإيران، تواجه بالفعل معارضة متزايدة من خصومه السياسيين، الذين يقودون حملة تشويه قبل الانتخابات التشريعية لعام 2022. وتنقل الصحيفة عن أمين قمورية من قناة ‘‘الجديد’’ التلفزيونية قوله: إن هذه التوترات تعكس أيضا قلق العديد من اللبنانيين الذين يشعرون على نحو متزايد بأنهم محتجزون كرهائن بين إيران والولايات المتحدة.
وأشارت ‘‘لوفيغارو’’ إلى أنه خلال إحياء ذكرى كارثة انفجار مرفأ بيروت، كانت هناك مطالبات بـ‘‘خروج إيران من لبنان’’، بينما هتف آخرون ‘‘حزب الله إرهابي!’’، وهم يمثلون شريحة من اللبنانيين، لم يعد حزب الله يجسد في نظرهم المقاومة ضد إسرائيل، بل يمثل جهاز الميليشيا الذي سيطر على الدولة اللبنانية ويمنع أي تغيير سياسي، كما تقول الصحيفة الفرنسية.