للهيمنة على سماء المستقبل.. تعرف على طائرة “ميوز” التركية
في نقلة نوعية لجهود تركيا نحو تطوير الصناعات الدفاعية العسكرية ضمن رؤيتها لعام 2023، كثفت شركة “بايكار” جهودها لتطوير مقاتلة جديدة تنتمي إلى الجيل السادس من المقاتلات الحربية لخوض الحروب والهيمنة على سماء المستقبل.
وكشفت الشركة التركية -عبر حسابها الرسمي على موقع تويتر- عن “التصميم المفاهيمي” لمشروع مسيَّرتها الجديدة “ميوز” (MİUS) من الجيل السادس، بعد الفيديو التمهيدي الذي نشرته الشركة في 17 يوليو/تموز الجاري، الذي قالت فيه إنها “تحمل هدية العيد، انتظروا في 20 يوليو/تموز”، ويُنتظر أن تحلق المقاتلة في الذكرى المئوية للجمهورية التركية عام 2023.
و”ميوز” اسم الطائرة الجديدة، وهو اختصار لـ(Combat Unmanned Aerial System)، الذي يعني “النظام الجوي المقاتل غير المأهول”.
وفي إطار سعيها للاعتماد على الذات والاستغناء عن الخارج في توريد السلاح، لعبت المسيرات المحلية -مثل بيرقدار وأقنجي- دورا بارزا في تعزيز مكانة تركيا العسكرية، بعد أن حققت نجاحا وسمعة كبيرة في العمليات العسكرية التي جرى استخدامها فيها.
ضربات إستراتيجية
وأصدرت شركة بايكار صورا للتصميم النظري، وتظهر المقاتلة الجديدة خلال طلعات جوية من سفينة تركية في البحر، حيث تأمل أن يتحول هذا التصميم إلى نظام طائرات مقاتلة نفاثة.
وسيتم تزويد الطائرة بمحرك توربوفان (Turbofan) من طراز “إيه آي 25” (AI25)، الذي طورته شركة (Ivchenko Progress) الأوكرانية.
وأدلى المدير الفني للشركة سلجوق بيرقدار -وهو مؤسس نظام طائرات “بيرقدار” المسيّرة وصهر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان- بتصريحات مهمة حول نظام “ميوز”.
وقال بيرقدار “يجري تطوير طائرات حربية من الجيل الخامس في جميع أنحاء العالم، وهي طائرات حربية مأهولة، ويقال إنه بعد الجيل الخامس ستبدأ الطائرات الحربية من دون طيار مهمتها، وبدأت دراساتنا المفاهيمية أيضا منذ وقت طويل، ولكن بعد صنع طائرة أقنجي بدأنا العمل على طائرتنا الحربية غير المأهولة من الجيل السادس، التي ستكون طائرة مقاتلة في المستقبل”.
وأكد بيرقدار أن العمل على نظام الطائرات المقاتلة التركية من دون طيار قد بدأ بالفعل، وسيتم استخدام “ميوز” في الضربات الإستراتيجية، والدعم الجوي القريب، وقمع وتدمير الدفاعات الجوية للعدو، ومهام الهجوم الصاروخي مع حمولات مختلفة، على حد قوله.
خصائص الطائرة
ووفقا لتقارير تركية وتصريحات سلجوق بيرقدار؛ فان طائرة “ميوز” تتميز بالخصائص التالية:
النماذج الأولية ستطير بسرعة أقل من سرعة الصوت، في حين ستتجاوز في المستقبل سرعة الصوت.
ستتمكن المقاتلة من الإقلاع بحمولة زنتها 1.5 طن من الذخيرة داخل جسمها وعلى جناحيها.
التحليق بسرعة 900 كيلومتر/ساعة لمدة 5 ساعات متواصلة على ارتفاع أقصى يبلغ 12 كيلومترا.
القدرة على التخفّي من الرادارات.
الجانب الأكثر أهمية الذي يميّزها من النماذج الأولية الأخرى التي طورتها دول أخرى، هو قدرتها على الهبوط والإقلاع من سفن هجوم من طراز (TCG Anadolu) المحلية.
من العناصر المهمة الأخرى في تصميم المقاتلة امتلاكها ذيولا أمامية أفقية وخلفية عمودية؛ الأمر الذي سيمتّعها بقدرات قوية على المناورة باستقلالية بفضل أجهزة كمبيوتر الذكاء الصناعي التي طورتها الشركة.
ستتمكن ميوز من القتال ضد الطائرات الحربية ذات السعة الأعلى، فضلا عن أنها ستفتح آفاقا جديدة في القتال الجوي عبر ما تملكه من مزايا القتال غير المأهول، والاستقلالية التي يوفرها لها الذكاء الصناعي والفاعلية من حيث التكلفة.
تطوير المقاتلة “ميوز” يأتي في خضم جهود تركيا نحو تطوير الصناعات الدفاعية العسكرية ضمن رؤيتها لعام 2023 (الصحافة التركية)
تنافس مقاتلات “إف-35”
وقال وزير الصناعة والتكنولوجيا التركي مصطفى وارانك خلال افتتاحه يوم الأربعاء معرض الكفاءة التكنولوجية؛ إن العالم سيُبدي اهتمامًا بطائرة ميوز التركية لا بمقاتلات إف-35، عندما تُعرض في السوق.
وأوضح وارانك أن تركيا من الدول القليلة التي استثمرت في تكنولوجيا الطائرات المسيرة، وأن العالم حاليا يتحدث عن تكنولوجيا المسيَّرات المحلية التي طورتها تركيا.
في حين قال رئيس الصناعات الدفاعية التركية إسماعيل دمير -في تصريح صحفي- إن الطائرات المسيرة التركية أدت دورا في غاية الأهمية، وعززت قدرات قوات الأمن في مكافحة الإرهاب، مضيفا أننا “اليوم سنعزز قوتنا أكثر، مبارك لكم، تابعوا العمل من دون توقف”.
وعلقت صحيفة “لوفيغارو” (Le Figaro) الفرنسية بأن تركيا أضحت خلال 15 عاما فقط واحدة من أبرز منتجي الطائرات المسيرة المسلحة في العالم، مؤكدة أنها أسهمت في ارتقاء تركيا في سوق الصناعات الدفاعية، لافتة إلى أنها أخذت تنافس نماذج المسيرات الأميركية، والإسرائيلية، والصينية، خلال 15 عاما فقط.
الجيل السادس
وفي هذا السياق، ذكر إسماعيل حقي نائب رئيس الاستخبارات العسكرية السابق في رئاسة الأركان التركية أن استخدام تركيا طائراتها المسيرة المحلية غيّر مجرى العمليات في سوريا وليبيا وأذربيجان، واستخدامها طائرة ميوز سيغير الكثير من الأحداث لمصلحة تركيا.
وأكد حقي أن “الطائرة الجديدة مع سابقاتها أقنجي وبيرقدار تستطيع حسم أي معركة، وستسهم بشكل كبير في القضاء نهائيا على حزب العمال الكردستاني والتنظيمات الإرهابية الأخرى”.
وأوضح الضابط المتقاعد أن “تركيا تستخدم في صناعتها العسكرية مواد خاما محلية في معظمها، وتخطط للاستغناء تماما عن استيراد المواد الخام في التصنيع”.
وقال الخبير حقي أن مقاتلات الجيل السادس تختلف بشكل رئيسي عن مقاتلات الجيل الخامس في أنه يمكنها العمل بلا حاجة إلى طيار لقيادتها، إلى جانب امتلاك الخصائص المتطورة نفسها التي تملكها المقاتلات الشبحية من الجيل الخامس، إلا أنها أسرع وأكثر قدرة على التخفي والمناورة القتالية، فضلا عن تكلفتها المنخفضة واستهلاكها وقودا أقل أثناء تحليقها.
ويتوقع أن تتمكن الطائرة الجديدة من العمل بتوافقية مع الطائرات المسيَّرة المسلحة الأخرى، والتحكم في طائرات “الدرونز الانتحارية”، فضلا عن توظيفها أنظمة الحرب الإلكترونية، ليس فقط لحماية نفسها، بل لمهاجمة الطائرات المعادية والتشويش عليها وإسقاطها.