بعد مقتل 117 شخصا بأعمال عنف.. جنوب أفريقيا تنشر 25 ألف جندي
حشدت جنوب أفريقيا 25 ألف جندي لقمع عمليات النهب والتخريب التي شهدتها البلاد، واستدعت كافة قواتها الاحتياطية البالغ قوامها 12 ألف جندي، في واحدة من أكبر عمليات نشر الجنود منذ نهاية حكم الأقلية البيضاء قبل أكثر من 30 عاما.
وبدأ 25 ألف جندي اتخاذ مواقعهم -أمس الخميس- للمساعدة في قمع أعمال شغب استمرت أسبوعا بسبب سجن الرئيس السابق جاكوب زوما. وقالت السلطات إن 117 شخصا على الأقل قتلوا في أعمال العنف.
وقالت الحكومة إن 10 آلاف جندي نزلوا إلى الشوارع صباح أمس في دوريات إلى جانب الشرطة، كما استدعت قوة الدفاع الوطني لجنوب أفريقيا كل قواتها الاحتياطية البالغ قوامها 12 ألف جندي.
وفي استعراض للقوة، سارت قافلة تضم 12 ناقلة جند مدرعة تقل الجنود إلى مقاطعة غوتنغ، أكثر مقاطعات البلاد اكتظاظا بالسكان، والتي تضم مدينة جوهانسبرغ، والعاصمة بريتوريا.
كما استخدمت حافلات وشاحنات وطائرات، وطائرات مروحية لنقل الجنود في إطار الانتشار الكبير للقوات إلى بؤر التوتر في مقاطعة غوتنغ، وكوازولو ناتال التي شهدت أعمال عنف.
وعمل الجنود والشرطة على إعادة فتح الطرق السريعة التي يُنقل الوقود والغذاء والسلع الأخرى عبرها إلى جميع أنحاء البلاد، ويتسبب إغلاقها في نقص في السلع الأساسية.
وفي وقت سابق، قالت شركة النقل المملوكة للدولة، إن خط السكك الحديدية المؤدي إلى موانئ المحيط الهندي الإستراتيجية في ديربان وريتشاردز باي، أُغلِق أيضًا بسبب الاضطرابات.
وينقل خط السكك الحديدية البالغ طوله 688 كيلومترا آلاف الأطنان من البضائع أسبوعيا إلى الموانئ، بما في ذلك المركبات وخام الذهب ووقود الطائرات والبنزين والقمح والحمضيات، ثم يتم شحن البضائع إلى أسواق آسيا وأوروبا والولايات المتحدة.
واندلعت الاضطرابات الأسبوع الماضي، بعد أن بدأ زوما يقضي حكما بالسجن لمدة 15 شهرا بتهمة ازدراء المحكمة لرفضه الامتثال لأمر المحكمة للإدلاء بشهادته في تحقيق تدعمه الدولة يحقق في مزاعم فساد عندما كان رئيسا من 2009 إلى 2018.
وتصاعدت الاحتجاجات في غوتنغ وكوازولو ناتال بسرعة، وشهدت تفشي النهب والسرقة في مناطق البلدات، على الرغم من أنها لم تنتشر إلى المقاطعات السبع الأخرى في جنوب أفريقيا، حيث وضعت الشرطة في حالة تأهب.
اعتقالات وتحقيقات
وساد الهدوء النسبي جوهانسبرغ -التي شهدت أعمال نهب وتخريب نهاية الأسبوع الماضي- بعدما اندلعت في بلاد الزولو، شرقي البلاد، عقب سجن الرئيس السابق جاكوب زوما، لكن ظل العديد من المتاجر مغلقة وقام بعض التجار والموظفين بتنظيف واجهات متاجرهم. كذلك، ظلت الشوارع مغلقة بحواجز متفحمة في حين تصاعد الدخان من هياكل سيارات محترقة.
وعلى النقيض من ذلك بدا الحال مضطربا أمس الخميس في كوازولو ناتال، مسقط رأس زوما، حيث تجددت الهجمات على مراكز التسوق واشتعلت النيران في العديد من المصانع والمستودعات بعد تعرضها لهجمات إحراق متعمد.
واكتشفت الشرطة أكثر من 10 آلاف طلقة ذخيرة في ديربان ليلة الأربعاء الماضي، وقال وزير الشرطة بيكي سيلي إنها تخص أشخاصا كانوا يحرضون على أعمال الشغب العنيفة في الإقليم.
وقالت السلطات إن الدوريات المسلحة جلبت الاستقرار إلى غوتنغ، حيث وقفت قوات الجيش في حراسة مركز مابونيا التجاري الكبير في سويتو، الذي كان أحد مراكز البيع بالتجزئة القليلة التي لم تتضرر بشدة خلال حالة الفوضى ولكنها ظلت مغلقة.
من جهته، قال وزير الرئاسة بالإنابة خومبودزو نتشافيني -في إفادة صحفية أمس الخميس- إن أكثر من ألفي و200 شخص اعتُقلوا بتهمة السرقة والتخريب وقتل 117 شخصا. وأوضحت الشرطة إن كثيرين تعرضوا للدهس حتى الموت في تدافع فوضوي عندما تعرضت المتاجر للنهب.
زيمبابوي تحذر اللصوص
وفي زيمبابوي المجاورة، أصدرت الشرطة أمس تحذيرا للأشخاص الذين يسرقون البضائع من جنوب أفريقيا. وقالت في بيان لها “مع وقوع الأحداث المؤسفة في جنوب أفريقيا، لن تتردد شرطة جمهورية زيمبابوي في اعتقال أي شخص تسلم سلعا مسروقة من جنوب أفريقيا أو كانت بحوزته هذه السلع”.
ونصحت الشرطة الناس بالحصول على إيصالات للتحقق من شراء البضائع، من الناحية القانونية، وقالت في بيانها “المجرم في جنوب أفريقيا مجرم في زيمبابوي”.