عاصمة الينابيع الحارة في تركيا تستعيد عافيتها
بدأت مراكز المياه المعدنية الحارة، الموجودة في ولاية يالوفا التركية (شمال غرب)، باستقبال الزوار المحليين والأجانب، في إطار مرحلة التطبيع التدريجي للحياة الاجتماعية والاقتصادية اعتبارًا من 1 يوليو/ تموز الجاري، على خلفية انخفاض أعداد الاصابات بفيروس كورونا واستمرار عمليات التطعيم بكثافة.
وخلال السنوات الماضية، ازداد اهتمام السياح المحليين والأجانب بينابيع المياه المعدنية الحارة، الموجودة في ولاية يالوفا التركية، التي تضم أهم المراكز السياحية من هذا النوع في البلاد.
وما تزال تلك الينابيع (الحَمّة) التي ظهرت في يالوفا نتيجة زلزال كبير حدث عام 2000 قبل الميلاد، ومراكز العلاج والحمامات التي أقامتها مختلف الحضارات في المنطقة، تجذب السياح المحليين والأجانب.
ويتوافد إلى يالوفا كل عام مئات الآلاف من الأشخاص الذين يعانون من أمراض مختلفة أهمها: الروماتيزم، والتمثيل الغذائي، وأمراض في الجهاز الهضمي، والكبد، والمرارة، والكلى والمسالك البولية، والعظام، والجلد، والأمراض النفسية، وأمراض النساء والاضطرابات الوظيفية، من أجل الاستشفاء في منتجعات ينابيع المياه المعدنية الحارة.
ويستمتع السياح القادمون إلى منطقة ترمال (Termal) في يالوفا للاستشفاء والراحة، بالمياه المعدنية الساخنة، حيث تشكل المنطقة مكانا مميزا لقضاء الإجازات الأسبوعية أو الفصلية.
وتشتهر منطقة “ترمال” منذ العصر الروماني، بينابيعها المعدنية التي تتراوح حرارة مياهها بين 55 ـ 65 درجة مئوية، وقد أقيمت في المنطقة خلال العهد العثماني حمامات تقدم خدمات الاستشفاء بالمياه المعدنية للزوار.
وبدأت مراكز الاستشفاء والمياه المعدنية الحارة في يالوفا، الحائزة على “شهادة السياحة الآمنة” من السلطات التركية المعنية، باستقبال الزوار المحليين والأجانب اعتبارًا من 1 يوليو/ تموز الجاري، في إطار عملية العودة التدريجية للحياة الطبيعية الاجتماعية والاقتصادية.
وفي إطار عملية العودة تقوم مراكز الاستشفاء بتقديم خدمات المطاعم والمسابح الخارجية والمسابح الحارة والحمامات التركية والساونا والصالات الرياضية والسينما، لزوارها المحليين والأجانب، في مناطق محدودة مع مواصلة الالتزام بقواعد التباعد الاجتماعي وإجراءات التعقيم.
وقال أوميد كوربوز أوغلو، نائب مدير منتجعات يالوفا للمياه المعدنية الحارّة التابعة لوزارة الصحة التركية، إن مراكز الاستشفاء والمياه المعدنية الحارة في يالوفا، بدأت منذ مطلع الشهر الجاري باستقبال الزوار المحليين والأجانب.
وأضاف كوربوز أوغلو، في حديث مع الأناضول، أن مراكز الاستشفاء في يالوفا، قادرة على تقديم خدمات مختلفة لزوارها المحليين والأجانب في منتجعاتها، مثل المطاعم والمسابح الخارجية والمسابح الحارة والحمامات التركية والساونا والصالات الرياضية والسينما.
وأشار الى أن استقبال السياح يجري في إطار العودة إلى الحياة الطبيعية، مع مواصلة الالتزام بقواعد التباعد الاجتماعي وإجراءات التعقيم وارتداء الكمامات الطبية وقياس درجة حرارة الزوار المحليين والأجانب.
ولفت الى أن منتجعات يالوفا للمياه المعدنية الحارّة التابعة لوزارة الصحة التركية، تتلقى منذ أيام حجوزات مكثفة من داخل وخارج البلاد، معربًا عن توقعه في أن تكون نسبة الإشغال عالية في الفترة المقبلة.
بدوره، أعرب مصطفى هوغول، مدير أحد مراكز الاستشفاء في يالوفا، عن سعادته بالعودة التدريجية إلى الحياة الطبيعية، لأنها تفسح المجال أمام المنشآت السياحية في المنطقة بفتح الوحدات المغلقة مثل دور السينما والمسابح الحرارية والصالات الرياضية.
وأكد هوغول، للأناضول، أن العودة إلى الحياة الطبيعية سيكون لها تأثير إيجابي على الحجوزات القصيرة والطويلة التي يجريها الزوار المحليين والأجانب.
وذكر هوغول أيضًا أن هناك زيادة بنسبة 10 في المئة في الحجوزات هذا العام مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، لكن من المتوقع أن يرتفع المعدل أعلى بكثير اعتبارًا من منتصف يوليو/ تموز الجاري.