موجة الحر بكندا.. تحذير لباقي الدول فالعديد من المناطق لن تعود صالحة لعيش
من دون جهد عالمي فوري لمكافحة حالة الطوارئ المناخية، ستستمر المناطق غير الصالحة للسكن على الأرض في التزايد، هذا ما لخص به الكاتب وعالم المناخ سيمون لويس مقالا له، علق فيه على موجة الحر الحالية بكندا.
ونبه الكاتب في بداية تعليقه بصحيفة “غارديان” (The Guardian) إلى أن أزمة المناخ تعني أن الصيف سيكون وقت حرارة متزايدة الخطورة، وهو ما بينته هذا الأسبوع درجات الحرارة التي لم يسبق لها مثيل في شمال غربي المحيط الهادي، إذ وصلت 47.9 درجة مئوية في كولومبيا البريطانية بكندا، وهو ما يذكر بالحرارة في الصحراء الكبرى، وقد أدت هذه الموجة من الحر إلى موت العشرات نتيجة الإجهاد الحراري، مع “التواء الطرق وانصهار كابلات الكهرباء”.
ولفت الكاتب -الأستاذ بجامعتي يونفرسيتي كولدج أوف لندن، وليدز- إلى أن 5 دول في الشرق الأوسط شهدت موجة حر أخرى في وقت سابق من شهر يونيو/حزيران 2021، إذ تجاوزت درجات الحرارة هناك 50 درجة مئوية.
كما ذكر أن باكستان الأخرى عانت من موجة الحرارة الشديدة الحالية، حيث تحدثت الأنباء عن فقد 20 طفلاً -في فصل دراسي واحد- الوعي، واحتاجوا إلى العلاج في المستشفى بسبب الإجهاد الحراري، لكنهم -ولحسن الحظ- نجوا جميعًا.
ولئن كانت موجات الحر الشديدة ستتسبب في كثير من مناطق العالم في مشاكل كبيرة، بما في ذلك تعطيل الاقتصاد وانتشار الوفيات، خاصة بين صغار وكبار السن، فإن ما يعتبره الكاتب “مرعبا حقا” هو ما يتوقع أن يحدث في أماكن مثلا في الشرق الأوسط وآسيا، إذ ستؤدي الحرارة الشديدة إلى تحويل بعض تلك المناطق إلى مناطق لا يمكن للكائن البشري أن يحيا فيها.
وأضاف أنه نظرًا لكون تغير المناخ يؤدي إلى ارتفاع درجات الحرارة، فمن المتوقع أن تستمر موجات الحر ودرجات الحرارة، التي لا يمكن للإنسان أن يعيش فيها، لفترة أطول وأن تحدث في مناطق أوسع وفي مواقع جديدة، بما في ذلك أجزاء من أفريقيا وجنوب شرقي الولايات المتحدة، على مدى العقود القادمة.
وعمّا يمكن للحكومات والشركات والمواطنين فعله للتصدي لهذه الظاهرة، يرى الكاتب أنه على الجميع أولاً، أن يعملوا على خفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون إلى النصف خلال هذا العقد، ثم بذل كل الجهود للوصول إلى “صفر انبعاثات” بحلول عام 2050.
وثانيًا، عليهم -حسب رأيه- الاستعداد لموجات الحر الحتمية في المستقبل، عبر التخطيط للصحة العامة في حالات الطوارئ الأولوية بإنشاء قاعدة بيانات تشمل المعلومات الأساسية للأشخاص، لنقل المعرضين منهم للخطر إلى مواقع مكيفة الهواء، وكذلك تدريب الناس على إدراك مخاطر هذه الموجات.
كما يجب، وفقا للكاتب، أن تأخذ الخطط في الاعتبار حقيقة أن موجات الحر تزيد من التفاوتات الهيكلية، إذ عادة تكون في الأحياء الفقيرة مساحات خضراء أقل، وبالتالي ترتفع درجة حرارتها بشكل أكبر، كما أن العمال الذين يشتغلون في الهواء الطلق ويتقاضون رواتب منخفضة -في كثير من الأحيان- معرضون للخطر بشكل خاص في مثل هذه الظاهرة القاسية.
أما الأثرياء، فإنهم يشترون عادة معدات تبريد بأسعار مرتفعة بمجرد أن تبدأ الموجة الحارة، ولديهم العديد من الخيارات للفرار، مما يؤكد أهمية التخطيط للصحة العامة.
واختتم الكاتب أنه ينبغي كذلك إلى جانب إدارة الأزمات، أن تقوم الحكومات بالاستثمار في جعل البلدان تتكيف مع الظروف المناخية الجديدة، بما في ذلك المتطرفة منها.