تلميع السياحة الشيعية.. جدل في الأردن وتذكيرٌ للملك بالهلال الخطير والهاوية الإيرانية
كانت رسالة سياسية ودينية بامتياز ألهبت النقاشات في الأردن، خصوصا على منصات التواصل الاجتماعي، والعنوان الأعرض هو إنعاش مشروع السياحة الدينية فجأة في الأردن، وعملية التلميع كما سُميّت لمقامات وأضرحة الصحابة في بلدتي مؤتة والمزار جنوبي المملكة.
الرسالة وجهها على الأرجح للملك عبد الله الثاني شخصيا رجل دين بارز، وتميزت بأن صاحبها امتنع عن التوقيع عليها باسمه الصحيح ليس خوفا كما قال، ولكن لأننا ذقنا من وزارة الأوقاف ما يكفينا فكففنا أسماءنا.
طافت تلك الرسالة المثيرة بشكل أفقي عبر منصات التواصل والإعلام الإلكتروني، وتداولها آلاف الأردنيين بكثافة عبر مجموعات وصفحات التواصل، وفيها تحذير شديد من ثلاثة مسائل: هي دعوة وزير الأوقاف إلى زيارة مقامات الصحابة في الجنوب، وما وصفته الرسالة بتحسين وتلميع صورة الشيعة بصيغة دخيلة على الأردنيين عبر قناة المملكة التي تشرف عليها السلطات الرسمية.
تحدثت الرسالة عن “بلد يسير إلى الهاوية” بسبب تصرفات المستشارية الدينية للقصر، وحذرت مما نقلته فضائية المملكة عن تحويل الأضرحة إلى مقصد سياحي لمختلف الطوائف الدينية وخاصة لشيعة العراق وإيران وسوريا ولبنان.
الأهم أن تلك الرسالة حاولت تذكير الملك عبد الله الثاني بمخاطر الهلال الشيعي الذي سبق أن حذّر منه.
تلك الرسالة غامضة المصدر هي جزء من حوار عاصف في المشهد السياسي الأردني اشتعل فجأة على هامش قمة بغداد الثلاثية التي عقدت يوم الأحد، وتخلل كواليسها أنباء سبق أن أشارت لها “القدس العربي” في تقرير خاص عن مشروع للربط الديني بين الأزهر والنجف والرعاية الهاشمية للقدس.
ويبدو أن حدة الحوار والتحذيرات زادت، واشتعل النقاش عبر مواقع التواصل إثر زيارة قام بها للمقامات في مدينة الكرك جنوبي البلاد الملك عبد الله الثاني، قبل يوم تقريبا من سفره إلى بغداد لحضور القمة الثلاثية.
المعارضة موجودة لمشروع السياحة الدينية الشيعية، والتركيز الإعلامي واضح على مقامات مدينة الكرك، والنقاشات عبر المنصات ترحب بالحجاج الإيرانيين ما دام الترحيب قد سبق بسنوات للسياح الإسرائيليين كما أشار على صفحته التواصلية الناشط وليد بدر.
وكان أحد أعضاء لجنة الحوار الملكي قد صرح علنا بأن استقطاب الحجاج الايرانيين أشبه بالنفط، فيما صدرت أصوات كثيرة ترحب بالسياحة الدينية الشيعية، وأخرى تحذر منها وبكثافة.
ويبدو أن الجدل حول الموضوع زاد بعدما رصد وزير الأوقاف محمد الخلايلة وهو يدعو الأردنيين لزيارة المقامات، فيما كان عضو اللجنة الملكية زيد النابلسي يعتبر أن تدفق الحجاج الايرانيين على الجنوب الأردني يوازي اكتشاف النفط.