خلافات في حزب “السعادة” التركي.. ماذا سيكسب حزب العدالة والتنمية؟
يشهد حزب السعادة، خلافات برزت على السطح، بعد تصريحات أطلقها رئيس المجلس الاستشاري الأعلى للحزب أوغوزخان أصل تورك، بشأن التحالف مع “تحالف الجمهور” الذي يضم حزبي العدالة والتنمية الحاكم، والحركة القومية.
وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، مع بداية العام الجاري، أجرى زيارات عدة لأصل تورك، فيما رأى مقربون بأنه مسعى من الرئيس التركي لاستقطاب حزب السعادة إلى تحالفه.
التطور اللافت، هو ما صرح به أصل تورك عبر حسابه في “تويتر”، بـ53 تغريدة انتقد فيها رئيس الحزب تمل كارامولا أوغلو، بسبب تحالفه مع أحزاب المعارضة.
وبدأ أصل تورك تغريداته بالقول: هدفنا هو خلق عالم يمكننا أن نعيش فيه بسلام”، مضيفا: “ونظرا لأهمية وقيمة الهدف الذي نسعى لتحقيقه، نحن بحاجة لأن نكون متسامحين ومجمعين ومرشدين.
وتحدث أصل تورك، في تغريداته عن الأخوة بعيدا عن تأثيرات السياسة السلبية، والتسامح مستشهدا في ذلك بآيات قرآنية وبعض الأحاديث والأقوال المأثورة.
تغريدات أصل تورك، حملت الرؤية التي يتبناها “ميللي غوروش” أو “الرؤية الوطنية” التي أسسها رئيس الوزراء التركي السابق نجم الدين أربكان.
وانتقد المسؤول التركي، موقف حزبه القائم على المعارضة المتواصلة للحكومة التركية التي يشكلها حزب العدالة والتنمية، ما أدى إلى تراجع المؤيدين لحزب السعادة بشكل كبير، قائلا: بسبب تقلص هذا الدعم، لم نتمكن من الحصول على مقاعد في البرلمان أو ممثلين من المدن التي حصلنا على أصوات كافية فيها رغم عدم تطبيق العتبة الانتخابية نتيجة التحالف الانتخابي.
وتابع: ولكي ينجح حزب سياسي، يجب أن يخدم الحقائق التي يؤمن بها. وعليه، يجب أن يكون هدفنا الأساسي هو محاولة توجيه المجتمع إلى القيم الأخلاقية والروحية، مضيفا: سنأخذ بعين الاعتبار أيضا الاحتياجات المادية للمجتمع. ولكن يجب التجنب من جعل الحزب يبدو وكأنه حزب يحاول فقط إشباع المجتمع، وأهم ما يميز ميللي غوروش عن الحركات الأخرى أنه يولي الاهتمام لالتزامه بالقيم الأخلاقية والروحية.
وأضاف: إذا لم ننتبه لذلك، كما يقول معلمنا أربكان، فسنصبح أولا مثل الأحزاب الأخرى، ثم نختفي، يجب ألا ننسى أن أولئك الذين يصوتون لنا ليسوا أولئك الذين يأتون إلينا للحصول على فرص مادية، بل الذين يحترمون معتقداتنا.
وقال: بالقرارات التي سنتخذها في المؤتمر العام القادم، سيصبح حزب السعادة قادرا على الدفاع عن قيمه التي تأسس عليها.
وتابع قائلا: إذا رأينا خطأ أو تقصيرا ممن حولنا (قاصدا الحكومة)، فنحن نرى أنه من واجبنا تصحيح هذا الخطأ، وإذا اكتفينا بالانتقاد باستخدام لغة اتهامية، فلن يكون لخطابنا تأثير إيجابي على الداعمين، ويدفعهم للابتعاد عنا، واستطلاعات الرأي الأخيرة، أظهرت انخفاضا في الداعمين لنا بسبب الخطاب الذي نتبناه.
وأضاف: أمامنا انتخابات عامة لا نعرف موعدها بعد، ومن أجل النجاح بها يجب اتخاذ التدابير اللازمة وفقا لهذه الشروط، من خلال دراسة الظروف التي تمر بها البلاد.
وأشار إلى أنه وفقا لاستطلاعات الرأي، عندما يسأل لماذا لا تصوت لصالح حزب السعادة، يجيب الشباب بأنهم لم يسمعوا بأن الحزب يدافع عن معتقداتهم، وأنه مثله مثل الآخرين تقتصر مهامه على انتقاد السلطات فقط، لافتا إلى دراسات أجريت من جمعية شباب الأناضول بهذا الشأن ويتعين على الحزب بعد مؤتمره القادم أن يهتم بذلك.
وأكد أنه مع المؤتمر القادم سيتم تشكيل فريق عمل، يتناسب مع الظروف الاجتماعية والسياسية التي تعيشها البلاد، لافتا إلى أنه من أجل حزب سعادة قوي، واستقطاب الشباب وكسبهم في “مللي غوروش”، سيتم إعداد قائمة بإشرافه وعرضها على رئاسة المؤتمر.
تصريحات أصل تورك، دفعت برئيس الحزب كارامولا أوغلو، للرد عليها، مشيرا إلى أنه سيبحث معه ما صرح به، وأن ما تحدث عنه يعبر عن رأيه فقط.
وقال كارامولا أوغلو: أنا مصمم على عدم الانخراط العلني بشأن قضايا الحزب الداخلية، وسألتقي بالسيد أوغوزخان، ونحن كحزب السعادة نسعى جاهدين لتحقيق إرث معلمنا أربكان.
الكاتب التركي عبد القادر سيلفي، قال إن أصل تورك ضغط على الزر للبدء بعملية تغيير داخل حزب السعادة، وهو لا يهدف لإحداث تغيير فقط في إدارة الحزب بل يخطط لتغيير جذري.
وأضاف في مقال على صحيفة “حرييت”، أن الهدف هو تغيير النمط السياسي ومفهوم الخدمة التي تهيمن على حزب السعادة، ووضعيته في “تحالف الأمة” الذي تحول فيه إلى داعم لحزب الشعب الجمهوري.
وأشار إلى أن أصل تورك بدأ حملة التغيير داخل حزب السعادة بتغريداته على “تويتر”، لافتا إلى أنه يستخدم لقب زعيم “مللي غوروش” منذ فترة، إلى جانب الزيارات التي تجريها المنظمة له.
وأكد أن الاجتماع القادم بين أصل تورك، وكارامولا أوغلو، سيحدد شكل العملية المقبلة، ولا يمكن لحزب السعادة أن يبقى على وضعه القديم.
وأضاف أن السيد أوغوزخان والذي يمكن اعتباره بأنه الاسم الثاني لـ”ميللي غوروش” بعد أربكان، وجه تحذيرا مهما للغاية لحزب السعادة، لا سيما في مسألتي عدم دعم الشباب للحزب الذي ينتقد الحكومة فقط وخطاباته.
وتابع، بأنه وجه انتقادات عميقة للغاية، وقارن ما بين أسلوب زعيم الرؤية الوطنية أربكان، بذلك السائد حاليا في حزب السعادة، لافتا إلى أن أربكان كان يجذب الناس إليه بقلوبهم وعقولهم.
وكان مراقبون أتراك، تحدثوا سابقا، عن أن هناك انزعاجا كبيرا من قواعد حزب السعادة، بالتواجد على نفس الجانب مع حزب الشعب الجمهوري، والشعوب الديمقراطي الكردي.
وقالت هاندا فرات، في مقال سابق على صحيفة “حرييت”، إن هناك وجهة نظر داخل حزب السعادة ترى أن الفرصة قد حانت للانضمام لتحالف الجمهور، للحفاظ على الحزب من جهة، وعدم الضياع بين أحزاب جديدة مثل “المستقبل” الذي يقوده أحمد داود أوغلو، و”الديمقراطية والتقدم” الذي يقوده علي باباجان، واللذين يتحدثان باللغة ذاتها.
ويتمتع أوغوزخان أصل تورك بثقل أكبر من منصبه رئيسا للمجلس الاستشاري الأعلى لحزب السعادة؛ فبعد وفاة نجم الدين أربكان تولى منصب “القائد الروحي” لـ”ميللي غوروش” (الرؤية الوطنية).
تعليق جريدة العربي الأصيل:
حزب السعادة التركي نسخة كربونية من حزب النور السلفي المصري، ولكنة اقل قذارة منه، ورئيس حزب السعادة التركي وأعضائه اقل قذارة من رئيس حزب النور، فحزب النور المصري لا يضاهيه قذارة إلا الشيطان نفسه.