بعد معركة قضائية دامت 20 عاماً.. هدم كنيسة صربية في البوسنة
بدأت السلطات البوسنية السبت، أعمال هدم كنيسة أرثوذكسية صربية شُيّدَت بشكل غير قانوني على أرض مملوكة لسيدة بوسنية مسلمة في أعقاب الحرب الأهلية (1992-1995)، بعد معركة قانونية استمرت 20 عاما أدت إلى وصول القضية إلى المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان.
وفي وقت مبكّر السبت، بدأ العمال هدم كنيسة فاتا أورلوفيتش، الواقعة بقرية كونيفيتش بولي، مستخدمين أدوات البناء، كما أنزلوا الجرس المعلق فوق برجها.
وتأتي أعمال الهدم بعد أكثر من عام ونصف عام من صدور أمر المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان بهدم الكنيسة المقامة على قطعة أرض مملوكة لمسلمين أُجبِرُوا على الفرار خلال الحرب الأهلية.
وقال محامي العائلة روسمين كركين لوكالة الأنباء الفرنسية، إنه “أخيراً يُنفَّذ حكم المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان. بدأ العمل في وقت مبكر من صباح اليوم”.
وأضاف: “باتت الكنيسة مهدَّمة نظرياً، وأعتقد أنه ستُستكمل الأعمال بحلول غد. رغم تأجيل هذه العملية لأكثر من عام جراء وباء كوفيد، فإننا لم نفقد الأمل بأنها ستتم”.
وأظهرت تسجيلات مصورة نُشرت على وسائل التواصل الاجتماعي والتليفزيون المحلي حفارة تنفّذ عملية الهدم.
وتأتي هذه الخطوة بعد أن قضت المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان في أكتوبر/تشرين الأول 2019 بإزالة الكنيسة.
كما نص الحكم على أنه على البوسنة دفع تعويضات لأسرة أورلوفيتش تبلغ 31 ألف يورو (36500 دولار).
وبُنيَت الكنيسة بعد وقت قصير من طرد فاتا أورلوفيتش وأسرتها من القرية، على بعد 20 كيلومتراً شرق سربرنيتسا، خلال حرب البوسنة 1992-1995.
والأسرة من البوسنيين، ومعظمهم من المسلمين، واحتلّ صرب البوسنة القرية، ومعظمهم من المسيحيين الأرثوذكس.
وكان زوج فاتا أورلوفيتش من بين نحو ثمانية آلاف رجل وصبي من البوسنيين قُتلوا على يد قوات صرب البوسنة في سربرنيتسا عام 1995، وهي أسوأ مذبحة في الصراع العرقي.
اعتُرف بمذبحة سربرنيتسا دولياً باعتبارها الإبادة الجماعية الوحيدة في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية.
وعند عودتها إلى قريتها بعد الحرب، تُجوهِلَت مطالب فاتا أورلوفيتش بإزالة الكنيسة.
في عام 2000 بدأت فاتا إجراءات قانونية لإجبار سلطات جمهورية صرب البوسنة (صربسكا)، وهي الكيان الذي كان يديره الصرب في البوسنة في فترة ما بعد الحرب، على الامتثال لقرار الإزالة.
من جانبها قالت السلطات المحلية إنها ستعيد بناء الكنيسة عند مدخل القرية.